التغيرات المناخية تهدد الكوكب.. خبراء الأرصاد يكشفون كيف أثرت تغيرات المناخ على طقس مصر.. الدكتور أحمد عبد العال: مصر تأثرت كغيرها من دول العالم.. نسب الرطوبة أصبحت لا تقل عن 80% على القاهرة خلال فصل الصيف

الأحد، 16 يونيو 2024 08:00 م
التغيرات المناخية تهدد الكوكب.. خبراء الأرصاد يكشفون كيف أثرت تغيرات المناخ على طقس مصر.. الدكتور أحمد عبد العال: مصر تأثرت كغيرها من دول العالم.. نسب الرطوبة أصبحت لا تقل عن 80% على القاهرة خلال فصل الصيف التغير المناخى
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- منار غانم: الظواهر الجوية أصبحت أكثر عنفا ولا يمكن أن ننسى الحالة الجوية مارس 2020 .. وكلنا شهدنا تأثير العاصفة دانيال الأخيرة

تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد:
-  يُرجح أن تكون سنة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل، متجاوزة عام 2023

- تشير توقعات الجليد البحري لشهر مارس 2024-2028 إلى مزيد من التخفيضات في تركيز الجليد البحري

لازال العالم يقع أسيرا للتغيرات المناخية وتأثيرتها ما بين ارتفاعات في درجات حرارة غير مسبوقة وجفاف وغير ذلك من ظواهر جوية عنيفة تفرض على العالم كله ضروره الانتباه واتخاذ التدابير اللازمة لمجابهة هذه التغيرات المتطرفه والتي لها بالغ الأثر على الحياة بصفة عامة على كوكبنا .

تقرير حديث للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يلقي الضوء على الحاجة الملحة إلى العمل المناخي، كشف أن هناك أرجحية بنسبة 80 في المائة أن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية السنوية بشكل مؤقت مستوى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لسنة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وهذا بمثابة تحذير صارخ بأننا نقترب أكثر من أي وقت مضى من الغايات المحددة في اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، والتي تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل على مدى عقود، وليس خلال فترة من سنة إلى خمس سنوات.

ووفقا للتقرير من المتوقع أن يكون متوسط درجة الحرارة العالمية القريبة من السطح لكل عام بين عامي 2024 و2028 أعلى من خط أساس الفترة 1850-1900 بمقدار يتراوح بين 1.1 و1.9 درجة مئوية، حيث يشير هذا التقرير إلى إنه يُرجح (بنسبة 86 في المائة) أن تسجل سنة على الأقل من هذه السنوات رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة، متجاوزة عام 2023 الذي يعد حالياً أكثر الأعوام دفئاً.

والتقرير يجزم أنه ثمة أرجحية بنسبة 47 في المائة أن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية خلال فترة السنوات الخمس 2024-2028 بأكملها مستوى 1.5 درجة مئوية فوق عصر ما قبل الصناعة، وهو ما أشار إليه التحديث العالمي من السنوي إلى العقدي الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية - ويمثل ذلك زيادة من 32 في المائة عن تقرير العام الماضي للفترة 2023-2027.

وارتفعت فرصة (80 في المائة) تجاوُز سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة المستوى 1.5 درجة مئوية بشكل مطرد منذ عام 2015، عندما كانت هذه الفرصة قريبة من الصفر، وبالنسبة للسنوات بين عامي 2017 و2021، كانت هناك فرصة بنسبة 20 في المائة للتجاوز، وزادت هذه الفرصة إلى 66 في المائة بين عامي 2023 و2027.

وهذا التحديث يصدره مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، وهو المركز الرئيسي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية المعني بالتنبؤ بالمناخ من السنوي إلى العقدي، وهو يقدم تجميعاً للتنبؤات الواردة من مراكز الإنتاج العالمية المعينة من قبل المنظمة والمراكز المساهمة الأخرى.

وبالنظر إلى الأرقام القياسية المُسجلة خلال هذه الأشهر الاثني عشر، يعد متوسط درجة الحرارة العالمية للأشهر الاثني عشر الماضية ( يونيو 2023 - مايو 2024) أيضاً هو الأعلى على الإطلاق، إذ بلغ 1.63 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة 1850-1900، وفقاً لمجموعة بيانات النسخة الخامسة من إعادة تحليل المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ.

