«التنسيقية»: عملنا بكل كد على تنمية الحياة السياسية والحزبية من خلال التدريب والتأهيل وتمكين الشباب
مرت بالأمس الذكرى السادسة لتأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ذاك الكيان الذى يعمل فيه الجميع فى واحد من أجل الوطن، ومنذ نشأة التنسيقية التى مارست السياسية بطريقة جديدة بعيدا عن التنابز والتنافر وبمسؤولية كاملة ونضج واضح وإدراك للمرحلة الراهنة للوصولى إلى مواجهة تحديات المواطن والوطن، ووضعت لذاتها دستورا سياسيا لا تحيد عنه منذ النشأة ألا وهو «سياسية بمفهوم جديد».
تنمية الحياة السياسية
ولدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تنمية الحياة السياسية وإدراجها على أولويات أجندة العمل الوطنى، والبيان التأسيسى الأول لتنسيقية شباب الأحزاب، يوضح فلسفة التنسيقية وأهدافها وطريقة عملها وقد صدر يوم 12 يونيو 2018، وكان بمثابة وثيقة تحكم عملها، إذ أكدت خلاله أنها انطلقت لتحقيق مرحلة التنمية الشاملة، كما عرفت نفسها بأنها فى بيانها الأول بأنها: «نحن جيل جديد من الشباب المنتمى للعمل السياسى، نؤمن بأننا جزء من نسيج المجتمع المصرى يدرك مسؤولياته تجاه وطنه ويرغب فى المضى قدما وترتيب الصفوف وعيا بقضايا الوطن وحماية أمنه القومى كأولوية فى مواجهة التحديات التى يتعرض لها وفى مقدمتها الإرهاب الأسود وثقة منا فى دعوة رئيس الجمهورية إلى تنمية الحياة السياسية وإدراجها على أولويات أجندة العمل الوطنى خلال المرحلة القادمة».
الحوار.. وسيلة لتحقيق أهداف الوطن
تؤمن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بالحوار وأنه هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهداف الوطن، فتؤكد دوما أنها منصة حوارية كما أكدت فى بيانها الأول: «أخذنا على عاتقنا نحن مجموعة من شباب الأحزاب و السياسيين باختلاف توجهاتنا وآرائنا التكاتف سويا والاصطفاف خلف الوطن، إيمانا منا بأن الحوار المستمر والهادف هو الوسيلة الفعالة لتحقيق الأهداف الوطنية وتحقيق الصالح العام، ونحن نؤمن بأن التشدد فى بعض المواقف والرضوخ للمزايدة كان أحد معوقات العمل السياسي، وأن الاستمرار فيه لن يحقق الصالح العام الذى نستهدفه على الدوام، نحن نؤمن بأننا جيل جديد يستحق ممارسات جديدة تبنى ولا تفرق، تعزز التماسك الاجتماعى وتحفظ مكتسابتنا الوطنية».
التعامل مع الدولة
ومنذ نشأتها وضعت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين طريقة محددة فى التعامل مع مؤسسات الدولة بعيدا عن أى مزايدات، إذ قالت فى بيانها التأسيسى، مبادرتنا فى فتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها تأتى تأكيدا على رغبة جادة لدينا فى تحمل المسؤولية الوطنية بتجرد ولجعل أصوات الشباب مسموعة وحاضرة فى صنع القرار السياسى وأن هدف التنسيقية السياسية الشبابية هو العمل على تحقيق التكامل والتلاحم بين شباب الأحزاب والسياسيين وترسيخ تجربة جديدة فى ممارسة العمل العام بهدف التكاتف خلف مشروع وطنى جامع تتعاظم فيه وبأكثر من أى وقت مضى أهمية البحث عن المساحات المشتركة بين أطياف العمل السياسى فى مصر واستثمارها الجيد بما من شأنه إرساء دعائم الدولة المصرية وإعلاء مصالح المجتمع، وكانت أولى ثمار عملنا هى التعاون مع لجنة العفو الرئاسى فى إطلاق صراح عدد من المحبوسين على ذمة قضايا الرأى، وقد لمسنا شفافية كاملة واستجابة حقيقية فى تحقيق ما تم طرحه فى هذا الشأن وتعكف التنسيقية حاليا على إعداد عدد من مشروعات القوانين وأوراق العمل فى موضوعات مختلفة سوف يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء منها.
وترى تنسيقية شباب الأحزاب دائما أن الوطن يستحق منا الكثير وأن الفرصة سانحة أمام جيلنا على اختلاف انتماءاته الحزبية وتوجهاته السياسية لإثراء الحياة السياسية خلال هذه المرحلة التى باتت قضايا وأصوات الشباب تطرح نفسها وبقوة نظرا لاهتمام الدولة الواضح بها والتأكيد دائما أن الدولة وشبابها كلاهما جنبا إلى جنب من أجل أن تحيا مصر.
أيديولوجيات ومدارس سياسية متنوعة
تضم التنسيقية فى عضويتها مجموعة من الشباب السياسى وممثلين لمجموعة من الأحزاب السياسية يصل عددهم إلى 26 حزباً من مختلف الأطياف السياسية، حيث تضم ممثلين عن أحزاب مستقبل وطن والمصريين الأحرار، وحزب إرادة جيل، وحزب الوفد الجديد، وحزب المؤتمر المصرى، وحزب مصر الحديثة، وحزب الحرية المصرى وحزب التجمع، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزب الحركة الوطنية المصرية، وحزب الشعب الجمهورى وحزب مصر بلدى وحزب حماة الوطن، وحزب حقوق الانسان والمواطنة وحزب الريادة وحزب النور وحزب الجيل الديمقراطى وحزب الإصلاح والتنمية وحزب الإصلاح والنهضة وحزب السادات الديمقراطى وحزب المحافظين وحزب الاتحاد والحزب العربى الديمقراطى الناصرى وحزب الأحرار الدستوريين وحزب الغد وحزب العدل.
