لقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عند وصوله إلى قلعة سويفى فى برينديسى بإيطاليا لحضور حفل عشاء على شرف قادة مجموعة السبع، ليل الخميس إلى الجمعة، ترحيباً "بارداً" من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى، وهى لقطات انتشرت بشكل كبير على القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعى، وكانت تظهر بشكل واضح حجم التوتر والخلاف بين الطرفين.
وشهدت قمة مجموعة السبع، التي بحثت العديد من الأزمات العالمية، بما في ذلك الحرب الأوكرانية، والتوتر مع الصين، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خلافاً بين ميلوني وماكرون بسبب قضية الإجهاض، والتي يعارضها اليمين المتطرف الإيطالي، بقيادة حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه ميلوني.
وقال ماكرون، الذي دعا إلى إجراء انتخابات برلمانية بعد تراجع حزبه "النهضة" في الانتخابات الأوروبية الأسبوع الماضي، إنه متأسف لعدم ظهور كلمة "إجهاض" في البيان الختامي لقمة إيطاليا 2024، واشتكى من "حساسيات مختلفة".
خلاف القمة ينعكس على وجه #ميلوني.. وهكذا استقبلت #ماكرون #سوشال_سكاي #G7 pic.twitter.com/rj0eMRGXd4
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) June 15, 2024
وفي قمة العام الماضي التزم زعماء مجموعة الدول السبع، بـ"الحق في الوصول إلى الإجهاض الآمن والقانوني"، وذلك في بيان صدر بعد قمة في هيروشيما باليابان.
واتهمت ميلوني، التي تعارض الإجهاض، الرئيس الفرنسي بإدارة "حملة انتخابية" خلال قمة مجموعة السبع، وذلك في محاولة لـ"استخدام الخلاف" حول مسألة الإجهاض في البيان الختامي.
وقالت ميلوني إنه "لا يوجد سبب لإثارة الجدل حول القضايا التي اتفقنا عليها منذ فترة طويلة"، مضيفة: "أعتقد أنه من الخطأ الفادح، في مثل هذه الأوقات الصعبة، استخدام منتدى بهذه الأهمية مثل مجموعة السبع، للقيام بحملة انتخابية"، وفق ما أوردت وكالة "أنسا" الإيطالية.
وتابعت ميلوني: "الجدل الدائر حول وجود أو عدم وجود كلمة إجهاض في الاستنتاجات هو ذريعة"، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي.
وأضافت أن "البيان الختامي يشير إلى ما تم التوصل إليه في قمة هيروشيما، حيث وافقنا بالفعل العام الماضي على ضرورة ضمان أن يكون الإجهاض آمناً وقانونياً"، لافتة إلى أن "هذه حقيقة ثابتة، ولم يطلب منا أحد على الإطلاق التراجع عن هذا الأمر".
وجاء في البيان الختامي لقمة إيطاليا: "نكرر التزاماتنا الواردة في قمة هيروشيما بشأن حصول الجميع على خدمات صحية كافية وبأسعار معقولة وعالية الجودة للنساء، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية الشاملة، والحق في ذلك يكون للجميع".
وخلال مؤتمر صحافي، الخميس، قال ماكرون رداً على سؤال لصحفي إيطالي، إن البرلمان الفرنسي صوت في وقت سابق من هذا العام على "تكريس حق الإجهاض في الدستور الفرنسي"، مضيفاً: "هذا لا يمثل حساسية في بلدنا، على عكس بلدكم اليوم.. يؤسفني ذلك ولكنني أحترمه، لأنه قرار سيادي لشعبكم".
وأثارت هذه التصريحات غضب ميلوني، كما تصدرت أيضاً الصفحات الأولى في إيطاليا، الجمعة.
والخلافات بين ميلوني وماكرون ليست جديدة، فرئيسة حزب "إخوة إيطاليا" سبق لها وأن هاجمت ماكرون بشدة خلال حملتها الانتخابية قبل الوصول إلى رئاسة وزراء إيطاليا، خصوصاً ما تعلق بملف الهجرة، كما تكرر الخلاف حول هذه القضية مجدداً في الأشهر الأخيرة.
وعادت التوترات إلى الظهور في فبراير، عندما تغيّب ماكرون عن مؤتمر عبر الفيديو لمجموعة السبع نظمته ميلوني في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، وبدلاً من ذلك حضر معرضاً زراعياً في فرنسا.