ومن المتوقع أن يكون الاحترار في المنطقة القطبية الشمالية خلال فصول الشتاء الخمسة المقبلة (الممتدة من نوفمبر إلى مارس)، مقارنة بمتوسط الفترة 1991-2020، أكبر بثلاثة أضعاف من الاحترار في متوسط درجة الحرارة العالمية، وتشير توقعات الجليد البحري لشهر مارس 2024-2028 إلى مزيد من التخفيضات في تركيز الجليد البحري في بحر بارنتس وبحر بيرنغ وبحر أوخوتسك.

أراء الخبراء عن التغيرات المناخية
وعن التغيرات المناخية وتأثيرتها، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق وخبير الأرصاد الجوية، إن التغيرات المناخية أثرت على العالم كله وواضح تأثيرها على العالم سواء في الشرق أو في الغرب، وإذا نظرنا إلى أمريكا الشمالية أو أمريكا الجنوبية نجد أن التغيرات المناخية أثرت تأثير كبير فعلى سبيل المثال في أمريكا الشمالية نجد أن بعض الولايات تضربها العواصف الثلجية في الشتاء ، وفى الصيف نجد درجات حرارة عالية للغاية وسيول، وفى أمريكا الجنوبية نجد الجفاف يظهر في العديد من دول أمريكا الجنوبية .

وأضاف خبير الأرصاد الجوية، في تصريحات خاصة لليوم السابع، لو رجعنا جهة الشرق نجد سواء في أوروبا أو افريقيا أو في أسيا تغيرات مناخية أثرت بشكل كبير وليس هناك ظاهرة بعينها يمكن تعميمها على العالم كله ولكن نجد أن كل دولة تتأثر بالتغيرات المناخية وفق لموقعها الجغرافى وطبيعة الجو فيها .

وتابع: وبالنسبة لتأثر مصر بـ التغيرات المناخية فمصر من الدول التي تأثرت تأثر كبير بالتغيرات المناخية فعلى سبيل المثال نجد أن فصل الصيف بدأ يشهد ارتفاعات كبيرة في نصب الرطوبة وأصبح الصيف في مصر شبيه بالصيف في دول الخليج ونسب الرطوبة أصبحت لا تقل عن 80% في القاهرة على سبيل المثال وهو تغير كبير جدا بفعل التغيرات المناخية ، مضيفا :والخريف أيضا طاله تأثير التغيرات المناخية وأصبح يشهد تغيرات وحالة عدم استقرار تصل ل 7 مرات في الفصل وتصل لحد السيول في المناطق الجبلية ويكون لها تأثير كبير على الطرق ولكن هذا العام لم يكن تأثيرها بالقوى .

وأضاف: الربيع في مصر معروف عنه رياح الخماسين ولأكثر من عام لم نشهدها بفعل التغيرات المناخية ، ودرجات الحرارة مرتفعة وهو سمة فصل الربيع وهو ما نشهده في هذه الأيام، حيث نشهد ارتفاعات في درجات الحرارة في الربيع لم نشهدها في الصيف .

وعن تأثير التغيرات المناخية على البحار، قال الدكتور أحمد عبد العال: نرى البحر الأبيض المتوسط والسواحل المصرية قد شهدت ارتفاع في منسوب البحار لا نشعر به بسبب إجراءات الدولة في مجابهته بشتى الطرق، مضيفا : ولو نظرنا لفنارة الإسكندرية نجد أنها في عمق كبير نتيجة زيادة منسوب المياه ما يجعلها أكثر عمقا .

ومن جانبها قالت الدكتورة منار غانم خبيرة الأرصاد الجوية، إن التغير المناخى ناتج عن زيادة الأنشطة البشرية لأننا قبل الثورة الصناعية كان متوسط درجات الحرارة العالمى لسطح الأرض 15 درجة مئوية ولكن بفعل الأنشطة البشرية والثورة الصناعية واستخدام الوقود الأحفورى ومشتقاته والفحم وزيادة الملوثات وزيادة عدد السكان كل هذه العوامل كانت سبب لوجود الغازات الدفيئة التي تسببت في حبس الحرارة في الغلاف الجوى فارتفع متوسط درجات الحرارة لسطح الكرة الأرضية لـ 16.5 درجة بزيادة درجة ونص، وهو ما أدى إلى تغير في منظومة التوزيعات الضغطية المعتادة للبلدان على كل دول العالم وهو ما كان سبب في تغيرات مناخية على كل بلد وظواهر جوية عنيفه .

