أعدت وحدة اللغة الإسبانية بـ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024 ، وقال المرصد فى تقريره يواصل أنصار التنظيم المتطرف نشر صور مصطنعة "مرعبة" ولقطات مخيفة على قنواتهم ومنصاتهم الاجتماعية بهدف بث الخوف والرعب في قلوب الجمهور الذي يود حضور البطولة.
ولطالما كانت الأنشطة الدعائية للتنظيم الإرهابي أداة رئيسة له في نشر الأفكار والتخويف والتعمية على الخسائر الميدانية، لذا سلطت الصحف الإسبانية الضوء على تزايد التهديدات الداعشية لـ بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024 التي ستقام في ألمانيا، وذلك في العدد الجديد لمجلة دعائية تابعة لتنظيم "داعش خرسان" تسمي "العظيم الذي يملك شبكة منظمة تضم أكثر من 100 عميل في أوروبا الغربية، منهم 50 عنصرًا في ألمانيا وحدها حسبما ذكرت جريدة "إل سالبادور" التابعة للسلفادور.
وفي السياق ذاته، حذرت السلطات الأمنية في ألمانيا من احتمالات وقوع هجمات إرهابية متطرفة في خلال البطولة المقرر إقامتها في فصل الصيف؛ علمًا بأن التهديدات موجهة بالأساس إلى وسائل النقل العام. أما عن طبيعة التهديدات المرصودة حتى تاريخه فقد نشرت المجلة المذكورة آنفًا صورة لإرهابي يحمل سلاحًا ويرتدي ملابس عسكرية على متن الترام الألماني، ومعها عبارة "آخر مكالمة قبل الخروج"، وإلى جانبه يظهر صندوق مكتوب عليه "مواد متفجرة"، ولافتة أخرى كتب عليها "مرحبًا بكم في أوروبا".
وشجعت المجلة الذئاب المنفردة على ارتكاب أعمال إرهابية متنوعة ضد الغرب؛ كعمليات الدهس بالسيارات، والطعن بالسكاكين، وتسميم الطعام، وإطلاق النار، وحرق المنازل. في المقابل، شُدِدت الإجراءات الأمنية في المنشآت الرياضية الأوروبية بسبب التهديدات الإرهابية المحتملة؛ إذ يرى خبراء في مجال مكافحة الإرهاب أن الرياضة أصبحت تحديًا كبيرًا للأمن الأوروبي بما يوجب على الدول الأوروبية رفع درجة الاستعداد والتنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخبارات لمكافحة هذا التهديد، لا سيما وأن داعش يريد إثقال كاهل أجهزة المعلومات والأمن الأوروبية، وإرهاب الجمهور من خلال استهداف أحداث رياضية مهمة. لكن هذا لا ينفي احتمالات وجود أهداف أخرى مثل أماكن العبادة أو المراكز التجارية أو المباني الحكومية.
ليست هذا بالتهديد الداعشي الأول للأحداث الرياضية الأوروبية، خصوصًا "بطولة دوري أبطال القارة" التي تعد درّة تلك الأحداث بكل ما لها من حظوة وسيط وجمهور عريض على مستوى العالم، فقد هدد التنظيم من قبل بشن هجمات إرهابية في خلال الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا للعام الحالي، ونشر صورًا تحمل أسماء ملاعب إسبانية، منها البرنابيو والمتروبوليتانو، في نية واضحة على استهداف الملعبين؛ وقوبل ذلك بحالة استنفار قصوى في العواصم الثلاثة: مدريد، لندن، وباريس.
وقد وعد التهديد الذي سبق موعد إطلاق الدور بسويعات، وكانت الصورة المنشورة في التهديد تحمل رسالة: "اقتلوهم جميعًا". لذلك، أعلنت الحكومة الإسبانية تكليف جهازين أمنيين باتخاذ ما يلزم قبل مباراتي الذهاب في إسبانيا، كما كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن إسبانيا رفعت حالة التأهب إلى الدرجة الرابعة، وزادت عدد عناصر تأمين المباراتين إلى ثلاثة آلاف عنصر؛ وواكب ذلك تأكيد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إقامة المباريات في مواعيدها المقررة سلفًا.
