هناك قصة استخدمها بعض الملوك المصريين القدماء في الدعاية الملكية لإثبات شرعيتهم في حكم البلاد، حيث حرصوا على أن يكون حكمهم مقدسًا، وقد كان يتم ذلك بالاتفاق مع كبار الكهنة، حيث يزعم الملك أنه ابن الإله وذلك لإقناع الناس أنه يحمل دماءً إلهية في عروقه.
كان ملوك الأسرة الخامسة هم أول من استخدم هذه القصة، فتحكي بردية وِستكار قصة الولادة الإلهية للملوك الثلاثة الأوائل لهذه الأسرة "أوسركاف، ساحورع، نفر إيركا رع"، من معبود الشمس رع، لإثبات شرعيتهم، بحسب وزارة السياحة والآثار.
تطورت هذه الفكرة أكثر خلال عصر الدولة الحديثة، وبخاصة في الأسرة الثامنة عشرة، حيث سجلت الملكة حتشبسوت على جدران معبدها بالدير البحري أحداث مولدها الإلهي، حيث تجسد المعبود آمون في صورة بشرية وتزواج مع والدتها من أجل إنجاب حتشبسوت، وهذا يثبت أن لها الحق في الحكم والجلوس على العرش.
بنى الملك أمنحتب الثالث غرفة الولادة الإلهية في معبد الأقصر ليسجل قصة ولادته من المعبود آمون، فقد تزوج والده الملك تحتمس الرابع من أميرة أجنبية وكانت زوجة ثانوية.
وكانت قصة الولادة الإلهية لتأكيد شرعيته في حكم البلاد بين بقية الأبناء الملكيين، فقد أوضح الملك أمنحتب الثالث أن والدته كانت متزوجة من الملك تحتمس الرابع والذي كان بدوره وريثًا للمعبود.
خلال الفترة اليونانية الرومانية، تطورت قصة الولادة الإلهية حيث تم تخصيص مقاصير ملحقة بالمعابد أطلق عليها من خلال بيوت الولادة المعروفة باسم ماميزي ألحقت هذه المقاصير بمعابد إدفو وفيلة وكلابشة وغيرها، وقد وجد الملوك البطالمة والأباطرة الرومان في مقاصير الولادة الإلهية وسيلة فعالة لتبرير حكمهم لعرش مصر من خلال نسبهم المقدس إلى الإله.