التنسيقية تحت القبة
تتمثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بـ51 نائبا تحت قبة مجلس النواب، 32 نائبا بمجلس النواب، و19 نائبا بمجلس الشيوخ، وتتمثل اللجان النوعية للمجلسى واللجان النوعية، ففى دور الانعقاد الحالى بمجلس النواب، يتواجد النائب أحمد رمزى عضو فى اللجنة العامة للمجلس والنائبة رشا كليب عضو فى لجنة القيم، كما نجح نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى حصد عدد من مقاعد اللجان النوعية بعد فوزهم فى انتخابات هيئة المكتب لدور الانعقاد الرابع، وصلت لـ11 مقعدا، تمثلت فى 5 مقاعد بمنصب وكيل لجنة، و6 مقاعد أمانة سر.
بينما فى مجلس الشيوخ بدور الانعقاد الحالى حصد نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، 8 مقاعد فى انتخابات هيئات المكاتب لدور الانعقاد الرابع، حيث فاز ٤ نواب بـ٤ مقاعد لوكالة اللجان، و٤ نواب لأمانة السر.
تشريعات ورقابة
وفى الغرفتين التشريعيتين «النواب والشيوخ» قدم نواب التنسيقية أداء برلمانيا رسخوا خلاله لمدرسة برلمانية جديدة تتلخص فى كلمتين هما «أغلبية التأثير» ففى مجلس الشيوخ احال المجلس برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق على الطلب المقدم من النائب أكمل نجاتى عضو التنسيقية بشأن دراسة الأثر التشريعى للقانون رقم (153) لسنة 2022 بالتجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية، وبتجديد العمل بالقانون رقم (79) لسنة 2016 فى شأن إنهاء المنازعات الضريبية، لرئيس الجمهورية.
كما أحال مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، تقرير لجنة الزراعة عن الدراسة المقدمة من النائب محمد السباعى، بشأن «زراعة القطن المصرى.. التحديات والمحفزات لتحسين المناخ الاستثمارى»، إلى الحكومة لتنفيذ التوصيات الواردة.
وتهدف دارسة النائب محمد السباعى إلى تحديد المعوقات والتحديات التى تتعرض لها زراعة القطن المصرى بدقة وعناية سواء داخلياً أو خارجياً، الأمر الذى أثر على المكانة والسمعة التى يتمتع بها القطن المصرى فى الأسواق العالمية مما أدى إلى تراجع صادراته أمام الأقطان الأخرى الأقل فى الجودة والطول والنعومة، كما تهدف الدراسة إلى عرض اقتراحات بشأن بعض الحلول والتوصيات التى قد تسهم فى إزالة المعوقات والتحديات التى تجابه زراعة القطن الشعر وتصديره وخفض تكاليف إنتاجه وزيادة إنتاجية الفدان الواحد منه.
وبجانب هذه الدراسات قدم نواب التنسيقية فى مجلس الشيوخ الكثير من الاقتراحات برغبة، فضلا عن الدراسة التى تقدمت بها النائبة سها سعيد، الخاصة بإحياء مسار العائلة المقدسة فى الترويج للسياحة الدينية فى مصر، وتهدف إلى تحديد مسار العائلة المقدسة فى مصر واستخدامه كأحد المنتجات السياحية الفريدة، مع تحديد أهم الإجراءات التى أجرتها الأجهزة السياحية الرسمية لإحياء مسار العائلة المقدسة والتسويق السياحى له ضمن المشروعات التراثية لليونسكو.
أما جهود نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحت قبة مجلس النواب كثيرة للغاية، فالتسنيقية هى الكيان السياسى الوحيد الذى قدم استجوابا ضد وزير الإعلام أسامه هيكل، فضلا عن الكثير من تقديم بيانات عاجلة إزاء بعض الأحداث التى تشهدها الدولة، وبشأن التشريعات فقد قدم نواب التنسيقية الكثير من التشريعات والتى من أبرزها تعديل قانون حماية المستهلك لتغليظ عقوبة احتكار السلع من قبل النائب أحمد مقلد، وقانون صندوق قادرون باختلاف من النائبة دعاء عريبى، فضلا عن الكثير من الأدوات الرقابية الأخرى.
الأجهزة التنفيذية
بجانب وجود النواب فى السلطة التشريعية، تتواجد أيضا فى دولاب الدولة بجانب الهيئات الإعلامية، وتتمثل التنسيقية فى المحافظات بالتالى بلال حبش نائب محافظ بنى سويف، وحازم عمر نائب محافظ قنا، وعمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد، وهيثم الشيخ نائب محافظ الدقهلية وإبراهيم الشهابى نائب محافظ الجيزة، ومحمد موسى نائب محافظ المنوفية
تجربة فى كتاب
ولأن تجربة التنسيقية ثرية فقد وثق كتاب بعنوان «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.. دراسة فى النشأة والتطور»، للدكتور حازم عمر، مدرس العلوم السياسية بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، وعضو مجلس أمناء التنسيقية، نائب محافظ قنا، تجربة التنسيقية من النشأة حتى الآن.
وينقسم الكتاب إلى 5 فصول، يدرس الفصل الأول العوامل والظروف التى أدت إلى نشأة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وذلك من خلال تعريف التنسيقية وأهدافها وهيكلها التنظيمى، وكذلك المناخ والبيئة السياسية التى أدت إلى نشأتها.
التقرير فى عدد اليوم السابع