استحوذ المعرض الثقافي لطريق الحرير الجاري حاليًا في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، على إعجاب الزوار بمجموعة من القطع الأثرية التي تحكي قصة كيف أصبح الحرير سلعة تجارية دولية رئيسية، متتبعا رحلته إلى الوراء إلى أسرة هان الغربية (202 قبل الميلاد - 25 م) منذ حوالي 2000 عام.
يعرض متحف موقع جينشا التحف الحريرية، ونسخة طبق الأصل من نول أسرة هان، والنصوص القديمة المنسوجة من الحرير التي تم التنقيب عنها في مواقع مختلفة على طول طريق الحرير.
وأثارت هذه المجموعة الآسرة فضول الزوار حول الإتقان المبكر لتدجين دودة القز، واستخدام الحرير، وإنشاء الأقمشة المزركشة النابضة بالحياة على يد الصينيين.
ومنذ قرون مضت، طورت الحضارات حول العالم تقاليد نسيج متميزة وفي حين أن الحرير والصوف والقطن والكتان كلها هدايا من الطبيعة، إلا أن الحرير يبرز باعتباره ابتكارًا صينيًا فريدًا ينتشر عالميًا عبر طريق الحرير.
وأوضح تشو يانغ، نائب مدير متحف الحرير الوطني الصيني، أن "الحرير الصيني له تاريخ يمتد إلى 5000 عام، ويتميز بأصوله وتطوره ونشره وتبادله".
وأشار تشو إلى أن الحرير الصيني لا يُصنع من خلال اختراعات تكنولوجية بارعة فحسب، بل يجسد أيضًا أيديولوجيات فلسفية عميقة، مما يعكس التفسير الصيني للحياة والموت والانسجام بين البشر والطبيعة.
وألهمت دورة الحياة التحويلية لدودة القز، بمراحلها الأربع المتميزة، المفكرين الصينيين القدماء للتفكير في أسئلة كونية ووجودية عميقة. تكشف السجلات التاريخية أن الحرير لعب دورًا حيويًا في الطقوس الصينية القديمة، وهو يرمز إلى العلاقة بين السماء والأرض.
وبينما تعمل السجلات التاريخية كمراجع قيمة، فإن الاكتشافات الأثرية الحديثة قدمت دليلا ملموسا على إنتاج الحرير المبكر في الصين، والذي سبق طريق الحرير بآلاف السنين، كما أشار تشو.
على الرغم من أن الاكتشافات الأثرية المحدودة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأصول المبكرة للحرير في الصين، بسبب تحلل معظم الحرير القديم إلى بقايا أو آثار دقيقة، فقد ألقت التطورات التكنولوجية الحديثة الضوء على هذه الأصول القديمة.
على مدى العقد الماضي، وبدعم من إدارة الدولة للتراث الثقافي الصيني ومؤسسات بحثية مختلفة، قام متحف الحرير الوطني الصيني بتطوير تكنولوجيا ميسورة التكلفة ومريحة للكشف عن آثار الحرير الدقيقة على أساس علم المناعة. يتيح هذا الاختراق اكتشاف آثار الحرير القديمة خلال 15 دقيقة تقريبًا.
