فى خطاب تاريخى أمام زعماء مجموعة السبع، دعا البابا فرانسيس إلى فرض حظر عالمى على استخدام الأسلحة المستقلة فى الحروب، مؤكدا أن الآلات لا ينبغى أبدا أن تتمتع بالقدرة على تقرير ما إذا كان البشر سيعيشون أو يموتون.
ووفقا للجارديان، ألقى البابا فرانسيس رسالته القوية خلال جلسة موسعة حضرها زعماء أمريكا اللاتينية وأفريقيا والهند والشرق الأوسط، مما يجعلها واحدة من أكبر التجمعات من هذا القبيل خارج الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى الرغم من مشاكله فى التنقل، التقى البابا البالغ من العمر 87 عامًا بالقادة على كرسى متحرك وحظى باستقبال حار بشكل خاص من الرئيس الأرجنتينى خافيير مايلى ورئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي، حيث احتضنه كلاهما.
وشدد البابا على الحاجة الملحة إلى إعادة النظر فى تطوير واستخدام الأسلحة الفتاكة المستقلة. وأعلن أنه "لا ينبغى لأى آلة أن تختار قتل حياة إنسان"، مشددا على أن السماح للآلات باتخاذ مثل هذه القرارات من شأنه أن يمثل تآكلا عميقا للإنسانية والكرامة الإنسانية.
وسلط البابا فرانسيس، الذى برز كصوت رائد فى أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعى على أن يكون "أداة مرعبة ورائعة". وتحدث عن قدرة الذكاء الاصطناعى على إضفاء الطابع الديمقراطى على المعرفة، وتسريع البحث العلمي، وإنشاء أنظمة اجتماعية جديدة، فى حين حذر أيضًا من قدرته على تفاقم الظلم والهيمنة.
وبالإشارة إلى كتاب روبرت هيو بنسون الذى صدر فى أوائل القرن العشرين بعنوان "سيد العالم"، حذر البابا من مخاطر الآلات التى تتخذ قرارات مستقلة. وقال: "سنحكم على البشرية بمستقبل بلا أمل إذا حرمنا الناس من قدرتهم على اتخاذ قرارات بشأن أنفسهم وحياتهم، من خلال الحكم عليهم بالاعتماد على اختيارات الآلات".
وحضر الخطاب زعماء من بينهم رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا والرئيس الأمريكى جو بايدن. تمثل دعوة البابا لفرض حظر دولى على الأسلحة المستقلة لحظة مهمة فى الخطاب العالمى حول الذكاء الاصطناعى والحرب، حيث يحث قادة العالم على إعطاء الأولوية للسيطرة البشرية والاعتبارات الأخلاقية فى تقدمهم التكنولوجي.
يسلط خطاب البابا فرانسيس فى قمة مجموعة السبع الضوء على لحظة محورية فى التقييم الأخلاقى للذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى الحرب، داعيا إلى موقف موحد لضمان الحفاظ على الكرامة الإنسانية فى عالم آلى بشكل متزايد.
