تستعد إيران لاختيار رئيس جديد للبلاد فى 28 يونيو الجاري، يخلف الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذى لقى مصرعه الشهر الماضى فى حادثة تحطم مروحيته، ويخوض السباق 6 مرشحين 5 أصولين وواحد إصلاحي، واحد منهم سيكون الرئيس الإيرانى المقبل، وسيحمل ارث كبير من التحديات فى الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ستنتظره ملفات داخلية وأزمات كبيرة فى الخارج، عليه أن يتعامل معها.
تحديات الداخل الإيرانى كثيرة، فى وقت تمر فيه إيران بتصاعد حالة من عدم اليقين غير مسبوقة، يطبعها هدوء حذر في الداخل الذي عاش أواخر عام 2022 على وقع مشاهد حركة احتجاجية نادرة إثر وفاة الشابة مهسا أميني وما تبعه من تصاعد حالة الاحتقان والاستياء الشعبى، وزيادة الفجوة بين المواطنين والنظام، وتغيير هذا الوضع سيكون من أبرز تحديات الرئيس المقبل.
فضلا عن ازمات اقتصادية حيث يعاني اقتصاد إيران من ركود منذ سنوات من التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات البطالة، وتأزم المشهد بشكل كبير لاسيما مع إعلان خبر فقدان مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي حيث تفاعلت الأسواق الإيرانية بشكل سلبي مع الخبر بسرعة بالغة، ومنذ اللحظات الأولى للخبر ارتفع سعر الجرام الواحد من الذهب إلى 3 ملايين و570 ألف تومان (85.7 دولارا أمريكيا)، وسجل بذلك ارتفاعا بنسبة 10% مقارنة بصباح اليوم نفسه.
وعلى الصعيد الخارجي، يأتى الملف النووى فى مقدتها، فالرئيس المقبل أمام خيارات إما السعي لاحياء الاتفاق النووى ورفع العقوبات عن بلاده أو مواجهة تداعيات العقوبات وتجمد الاتفاق النووى والمضى قدما فى الاخلال ببنود الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووى مايو 2018، ويرى دكتور محمد عباس ناجى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجى: "لم تكن إيران، على ما يبدو، متعجلة فى الوصول إلى صفقة نووية جديدة تنقذ هذا الاتفاق النووى، فقد فضلت إيران الانتظار إلى حين استشراف ما سوف تؤول إليه الانتخابات.. ورأى فى مقال له فإن إيران تعتبر أن تجديد ولاية بايدن معناه تعزيز فرص إجراء مفاوضات جديدة وإبرام صفقة نووية.
بحسب ناجى، وأن وقوع كارثة مروحية رئيسى، قد يدفعها إلى التفكير فى إعادة تحديث أسطولها المدني.. لذا فإذا كانت ترى أن التفاوض مع بايدن قد يمنحها صفقة نووية جديدة تتضمن امتيازات عديدة اقتصادية وتكنولوجية واستراتيجية، من بينها تعزيز قدرتها على تحديث أسطول طيرانها المدنى، فإنها ترى أن التفاوض مع ترامب قد يُحصِّنها من الولوج فى خيارات أصعب بكثير، مثل الانخراط فى حرب مباشرة.
وبخلاف النووى، يأتى كيفية التعامل مع إسرائيل، بعد أن خرجت الحرب الخفية بين طهران وإسرائيل إلى العلن فى مايو الماضى، احدى تحديات الرئيس الايرانى الجديد بعد تبادل الجانبين للضربات المباشرة في حدث غير مسبوق.
كيف التعامل مع الرئيس الأمريكى الجديد، سواء بقى الرئيس بايدن أو غادر البيت الأبيض، وسيجد الرئيس الايرانى نفسه أمام 3 خيارات إما المساومة أو مواجهة ساكن البيت الأبيض لاسيما وإن كان ترامب أو التفاوض.
كيفية التعامل مع هذه الملفات، ستحدده خلفيه الرئيس الجديد وتوجهاته، فى ظل وجود 6 مرشحين 5 بينهم ينتمون إلى التيار المحافظ والمتشدد والأصولى الاتقليدى، وواحد اصلاحي، كل منهم لديه أسلوب مختلف ف إدارة تلك الملفات، وستختار أيضا الجماهير الإيرانية إلى أين يتجه مستقبل البلاد.