المتحف المصرى هو أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة فى العالم، ويعرض مجموعة كبيرة تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليونانى والرومانى، ومن بين القطع التى تعرض بالمتحف قطعة خشبية عبارة عن مبخرة من الخشب المذهب، تعود للعصر البطلمي وتم اكتشافها فى الدماي الفيوم عام 1893.
مبخرة من الخشب المذهّب على شكل ذراع إنسان، واليد تحمل كأسا، وجزء من المبخرة عبارة عن صندوق على شكل خرطوش، النهاية على شكل رأس الصقر العصفور، ويوجد على الجزء الأمامي من الكأس الصل، ويبلغ طولها 55سم.
مبخرة الخشب المذهب
"حكاية العصر البطلمى"
أصبحت مصر جزءاً من الإمبراطورية المقدونية بعد انتصار الإسكندر الأكبر على الملك الفارسى دارا الثالث فى 332 ق م، وبعد موت الإسكندر فى 323 ق. م وتقسيم تركته من أقاليم بين قواده، آلت مصر لحكم بطليموس الأول "سوتير" الذى جعل من مصر مملكة مستقلة تعرف باسم دولة البطالمة.
استكمل بطليموس الأول بناء عاصمة مصر الجديدة "الإسكندرية"، كما بدأ فى بناء منارة الإسكندرية وجمع كل من الكهنة المصريين والإغريق من أجل تأسيس عقيدة جديدة توحد المصريين والإغريق سوياً، وفى عهد خليفته بطلميوس الثانى ازدهرت الفنون والعلوم وتم إنشاء مكتبة الإسكندرية القديمة التى كانت أكبر مكتبات العالم القديم، مما أدى تدفق العلماء والمفكرين الإغريق إلى مصر وزادت بها التعددية الثقافية ودمجت حضارة الإغريق الجديدة مع الحضارة المصرية القديمة.
كما تم إنشاء مستوطنات يونانية مختلفة فى مصر خلال العصر البطلمى لتكون مناطق مركزية رئيسية للمواطنين الإغريق الذين جائوا إلى مصر بثقافتهم وتقاليدهم مثل "بطلمية" فى صعيد مصر و"فيلادلفيا" بالفيوم و"نقراطيس" التى كانت أول مستوطنة يونانية ومركزاً للتجارة بين المصريين واليونانيين فى الدلتا والتى أنشئت خلال العصر المتأخر، كما ذكرت وزارة السياحة والآثار، أما فى العاصمة القديمة منف قام المستوطنون اليونانيون بتأسيس مستوطنتهم حول المعبد الرئيسى لبتاح بأوائل العصر البطلمى.
وانتهى حكم البطالمة فى مصر نهاية مفجعة عندما هزمهم الرومان فى معركة أكتيوم 31 ق.م، مما أدى إلى انتحار الملكة كليوباترا السابعة وقتل ابنها، بطليموس قيصرون الخامس عشر.