اختفاء تام لمظاهر الاحتفال بعيد الأضحى فى غزة مع استمرار العدوان.. إغلاق إسرائيل للمعابر يمنع دخول الأضاحى واللحوم للقطاع.. وشهادات فلسطينية: نعيش على وجبة واحدة ليومين ولا نستطيع شراء الطعام

الجمعة، 14 يونيو 2024 08:30 م
اختفاء تام لمظاهر الاحتفال بعيد الأضحى فى غزة مع استمرار العدوان.. إغلاق إسرائيل للمعابر يمنع دخول الأضاحى واللحوم للقطاع.. وشهادات فلسطينية: نعيش على وجبة واحدة ليومين ولا نستطيع شراء الطعام غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  •  ارتفاع أسعار المواشى لـ10 آلاف دولار

  • بلدية دير البلح: معظم سكان غزة لم يدخل جيبهم قرش واحد منذ بداية العدوان

  • فلسطينيون: لم نر اللحوم والدواجن منذ شهرين ولن تكون هناك أى شعائر متعلقة بالعيد

 

اعتادوا الذهاب لزيارة موتاهم وتقديم الأكل لهم، إذ يتركون أطباق اللحم على حافة المقابر، إضافة إلى الحلويات لتقام بعدها الصلاة على أرواحهم"، هذه هى أبرز عادات الفلسطينيين فى الأعياد وبالتحديد عيد الأضحى، بجانب الإقبال على ذبح الأضاحي والإقبال على شراء ملابس العيد، ولكن يحل عيد الأضحى هذا العام وكل المسلمون يقيمون الأفراح والطقوس الاحتفالية له ويقبلون على شراء وذبح الأضحية، بينما فى غزة لا صوت يعلو فوق صوت القتل والتدمير والتشريد.

الحرب الإجرامية الإسرائيلية كتبت على سكان غزة ألا يحتفلوا بعيد الأضحى مثلما يحتفل به كل المسلمين حول العالم، فقط لأن هناك احتلالًا قرر أن يمنعهم من الابتهاج بتلك الأيام المباركة، وواصل حرب الإبادة الشاملة التى يشنها منذ 7 أكتوبر الماضى، وسط صمت دولى تجاه كل تلك المجازر الأبشع فى التاريخ الحديث، وفى الوقت الذى يذبح فيه ملايين المسلمين الأضاحى، فإن أهالى غزة يكاد لا يجدون من الأساس اللحوم فى الأسواق منذ عدة أشهر بسبب حصار الاحتلال للقطاع وغلقه للمعابر.

لا يوجد أبقار أو مواشى فى أسواق غزة بسبب العدوان

من جانبه، يؤكد دياب الجرو، رئيس بلدية دير البلح، أن عيد الأضحى المبارك يأتى وغزة خالية وتكاد تكون شبع خالية من الأنعام سواء أبقار أو أغنام، حيث لا يوجد شيء منها سوى القليل والنظر اليسير والموجود أيضا لا يستطيع الأهالى أن يشتروه لأن أسعاره مرتفعة.

ويضيف رئيس بلدية دير البلح" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الخروف فى غزة ثمنه يصل إلى 2000 دولار، والعجل ثمنه وصل إلى 10 آلاف دولار، بسبب إغلاق الاحتلال الصهيونى للمعابر التجارية مع قطاع غزة، وفى هذه الحالة يحل عيد الأضحى فى ظل هذا العدوان الصهيونى على قطاع غزة، والأهالى يعيشون فى فقر جديد حيث العوز والاحتياج الشديد ومعظم السكان لم يدخل فى جيبهم منذ بداية العدوان وربما من قبل العدوان قرش واحد.

