يتوافد جموع الحجاج مع الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، على مشعر "عرفات"، للوقوف به (الوقفة الكبرى)، وهو ما يُعد ركن الحج الأعظم، يأتي الحجيج إلى صعيد "عرفات" قادمين من مشعر "منى" بعد قضاء يوم"التروية" أولى محطات الحج المبرور.
ويتطلع الحجاج إلى الوقوف على "جبل الرحمة" بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع.
ويؤدى الحجاج في عرفات صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا ثم يبدأون بالنفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها أيام (10 - 11 - 12 - 13) من ذي الحجة، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل ثم الانتقال منها إلى منى لتكملة مناسك الحج.
اقترنت رحلة الحجيج حتى الآن باليسر والهدوء والسكينة، رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات، وقد شهد مشعر عرفات منذ وقت مبكر استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، لتوفير سبل الراحة والأمن لحجاج بيت الله الحرام، وتهيئة حاجاتهم حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة ووفرت كافة الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل.
تبلغ مساحة مشعر عرفات حوالى 33 كيلو متراً مربعاً، وتحيط به سلسلة من الجبال يتواجد في شمالها جبل الرحمة الذي يتكون من أكمة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة مشكلة من حجارةٍ صلدةٍ ذات لون أسود كبير الحجم ويقع إلى الناحية الشرقية من جبل عرفات بطولٍ يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 مترًا وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 مترًا ويوجد على قمة الجبل شاخص يبلغ ارتفاعه 7 أمتار،ٍ ويُطلق على هذا الجبل العديد من الأسماء كجبل إلال ، وجبل التوبة، وجبل الدعاء، والنابت، وجبل القرين.
استعدادات "عرفات"
واكتملت منظومة التجهيزات والاستعدادات في كافة المجالات لاستقبال الحجاج في عرفات ، وفى هذا السياق أعلنت وزارة الصحة السعودية اكتمال التجهيزات الصحية والمستشفيات والمراكز الصحية لتوفير الرعاية الطبية لحجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفات، كما يوجد مستشفى متنقل، وعيادات متنقلة في مشعر مزدلفة، وذلك طوال يوم عرفة لخدمة ضيوف الرحمن، وحتى مغادرتهم مشعري عرفات ومزدلفة.
وعلى الصعيد الأمني، شدد مدير الأمن العام السعودى الفريق محمد البسامي، إن أمن الحج والحجاج "خط أحمر"، مشددا على التعامل بكل حزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
في هذا السياق أكدت وزارة الداخلية السعودية، اكتمال الاستعدادات لاستقبال الحجاج على صعيد عرفات وأداء شعائر الحج، و إقامة طوق أمني لضبط المخالفين.
ومن جابه، أشار قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء ركن محمد بن مقبول العمري ، إلى نشر قوات "تدخل سريع" في صعيد عرفة، مهمتها خدمة ضيوف الرحمن لتحقيق أمنهم .
وعلى صعيد متصل، قال قائد عام طيران الأمن اللواء طيار ركن عبدالعزيز الدريجان، إنه يتم تكثيف الرحلات الاستطلاعية في مشعر عرفات لرصد محاولات تسلل الأشخاص غير المصرح لهم بالحج.
الإسعاف الجوى
وعلى صعيد متصل، قد أعلنت الخدمات الصحية بوزارة الدفاع السعودية، تخصيص أحدث الطائرات في العالم، مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية الطارئة لتغطية المشاعر المقدسة خلال موسم الحج و تقديم خدمة الإسعاف الجوى، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، ورئاسة أمن الدولة ممثلة في طيران الأمن.
وأوضح مساعد قائد البعثة العميد طبيب بندر بن محمد الجعيد، أنه تم هذا العام تجهيز طائرات الإخلاء الطبي الجوي العامودية والنفاثة التابعة للخدمات الطبية للقوات المسلحة على مدار الساعة للمساندة في حالات الطوارئ ونقل من يتطلب وضعهم الصحي لمستشفيات القوات المسلحة المساند، مؤكدًا أن الإخلاء الطبي يسعى دائمًا لمواكبة كل جديد في مجال الخدمة الطبية الجوية المتطورة، وجهزت كمستشفيات طائرة إسعافية تستخدم في الداخل والخارج، تضم غرفاً للعمليات والإنعاش والعناية المركزة ومختبرات ووحدات للأشعة، وجهاز أكسجين يعمل لمدة 4 ساعات داخل الطائرة.
خدمات للحجاج
وبالنسبة للخدمات المقدمة لتسهيل رحلة مناسك الحج، أعلنت الهيئة العامة للطرق عن إطلاق مبادرة "جودة" لفحص وتقييم طرق المشاعر باستخدام الدرونز، حيث تتميز بإمكانية الوصول إلى الأماكن الصعبة كالعبارات والجسور والعقبات.