هنا يوضح المتخصصون في مجال مكافحة الإرهاب أن التهديدات الداعشية تميل إلى الازدياد مع اقتراب الأحداث الرياضية الرئيسة في أوروبا: أي الألعاب الأولمبية وبطولة دوري أبطال أوروبا وبطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، لذا دعت وزارة الداخلية الإسبانية إلى الهدوء في مواجهة "التهديد الجهادي" وتعزيز أمن ملاعب كرة القدم؛ فيما أكد مستشار الداخلية الإسبانية في الحكومة القطلونية "خوان إجناسي إيلينا" نشر 300 شرطي في مباراة دوري أبطال أوروبا بين برشلونة وباريس سان جيرمان، التي أقيمت يوم الثلاثاء 16 من أبريل 2024 على ملعب لويس كومبانيث الأوليمبي في "مونتجويك" ببرشلونة.
وذكر "إجناسي" أن هذا الحدث يحظى باهتمام عالمي يقتضي بدوره اهتمامًا خاصًّا من قوات الأمن. وأشار إلى أن التهديد الإرهابي لا يزال قائمًا وأن درجة التأهب محددة بالمستوى الرابع، وهو ما يعني ضمنًا احتمال أن "ينفذ أي فرد لديه الوسائل المتاحة عملًا إرهابيًّا".
سبق لداعش تهديد نجوم مونديال روسيا 2018، إذ نشرت مجلة التنظيم صورة تداولها أعضاء داعش عبر تطبيق "تليجرام" تُظهِر عناصر إرهابية ملثمة وهم يقطعون رأسي اللاعبين الأشهر: البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، وهما على أرض ملعب كرة قدم مكتظ بالجماهير، وأعلى الصورة كتبت رسالة موجهة إلى كلا اللاعبين باللغة العربية وترجمتها للغة الإيطالية: "ستمتلئ الأرض بدمائكم"، وفي أسفل يسار الصورة ظهرت تميمة كأس العالم مكسورة.
وأردف التنظيم الإرهابي تهديده بنشر صورة للاعبين الأرجنتيني ميسي والبرازيلي نيمار مقتولين على يد عنصر إرهابي ملثم. ونتيجة لذلك، شددت روسيا الإجراءات الأمنية قبل انطلاق البطولة، وحرصت السلطات الأمنية على نشر عدد كبير من القوات الأمنية في كل مباراة بهدف تنظيم الجمهور وحمايته.
كذلك أصدر التنظيم الإرهابي سلسلة من الصور المخيفة المرعبة تهديدًا للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي أُقيمت يوم 26 من مايو 2018 في العاصمة الأوكرانية "كييف"؛ فحملت الصورة الأولى عنوان: "قريبًا، داعش في كييف"، وظهر بها إرهابي مدجج بالسلاح يراقب الاستاد الأوليمبي من مكان مجاور انتظارًا لمباراة ريال مدريد وليفربول.
وفي الصورة الثانية، ظهرت رسالة: "سنكون هناك"، متضمنة شعارات دوري رابطة أبطال أوروبا وكأس العالم، فيما حملت الصورة الثالثة عبارة: "سنجعل لكم نارًا" وفيها يظهر شخص ملثم حاملًا قنبلة مولوتوف في يده، ومن خلفه مدينة موسكو مشتعلة بالنيران. وفي الصورة الرابعة ظهر شعار: "عليكم بهم أيها الموحدون"؛ وفيها ظهرت سلسلة من السهام من أسلحة ومتفجرات موجهة إلى كأس العالم. وفي هذا السياق، يؤكد المرصد أن التهديدات الإرهابية ترمي دائمًا إلى بث الرعب في نفوس المواطنين ولا ترتبط غالبًا بهجمات إرهابية فعلية، والواقع أن الدعاية التي تنشرها التنظيمات الإرهابية تهدف إلى تحقيق أهداف مزدوجة من حيث إثارة الخوف في المجتمع، وتحفيز أنصارها ومؤيديها على تنفيذ هجمات إرهابية لتحقق بذلك نصرًا مؤقتًا زائفًا؛ لكن تبقى الإجراءات الأمنية المشددة ضرورة لا غنى عنها لطمأنة الجماهير