"بالكاد يستطيع الناس فى غزة يمضون يومهم بتوفير الأكل، حيث وجبة إطعام واحدة أن وجدوه وبعض الأسر تمضى يومين وثلاثة بوجبة واحدة"، هكذا يصف دياب الجرو، حجم معاناة أهالى غزة من أجل توفير الطعام وانتشار ظاهرة المجاعة فى العديد من مدن القطاع بسبب حصار الاحتلال، متابعا: "يأتى عيد الأضحى والأهالى غير قادرين فى غزة على شراء طعام العيد للأطفال هذا العيد الذى من المفترض أن يعيشه الفقراء بحالة من السعادة وتوفر مأكلهم وملبسهم لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال أغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم، واليوم الأغنياء والفقراء فى غزة أصبحوا سواسية".

أزمة جديدة يواجهها سكان غزة فى شراء ملابس العيد خاصة مع عدم توارها فى الأسواق التى أصبحت خالية من كل شيء، وهو ما يؤكده رئيس بلدية دير البلح: "العيد نفرح به مع أبنائنا لكننا فى غزة لا نجد ملابس العيد التى من خلالها ندخل البهجة على أبنائنا لأنها ليست متوافرة فى الأسواق وإن توافرت فهى بأسعار مرتفعة لا يطيقها الناس ولا يستطيعون شراءها وذلك بفعل إغلاق المعابر التجارية مع قطاع غزة، وهذه الحالة العامة للأهالى فى قطاع غزة التى سيستقبلون بها عيد الأضحى المبارك وهم حرموا من فريضة الحج هذا العام ولحوم الأضاحى وذبح الهدى وشراء ملابس العيد وكسوة العيد وحرموا من أن يوفروا لأهلهم طعام العيد".

وأضاف دياب الجرو: "الجرح النازف فى كل أسرة من أسر قطاع غزة خلال هذا العيد، فما من أسرة فى قطاع غزة إلا وأصيبت إما بفقد حبيب أو جرح حبيب أو اعتقال حبيب أو هدم بيتها وفقدت مقدراتها وأموالها، وكل بيت فى قطاع غزة يوجد لديه جرح نازف وإن لم يكن أكثر من جرح سواء على الشهداء أو الجرحى أو الأسرى أو فقد البيت ومقدراته وأمواله".

وأوضح رئيس بلدية دير البلح، أن هناك من الناس ما جمع هذه المصائب كلها حيث أسرة بها شهيد وجريح وأسير وبيتها هدم وفقدت مالها ومقدراتها، وما من بيت فى غزة إلا به واحدة من هذه المصائب التى حلت عليه ولديه جرح ينزف بواحدة من هذه الآلام التى ذكرتها، متابعا: "كيف للناس أن يعيشون عيدهم وهم فى هذه الأوضاع الصعبة والأليمة التى يمر بها قطاع غزة فهذا العيد أن لم يكن شعيرة من شعائر الله وعبادة من خلالها تقرب إلى الله عز وجل لما قلنا أن هناك عيد ولكنها شعيرة من شعائر لله نعظمها تقربا لله وحسبة له أن يفرج عنا ما نحن فيه وهذا عيد وشعيرة من شعائر الله سنظهرها ونقيمها حسبة لله تبارك وتعالى".

أصبحنا نحن الأضحية وليس المواشي

بدوره، أكد الكاتب الصحفى الفلسطينى لؤى الغول، مدير نقابة الصحفيين فى غزة، أن الشعب الفلسطينى خاصة فى مدينة غزة أصبح هو أضحية هذا العيد فى عيد الأضحى المبارك الذى ندعو الله أن يعيده على الأمة العربية والإسلامية بالسلام والمحبة والهدوء على شعب غزة، متابعا :"لا يوجد عيد للأسف، فالأضحية هى الشعب الفلسطينى من أطفال وشيوخ ونساء وصحفيين وأطباء وأشجار وأحجار فلسطينى وكل ما هو حى ويدلل على الشعب الفلسطينى وصموده وثباته أصبح الأضحية، والشعب يضحى وما زال يضحى ويقدم الكثير".