وتعمل تقنية الدرونز من خلال تقييم حالة الطريق، عبر استخدام المسح الحراري، كما تعمل على التأكد من نظافة حرم الطريق والتأكد من الأصول وحالتها مثل اللوحات والحواجز وكافة عوامل السلامة في الطريق، كما تعمل على قياس مستوى المياه الجوفية أسفل الطرق في حال وجودها.
وتعمل شركة الزمازمة على توزيع عبوات ماء زمزم على مساكن الحجاج التي تجاوزت 35 مليون عبوة من ماء زمزم، موزعة على مساكن الحجاج ومراكز التوجيه على منافذ الدخول للعاصمة المقدسة.
ومن جهة ثانية، أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن هناك أكثر من 2000 موظف يعملون على تقديم الخدمات المائية للحجاج هذا العام، حيث إن معدل الضخ اليومي يتجاوز 750 ألف متر مكعب في مكة المكرمة، ويصل إلى مليون متر مكعب أوقات الذروة يومي عرفة والعيد، كما وصلت كميات الخزن المائي إلى 3.2 ملايين متر مكعب.
وعلى صعيد خدمات الحجاج أيضا انطلقت رحلات قطار المشاعر الذى يمر عبر 9 محطات موزعة في المشاعر المقدسة، بطاقة استيعابية تبلغ 72 ألف راكب بالساعة في الاتجاه الواحد، ويهيئ أكثر من 2000 رحلة؛ تعمل على تسهيل حركة تنقل ضيوف الرحمن من مواقعهم وإليها، ويسهم في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج بين مختلف المشاعر المقدسة .
وتشارك هيئة هلال الأحمر خلال هذا العام بأكثر من 2540 من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية، ما بين أطباء وأخصائيين وفنيي إسعاف وطب الطوارئ، موزعين على 98 مركزاً إسعافياً في المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، وتستعين بنخبة من القوى البشرية الإدارية لرفع الجاهزية والتخطيط وتقديم الدعم اللوجستي لضمان الاستدامة التشغيلية للخدمة الإسعافية، بالإضافة إلى دعم قواتها البشرية من العاملين في الميدان بأكثر من 694 من أسطولها الإسعافي الذي يتكون من 320 سيارة إسعاف و 13 سيارة استجابة متقدمة و 7 طائرات إسعاف جوي وطائرتين للإخلاء الطبي و 15 دراجة نارية و 150 عربة جولف، و 150 سكوتراً كهربائياً، إضافة إلى 27 دراجة كهربائية و 10 باصات إسعافية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري خلال مهمة حج هذا العام، حيث يعمل مع الهيئة هذا العام أكثر من 96 من العاملين في الترحيل الطبي بالعاصمة المقدسة، بالإضافة إلى أكثر من 595 متطوعاً يعملون تحت مظلة الفريق التطوعي في مختلف التخصصات الطبية والإسعافية.
الذكاء الاصطناعى
في سياق متصل، أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني خلال موسم الحج، العديد من الخدمات النوعية عبر الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتوافرة بمركز القيادة والتحكم التابع للمديرية بمشعر منى.
وتضمنت الخدمات التي تقدمها المديرية ضمن جهود مختلف الجهات الأمنية العاملة في موسم الحج، وذلك عبر توظيف للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، منها خدمة المنصة الذكية التي تستخدم كاميرات مراقبة الذكية بالمشاعر المقدسة لتحليل وكشف المخاطر والتعامل معها ومنها اكتشاف الدخان والحريق والحالات الطارئة والتنبؤ بالمخاطر؛ مما يرفع سرعة الاستجابة لفرق الدفاع المدني والتدخل الفوري.
وتشمل الخدمات التقنية تراخيص شركات إسكان الحجاج، كما استفاد المركز من تقنية التوأمة الرقمية التي تعتمد على التكامل مع البوابة الجيومكانية للدفاع المدني بالحج من خلال بناء خريطة تفاعلية للمشاعر المقدسة لتوزيع القوى البشرية وتحديد النطاق الإشرافي لكل وحدة ميدانية، وتشمل نظام التدريب وتحديد الأماكن الخطرة والعمل على تلافي المخاطر.
خدمات صحية في "منى"
وبالنسبة للخدمات الصحية في مشعر "منى"، قد جهزت وزارة الصحة مستشفى منى الشارع الجديد بسعة 50 سريراً، به قسم خاص للإجهاد الحراري وضربات الشمس، كما يوجد بالمستشفى 10عيادات عامة وتخصصية.
ومستشفى منى الطوارئ بسعة السريرية نحو 200 سرير، فيما بلغ عدد الأسرة المخصصة للعناية المركزة 34 سريراً، العيادات الخارجية في المستشفى بلغت 35 عيادةً.
ومستشفى منى الوادي تبلغ السعة السريرية للمستشفى 160 سريراً موزعة على أسرة للحالات الطارئة والإنعاش القلبي، إضافة إلى أسرة للغسيل الكلوي وحالات الاشتباه بالأمراض التنفسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة