أدى المئات من الفلسطينيين، الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك بين المخيمات ومراكز النزوح في منطقة مواصي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وسط حالة من الحزن بين النازحين بسبب الحرب والنزوح والجراح التي خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يرتكبه الاحتلال بحق المدنيين للشهر التاسع على التوالي.
يعاني أكثر من مليون فلسطيني يحتمون بخيام مصنوعة من "القماش" و"النايلون"، اللذان يحولانها لأفران مشتعلة، مع استمرار الأجواء الملتهبة والكتل الهوائية الحارة، وعدم وجود أي آلية للنازحين الفلسطينيين تُساعد على تخفيض درجة الحرارة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة.
ميدانيا، تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف، الأحد، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، ما أدى لارتقاء وإصابة عشرات النازحين الفلسطينيين.
ويوسع جيش الاحتلال اجتياحه البري لأحياء واسعة في رفح الفلسطينية، وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، وأطلقت آليات الاحتلال الاسرائيلي نيران رشاشاتها صوب المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
ووصلت ثلاث إصابات إلى مستشفى المعمداني، إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من الأهالي في محيط مفترق أنصار غرب مدينة غزة
يأتي ذلك، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، أنه سينفّذ هدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية يومياً في قسم من جنوب قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار، للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وأوضح جيش الاحتلال في بيان، أن "هدنة تكتيكية محلية في الأنشطة العسكرية لأهداف إنسانية ستطبق من الساعة 8,00 إلى الساعة 19,00 كل يوم وحتّى إشعار آخر"، انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالاً.
في المقابل، قال إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إن من قرر هدنة تكتيكية لغرض انتقال إنساني في غزة لاسيما عندما يسقط جنودنا بالمعركة لا يجب أن يستمر في منصبه.
وأضاف بن غفير، أن قرار الوقف المؤقت للعمليات جنوبي غزة لم يعرض على مجلس الوزراء الإسرائيلي وهو مخالف لقراراته، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
بدورها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إعلان الجيش من جانب واحد عن "هدنة إنسانية" في رفح الفلسطينية، دون استشارة المستوى السياسي، هو استمرار مباشر لفشل رئيس الأركان في إبلاغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يدير الحكومة وليس العكس.
ويعد رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي هو صاحب الكلمة الأولى في أي حرب أو عملية عسكرية، ويكون دور وزير الدفاع المتابعة والإشراف على الخطط العسكرية والعملياتية ويلعب حلقة الوصل والتنسيق بين الجيش ورئاسة مجلس الوزراء في تل أبيب.
في المقابل، نفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه وأمنه القومي يؤاف غالانت وإيتمار بن غفير بشأن التهدئة التكتيكية في قطاع غزة .
وقالت الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي ينفي أن يكون قرار ساعات التهدئة في جنوب قطاع غزة مخالفا لموقف المستوى السياسي، مضيفة: الجيش الإسرائيلي يقول إن التهدئة التكتيكية قرار عسكري يخضع لسلطة قائد القيادة الجنوبية.
فيما، أكد اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إسحاق بريك أن أي قرار من نتنياهو لمهاجمة حزب الله سيجلب محرقة على إسرائيل، مشيرا إلى أن الحرب في غزة فقدت غايتها وهي مستمرة فقط من أجل مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لافتا إلى أن ما يجري في رفح الفلسطينية عار على إسرائيل لأن الجيش لا يقاتل حماس بشكل فعلي بل تفخخ الفصائل الطرقات ويقتل الإسرائيليين.
يذكر أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قد تمكنت من القضاء على 19 جنديا وضابطا إسرائيليا منذ مطلع يونيو الجاري، غالبيتهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.
في سياق آخر، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقال 9300 فلسطينيا في سجونها، بينهم ما لا يقل عن 75 امرأة، ونحو 250 طفلاً، بحسب ما أعلنه نادي الأسير الفلسطيني.
ولفت نادي الأسير، في بيان، صدر اليوم الأحد، أن هذا العدد من المعتقلين لا يشمل كافة المعتقلين من غزة، والذي يقدر عددهم بالآلاف، وكان إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت عن احتجاز 899، تحت تصنيف (بالمقاتل غير شرعي)، مشيرا إلى أن عدد المعتقلين الإداريين يبلغ أكثر من 3400.
وأوضح أن من بين إجمالي المعتقلين نحو 600 معتقل، ما بين من يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، ومن يطالب الاحتلال الاسرائيلي بإصدار أحكاما مؤبدة بحقّهم.