وتحدث لؤى الغول، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من غزة، عن عادات سكان غزة فى عيد الأضحى خلال الأعوام السابقة قائلا أن الشعب الفلسطينى بالعادة وخلال السنوات الماضية كان قلة غير كثيرة تقدم الأضاحى لأن الشعب الفلسطينى يوجد عليه حصار شديد منذ عام 2006 حصار شديد ويوجد عمالة فلسطينية تتوجه للداخل ولا يوجد عمل ودخل فلسطينى والأضحية تأتى من الخارج لقطاع غزة من خلال المعابر سواء معبر كرم أبو سالم أو معبر رفح.

وتابع مدير نقابة الصحفيين فى غزة، :"الآن المعابر مغلقة فكيف ستأتى الأضاحى والشعب الفلسطينى منهك ليس لديه الأموال ولا الطعام ولا الماء ولا أى شيء، فالشعب فى غزة سواء أطفالنا ونساءنا والجنين فى بطن امه هو أضحية، وشعبنا يتألم وصامد على أرضه ومرابط وثابت يدعو الله عز وجل أن يجعل عيد الأضحى الأعوام القادمة أعياد سعيدة ونحن ثابتون ومرابطون ويكون قد عم السلام والمحبة والهدوء والناس تلتئم جراحها وما تبقى لها من أركان منازلها التى هدمت والمستشفيات والعيادات والمدارس وكل البنى التحتية التى تم تدميرها وكل شيء يمت بالحياة".

وقال لؤى الغول: "نتمنى لشعوبنا العربية عيد أضحى مبارك تقام فيه الشعائر الدينية الروحانية ولكن فى عيد فى غزة عيد مجازر وقتل ومذابح ومأسى للأطفال والنساء وليس كما باقى الشعوب التى يتسم بالبهجة والفرحة وتقديم لحوم الأضاحى وزيارة الأقارب والأهل ولكن عيد فى القطاع ليس بعيد ولا مبارك على أهالى غزة الذين يعانون الويلات والألم والفرقة وبعد الأهالى وتذكرة شهدائنا وأبطالنا الذين ما زالوا تحت الأنقاض والأزقة المخيمات والشوارع خاصة مع استمرار عدوان الاحتلال الغاشم الذى لا يعرف إنسانية ولا يحترم القوانين والمبادئ الدولية ولا يحترم حقوق".

لم نجد لحوما أو دواجن منذ شهرين ونسينا الإحساس بالعيد

فيما، أوضحت الإعلامية الفلسطينية، فاطمة أبو نادى، أن أهالى قطاع غزة لن يحتفلوا بعيد الأضحى هذا العام فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى، ولن يستطيعون ذبح الأضاحى وشراء ملابس العيد، وتزيين الشوارع التى أصبحت كلها مدمرة بفعل قصف طائرات الاحتلال والاجتياح البرى للعديد من المدن.
وتقول فاطمة أبو نادى، فى تصريحات خاصة من "خان يونس"، أن سكان غزة ليس لديهم لا يوجد أى تصور لعيد الأضحى سوى كونه عيد الذبح والتضحية حتى المواشى غير موجودة مطلقا إلا لدى البدو الذين يرعون هذه المواشى وصار أكثر من شهرين لا يوجد لحمة أو دجاج موجود وأى شيء يخص اللحوم لم يعد موجودا فى أسواق القطاع.

"مثلما لم نعش تفاصيل عيد الفطر بعد شهر رمضان فالناس لن تعيش تفاصيل عيد الأضحى فى غزة"، هكذا وصفت الإعلامية الفلسطينية حال الفلسطينيين فى القطاع وهم يستقبلون عيد الأضحى، متابعة: "الوقت الذى نعيش فيه الآن أصبح أصعب حتى من الوقت الذى حل فيه عيد الفطر خلال الشهور الماضية، لأن الاحتلال دمر قطاع غزة بالكامل، فخلال عيد الفطر كان ما زال هناك روحا وحديث عن أن هناك هدنة ومفاوضات مستمرة فى تلك الفترة لكن الآن يأتى عيد الأضحى وقد تم الإجهاز بالكامل على قطاع غزة ولم يستثن الاحتلال أى مدينة من القتل والجرائم والاجتياح والدخول البرى والدمار".