وأضافت عضو المركز الإعلامى بهيئة الأرصاد الجوية، أن عمليات البخر زادت في الغلاف الجوى مما أجدى إلى تطرف مناخى وعنف في الظواهر الجوية ومؤتمرات المناخ كلها نادت بضرورة الوقوف عند هذا الحد من الارتفاع حتى لا نشهد عنف أكثر في الظواهر الجوية ، فعلى سبيل المثال بعض الدول الأوروبية تشهد ارتفاعات في درجات الحرارة لم تعتاد عليها .

وتابعت: بعض البلدان لم تعتاد على الأمطار وشهدت زيادة في معدلاتها بشكل كبير، ودول أخرى شهدت جفاف وشهدنا أيضا حرائق في بعض الدول نتيجة ارتفاعات درجات الحرارة،  كل ذلك بفعل التغيرات المناخية .

وأكدت أن كل دول العالم تتأثر بالتغير المناخى وليس معنى أن الانبعاثات الكربونية مصر ليست سبب فيها أو مسئولة عنها ليس بالضرورة يعنى أنها لن نتأثر بالتغير المناخى، لافته إلى أن الدول الصناعية الكبرى نسبة مشاركتها في الانبعاثات تتجاوز الـ 96 % ، والقارة الإفريقية 1.5 %، ومصر تقريبا 0.6 % من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، مؤكدة أن الغلاف الجوى هو غلاف جوى واحد للجميع وزيادة الانبعثات تؤدى إلى تغيرات مناخية تؤثر على دول العالم ولكن كل دولة تتأثر على حسب طبيعتها الجغرافية والمناخ المعتاده عليه.

وعن تأثير التغيرات المناخية على مصر، قالت : بدأنا نرى بعض التطرف المناخى وبعض التغير في الأنماط المناخية المعتاد عليها سواء كميات الأمطار مثل الحالة الجوية التي شهدتها مصر في مارس 2020 والتي كانت حالة قوية شهدت البلاد خلالها أمطار غزيرة ، وأيضا بدأنا نشهد سقوط لحبات البرد والثلوج في محافظة أسوان ، وأيضا حبات البرد بدأت تزيد في تساقطها  ، وخلال العام الماضى بدأنا نرى موجة طويلة في ارتفاعات درجات الحرارة، كل ذلك بفعل التغيرات المناجية .

وتابعت : خلال هذا العام شهدنا موجات طويلة من ارتفاعات درجات الحرارة لم نعتاد عليها وبدأنا نرى تغير في النمط المناخى الذى اعتدنا عليه فالظواهر الجوية أصبحث أكثر عنفا وبدأنا نرى موجات طويلة من حالات عدم الاستقرار، مضيفه : لا يمكن أن ننسى عاصفة دانيال الأخيرة التي كانت لها تأثير كبير وتسببت في تطرف مناخى في ليبيا .
وأشارت :بدأنا نعمل على دارسة تغير الوصف المناخى لجمهورية مصر العربية وهو الوصف الذى بدأ يتغير نتيجة التغيرات المناخية ، ونعمل على دراسة بيانات مناخية مدتها أكثر من 200 عام حتى نتمكن من خلالها الخروج بوصف جديد لمناخ مصر يتناسب ما مناخ مصر والتغيرات التي طرأت عليه بفعل التغيرات المناخية.

يذكر أن المتوسط العالمي لدرجة الحرارة القريبة من السطح في عام 2023 قد بلغ 1.45 درجة مئوية (بهامش من عدم اليقين يبلغ ± 0.12 درجة مئوية) فوق خط الأساس لفترة ما قبل الصناعة، وفقاً لتقرير حالة المناخ العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 2023،  وكان هذا العام هو الأكثر دفئاً إلى حد كبير منذ بدء التسجيل مدفوعاً بالاحترار المناخي الطويل الأجل الذي اقترن بعوامل أخرى، أبرزها ظاهرة النينيو التي تحدث بشكل طبيعي، والتي تتضاءل الآن.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة