أدى حجاج بيت الله الحرام، اليوم السبت، الركن الأعظم في الحج، بالوقوف على صعيد جبل عرفات رافعين قلوبهم لله عز وجل طالبين العفو والمغفرة.
وتميزت تحركات الحجيج باليسر، وسط مرافقة الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم، الذين تابعوا توجههم عبر الطرق والأنفاق والجسور التي هيأتها الحكومة السعودية وبواسطة قطار المشاعر المقدسة.
ورفعت قوات الدفاع المدني بعرفة جاهزيتها، وأعلنت تأهب كافة إمكاناتها البشرية والآلية للحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام؛ لتستوعب الاستعدادات كافة المخاطر المحتملة من خلال نشر فِرق المسح الوقائي لمتابعة جميع الأعمال الإنشائية والكهربائية بالخيام وتفقد المخارج والممرات، إلى جانب تحديد مواقع الإشراف الوقائي لتغطي جميع مربعات مشعر عرفة، وتأمين أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج.
وتضمنت جاهزية قوات الدفاع المدني التعامل مع الحشود المليونية بمشعر عرفة من خلال دراسة وتحليل ومعرفة كل المخاطر المحتملة وتحديد الطريقة المثالية للتعامل معها، ومباشرة جميع الحوادث المحتملة.
حاجة تؤدى المناسك
خطبة عرفة بـ"نمرة"
وتوافد مئات الآلاف من الحجاج إلى مسجد "نمرة" ـ الذى يُعد ثاني أكبر مسجد بمكة المكرمة بعد المسجد الحرام ـ للاستماع إلى خطبة عرفة من الشيخ ماهر المعيقلي.
الحجاج فى مسجد نمرة
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، في خطبة عرفة، الحج ليس مكانا لترديد الشعارات السياسية ، وأن على كل مؤمن أن يسعى إلى المحافظة على سلامة الخلق، واستقرار الحياة، وانتشار الأمن، وتمكن الناس من تحصيل مصالحهم الدينية والدنيوية، وعليه أن يتعاون مع غيره في ذلك تقربا لله، وطلبا لثوابه في الآخرة، وعلى كل مسلم عدم تمكين العابثين من محاولة التأثير في مقاصد الشرع في المحافظة على هذه الضروريات، وعلينا جميعا كلٌّ بحسب مهمته وعمله ومركزه مسؤولية تجاه ذلك، وعلينا جميعا أن نربي النفوس وخصوصا نفوس الناشئة على احترام هذه الضروريات ولئن كانت المحافظة على هذه الضروريات الخمس واجبة في كل مكان وزمان فإن وجوبها يتأكد في هذه المواطن الشريفة. ففي الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكانا للشعارات السياسية ولا التحزبات مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة.
المعيقلى
وأشار إلى أن الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، حاثا حجاج بيت الله الحرام على اغتنام الفضل العظيم خلال وقوفهم بمشعر عرفات الطاهر الذي يباهي الله جل وعلا بهم ملائكته في موطن شریف وزمان فاضل تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات.
وقال المعيقلي إن الله أنزل القرآن رحمة بالخلق، وإصلاحا لأحوالهم، وأن من لطف الله بالناس أن أرسل إليهم محمدا -صلى الله عليه وسلم- داعيا للخلق لما تحصل به مصلحتهم وتتنزل عليهم به رحمته، وإن من كان من أهل التقوى تحققت له العاقبة الحميدة، والفوز الأكيد في الدنيا والآخرة، وإن من تقوى الله الواجبة أن يفرد العبد ربه بالعبادة فلا يصرف شيئا من العبادة لغيره سبحانه، وهذا هو معنى شهادة التوحيد: لا إله إلا الله التي هي علامة الإسلام، وسبب النجاة.
وقال المعيقلي: حجاج بيت الله الحرام، إنكم في عرفة في موقف عظيم يباهي الله بكم ملائكته فهذا موطن شریف وزمان فاضل تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات، فأروا الله من أنفسكم اتباعا للسنة، واقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي خطب في هذا الموطن ثم أمر بلالا فأذن فأقام فصلى النبي فيه الظهر ركعتين، ثم أقام بلال فصلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العصر ركعتين جمعا، وقصرا، ثم وقف على ناقته يذكر الله ويدعوه حتی غرب قرص الشمس، ثم ذهب إلى مزدلفة يوصي أصحابه بالسكينة والوقار والرفق فصلى بمزدلفة المغرب ثلاثا، والعشاء ركعتين وبات بها إلى أن صلى الفجر، ثم دعا إلى أن أسفر فذهب إلى منى فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات وذبح هديه وحلق شعره، ثم طاف بالبيت طواف الإفاضة، ثم رجع إلى منى، وبقي فيها أيام التشريق يكثر من ذكر الله تكبيرا وحمدا وتهليلا، ويرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال يوميا، ويدعو بعد الصغرى والوسطى ورخص لأهل الأعذار في ترك المبيت بمنى.
تحذيرات من ضربات الشمس
ومن جانبه حذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي، الحجاج من التعرض لأشعة الشمس المباشرة لتجنب الإجهاد الحراري وضربات الشمس.
وأضاف العبد العالي، أنه بناءً على درجات الحرارة المرتفعة المسجلة في المشاعر المقدسة؛ نحذر من التعرض لأشعة الشمس في الفترة من 11 صباحاً وحتى 4 عصراً ، وأضاف قائلا: نؤكد على الحجاج أن يستخدموا المظلة ويكثروا من شرب السوائل؛ حيث بدأنا بتسجيل حالات إجهاد حراري وضربات شمس.
وأكدت وزارة الصحة على لسان متحدثها أن الارتفاع في درجات الحرارة من أكبر التحديات التي تواجه موسم الحج هذا العام .
وأشار متحدث الوزارة إلى أن هناك حوالى 35 ألف من منسوبي المنظومة الصحية للحج و 5500 من المتطوعين الصحيين يقومون بتقديم الرعاية الصحية في جميع المواقع بالمشاعر المقدسة، وذلك من خلال 189 مستشفى متكاملاً ومركزاً صحياً وعيادات متنقلة، و 98 مركزاً إسعافياً، و14 مركز مراقبة صحياً بمنافذ المملكة، و32 شاحنة إمداد متنقلة، و12 مختبراً، و6515 سريراً تشتمل على أكثر من 800 سرير عناية مركزة لاستقبال الحالات الحرجة، وأكثر من 280 سريراً لضربات الشمس والإجهاد الحراري 729 سيارة إسعاف، و7 طائرات إسعافية وعربات للطوارئ والاستجابة السريعة خدمات مركز الاتصال 937 بعدة لغات، إضافة لمستشفى صحة الافتراضي والعيادات الافتراضية التابعة لها، والخدمات الجديدة النوعية مثل ECMO.
ونوه إلى أن 99% من حجاج الداخل استكملوا الاشتراطات الصحية من اللقاحات، وحفاظاً على الصحة العامة تم إلغاء 150 تصريحاً وتمكين الآخرين ممن التزموا بالاشتراطات الصحية، موضحاً أن الحالة الصحية العامة للحجاج مطمئنة ولم تسجل بينهم أي أمراض مهددة على الصحة العامة.
من جهة أخرى ، أعلن مشروع حافلات المدينة توفر خدمة النقل الترددي، تزامنًا مع عيد الأضحى؛ لنقل المصلين إلى المسجد النبوي الشريف، وحددت الخدمة محطة سيد الشهداء لنقل المستفيدين إلى محطة المركزية الشمالية بجوار المسجد النبوي "ذهابًا وعودة"؛ مشيرة إلى إيقاف الخدمة مؤقتًا في المسارات الاعتيادية 401 و402 و403 و404، موضحة أنه سيتم استئناف عمل المسارات ثاني أيام العيد.