وتابعت فاطمة أبو نادى، والتى كانت تقيم فى رفح ولكنها نزحت مؤخرا إلى خان يونس بعد اقتحام الاحتلال لمدينة رفح الفلسطينية :" وكانت رفح هى الفيصل فى المفاوضات لكن هى أيضا ضمن أخواتها فى الدمار والقتل والبشاعة والدخول البرى وأغلق الاحتلال معبر رفح الذى كان يخرج منه الناس للسفر والمرضى والمساعدات الإنسانية والمعبر الذى يدخل العجول من مصر والدول الأخرى، فلا يوجد أضاحى حتى معبر رفح الذى يدخل الأضاحى تم غلقه فلا يوجد من كل الجوانب أى احتفال، ولم يعد هناك أى مشاعر أو شعائر للاحتفال بعيد الأضحى، ونسى سكان غزة معنى العيد من الأساس".

"سيكون نفس ملامح الفقد لشعور المشاعر الدينية والتحضير للابتهاج وشراء المواشى وذبحها، بال فى الأساس ما فى لحمة منذ شهرين وأكثر فعن أى عيد أضحى بدنا نحكي"، هنا تحكى فاطمة أبو نادى عن مشاعر الأسى والحزن التى تنتابها مع دخول عيد الأضحى قائلة :"رائحة الموت تفوح فى كل مكان، ومشهد الدمار يطل برأسه فى الحارات والشوارع والزقاق، وهناك جثث متحللة، أينما يحل الدمار نرى مشاهد لا يتصورها العقل والقلب، عند كل انسحاب للجيش الإسرائيلى يولد دمار ومأساة جديدة، والناس أصبحوا بلا مأوى ولا منازل تأويهم، وكلما انسحب الجيش يعود الناس، ويعيدون بناء خيامهم، كأن حياتهم تشبه حياة توم وجيرى ما بين انسحاب وعودة، وبناء ودمار جديد".

وتقول الإعلامية الفلسطينية: "معاناتنا الآن أصبحت أضعاف مضاعفة لما كانت عليه فى عيد الفطر الماضى عندما كنا فى رفح، فحينها كان الاستقرار أفضل كونه عندما نزحنا من الشمال لمدينة رفح، كنا طوال فترة الحرب فى رفح كنا مستقرين واستأجرنا منزل رغم سعره العالى لكن كنا مستقرين نجد أشياء تقينا من حر الشمس ودفئ يقينا من شر المطر ولكن الآن نزحت لمدينة خان يونس وأشعر باختلاف كلى وأصبحت مرهقة للغاية، خاصة أن مدينة خان يونس تم تدميرها بشكل كامل بعد اجتياحها قبل أن يجتاح الاحتلال مدينة رفح، وتم تدمير البنية التحتية بشكل كامل وأصحبت الناس تجد صعوبة فى توفير المياه وهذه مشكلة المشاكل".

"المياه الصالحة للشرب أصبحنا نجد صعوبة كبيرة فى الحصول عليها"، هكذا تصف فاطنة أبو نادى حجم العطش الذى يعانى منه سكان غزة من نقص شديد فى المياه، قائلة :"عندما نشاهد أى مياه نزدحم عليها وهذا سبب مشاكل صحية للناس، خاصة أنها مياه غير موثوق فيها لكن الناس مضطرة أن تشتريها لأنه لا يوجد بديل وأصبح هناك تفاصيل مرهقة وحياة صعبة للغاية، ومن جديد نزلت الفواكه ولكن الأسعار مرتفعة للغاية كيلو التفاح بـ3 دولار، وأفوكاتو بـ6 دولار، والوضع أصبح صعبا للغاية ومأساوى والناس لا تستطيع توفير أبسط البسيط لأولادها واصبحوا يبحثون عن بديل للمياه، وكوننا موجودين بالقرب من منطقة الساحل القريبة من البحر، صرنا نحفر أبار بعمق 2 متر لاستخراج المياه لاستخدامها فى غسيل الملابس وشطف الأوانى وباقى الاستخدامات اليومية لأى سيدة منزل".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة