يواصل المرشحون الـ 6 لـ الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران والمقررة 28 يونيو الدعاية الانتخابية، فيما تنحصر المنافسة بين رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف المعروف بطيار الحرس الثورى المدعوم من التيار الأصولى التقليدى، والدكتور الجراح مسعود بزشكيان النائب الإصلاحى السابق، وبينهما تحتدم المنافسة.
لكن يواجه قاليباف المرشح المنتمى للتيار الأصولى التقليدى عقبات، منها تعدد مرشحى المعسكر المحافظ، فالمرشحون الأربع الأخرون جميعهم ينتمون للتيار المحافظ، الأمر الذى حذرت منه صحيفة فرهيختجان الإيرانية، وقالت: "انتخابات الرئاسة لهذا العام ستتحول لتنافس داخلى بين أجنحة الأصوليين وذلك نظرا لتركيبة المرشحين".
ورأت الصحيفة أن المرشح الإصلاحى بزشكيان، يستطيع أن تستغل التعددية داخل الأصوليون لصالحه، كما أنه سيستحوذ أيضا على الأصوات الإصلاحية.
ومسعود بزشكيان، هو نائب برلمانى (إصلاحي) هو المرشح الوحيد من الإصلاحيين الذين تمت الموافقة على أهليته وهو معروف بانتقاده للسلطات، ويسعى بزكيان إلى تكرار سيناريو انتخابات 23 مايو 1997 فى إيران، والتى أتت بأول رئيس إصلاحى خارج التوقعات، هو محمد خاتمي.
وقال بزشكيان أثناء تقديم ترشحه: "هناك انطباع حول إيران على المستوى الوطنى والدولى بأن الشعب مستاء من صناديق الاقتراع. هدفى من المشاركة فى الانتخابات هو زيادة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع". وأشار بيزشكيان، إلى ذلك، كأحد أسباب ترشحه للانتخابات البرلمانية الثامنة، قائلا: "هذه الظروف أثرت على لأننى كنت أعتقد أننا لم نخلق لكسب المال وإنفاقه بهذه الطريقة".
ولم يكن بيزشكيان معروفًا على نطاق واسع فى المجال العام حتى عام 2001، وتشكيل الحكومة الثانية للرئيس السابق خاتمى، عندما تم اختياره لمنصب وزير الصحة. ويظهر بيزشكيان، وهو طبيب متخصص فى جراحة القلب، كـ"شخصية بارزة فى السباق الرئاسى، بفضل خطابه الفريد، ومكانته كمرشح جديد، ودعم الإصلاحيين، الذى ساهم فى جاذبيته" وقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2001، ظهر اسم بيزشكيان كمرشح محتمل لوزارة الصحة. ولوحظ حينها أنه يختلف عن غيره من الوزراء فى المظهر والسلوك الشخصى، بما فى ذلك أسلوبه فى عدم ارتداء البدلة التقليدية.
وفى عام 2003، حاول البرلمان عزله دون جدوى، مشيرًا إلى عدم الكفاءة فى تعييناته، والاستخدام غير المناسب للقروض، وقضايا أخرى. وفى وقت لاحق، تم انتخاب بيزشكيان عضوًا فى البرلمان وترقى ليصبح نائبًا لرئيس البرلمان.وفى مراحله التعليمية، تخصص بيزشكيان الجراحة العامة فى جامعة تبريز للعلوم الطبية وبعدها تخصص فى جراحة القلب بجامعة إيران للعلوم الطبية، وعُين بعدها رئيسا لمستشفى الشهيد مدنى لأمراض القلب فى مدينة تبريز.
وعقب الانتخابات الرئاسية فى عام 2009 والاحتجاجات التى تلتها، أدى خطاب بيزشكيان الذى انتقد فيه السلوك تجاه المتظاهرين إلى تعطيل جلسة البرلمان لبضع دقائق.وقال بيزشكيان فى كلمته: "لا تقتلوا الناس كالحيوان البري"، فى إشارة إلى حملات القمع التى جوبهت بها الاحتجاجات، كما قال: "عندما تستطيع، لا تتدخل بشكل حاد، لا تضرب، لا تضرب".
وعقب احتجاجات 2022، اشتهر بيزشكيان، بانتقاداته الموجهة إلى الحكومة، بشأن مسألة فرض الحجاب. وبعد وفاة الشابة مهسا أمينى، قال فى أحد المقابلات: "نريد أن يكون أطفالنا محتشمين، لكن إذا كان سلوكنا يجعلهم يكرهون ديننا، فعلينا على الأقل الامتناع عن الاستمرار فى هذا الأسلوب".وخلال جلسات البرلمان كان دائمًا ما يرد على زملائه الذين كانوا يهتفون بالموت لبعض الدول بالقول: "نحن بحاجة إلى التسامح مع الآخرين والعمل والتعاون مع العالم". وكان أيضًا من مؤيدى الاتفاق النووى الإيراني.
وخلال هذه الدورة، ألمح بيزشكيان، إلى نيته بضم شخصيات مثل ظريف إلى إدارته فى حال فوزه. وقد أيده ظريف بدوره.
وتعوّل الجبهة الإصلاحية على مرشحها لجذب نسبة مشاركة اكبر وجمع اكبر قدر من الاصوات التى تمكنها من اغتنام فرصة خوض مرشح إصلاحى للمعترك الانتخابى بعد عملية اقصاء واسعة فى الانتخابات التشريعية مارس 2024، أفضت لتعزيز التيار المحافظ والتشددون قبضتهم على البرلمان، رغم أن بعض الإصلاحيين يعتبرونها منافسة غير متكافئة إلا أنها تسعى لاستغلال الفرصة واللعب بورقة مساعى بزشكيان لتغيير الوضع الراهن، من استياء اجتماعى وتدهور اقتصادى و... إلخ، وترجح أوساط إيرانية انسحاب باقى المرشحين الأيام المقبلة كى لا يتم تفتيت الأصوات بين التيارين.