"هل حضنت ابنتك اليوم؟ هل طبطبتَ عليها، ودلعتها، أيا كان سنْها، وحكيت لها وسمعت منها؟" رسالة شديدة الأهمية يحلم "محمد طاهر" بتوصيلها إلى كل إنسان على وجه الأرض. بدأ بكتابتها على الجدران في عام 2017 ولا يزال مخلصًا للفكرة بعد 7 سنوات، فيذكر بها مستخدمو السوشيال ميديا بشكل يومي، ويجري اتصالات عشوائية لأرقام هاتفية لا يعرفها ويستأذن من يرد أن يسمع رسالته.
"الحضن الطريقة الأسلم والأبسط لبناء مجتمع آمن وسليم" هكذا يختصر الهدف من رسالته التي يعرف مدى أهميتها بعدما التقى بنفسه المئات ممن يعيشون علاقات مشوهة لأنهم فقط يبحثون عن القبول والأمان، حسبما قال لـ"اليوم السابع".
يضيف طاهر: "الحضن يضمن أجيال أكثر سواءً نفسيًا، وأكثر قدرة على الإنتاج وعلاقات أسرية فعالة فيها قبول وتقدير وأمان. نسبة الطلاق العالية جدًا في الوقت الحالي من أهم أسبابها أننا نختار الشخص الخطأ لأن أغلبنا بيدور على العاطفة والإشباع فقط، وبعد هذا الإشباع نكتشف أننا اخترنا أشخاص غير مناسبين ومش قادرين نكمل حياتنا".
محمد طاهر
يتابع: "لو مشبعين عاطفيًا من أهالينا في البداية مش هنبقى زي العطشان ولما أي حد يديني أي حاجة أشرب وخلاص"، وحذر "ناس كتير بتقع في فخ علاقة غير سوية لأنها بتدور على القبول والاهتمام أو حتى مجرد كلمة حلوة ويحسوا ولو مؤقتًا إنهم متشافين. علشان كده مهتم جدًا أوصل رسالتي دي لدرجة إني في وقت كنت بتصل بأرقام عشوائية ما اعرفهاش واللي يرد عليا استأذنه إني عندي رسالة مهمة جدًا عايز أوصلهاله وأقوله أرجوك لو عندك أولاد احتويهم واحضنهم وقرب منهم".
رسالة طاهر التي كان يدونها على الجدران والسوشيال ميديا ويوصلها عبر الهاتف وصلت لقلوب الكثيرين وكان لها صدى أثلج صدره وأكد له أهمية ما يفعله فيحكي "قابلت مرة واحد ما اعرفوش بس هو عرفني، قالي أنا سمعت عن رسالتك قبل ما اقابلك، وبقيت أخد بنتي أتمشى معاها وأحضنها كل يوم وعلاقتنا اتغيرت بسبب رسالتك، قالي أنا كنت بحبها وساعات أطبطب عليها بس مكنتش عارف إن الحضن مهم كفعل يومي. إنها تطمن في حضني وتشبع منه لحد ما تنام فرق في علاقتي بيها وفرق في علاقتي حتى بأمها".
حكاية أخرى لا ينساها طاهر كانت من أكثر ما أثر به: "بنت معرفهاش كتبت على تويتر تحكي إن والدها دخل البيت حضنهم كلهم لأول مرة من 20 سنة، وحكى إنه جاتله مكالمة من حد ما يعرفوش بيقوله دا".
يؤمن طاهر أنه لو حصل الأبناء على الإشباع العاطفي من الأسرة سيكونوا أفضل إنتاجية وقدرة على التركيز في مستقبلهم ويقول "الأولاد بتبقى 90% من طاقتهم ضايعة في التدوير على الاحتواء والمحبة والاهتمام. مش عارفين يشتغلوا ولا يعيشوا بشكل كويس لأن في حاجة مهمة ناقصاهم. ناس كتير واقعين في حفرة ومش عارفين يطلعوا منها بسبب عدم الاحتواء والقبول والإشباع العاطفي من الأهل".
هل حضنت بنتك اليوم
توقف طاهر عن تدوين عبارته في الشوارع على الجدران كي لا يتسبب في إتلاف المنشآت وطالب متابعيه بالتوقف عن رسمها لكنه لا يزال يحلم بأن تصل لكل بيت ويقول "بحلم رسالتي توصل لكل كائن حي مش في مصر بس لكن العالم كله، مؤخرًا قابلت بنت كندية وحكيتلها عن حلمي، وإني نفسي الرسالة توصل لكل واحد في مصر فقالت لي إن العالم كله محتاجها وحكت لي إن علاقتها بوالدها قوية وبيحضنها وبيحتويها، لكن بتشوف ناس كتير في المجتمع الغربي بردو مش منتبهين لأهمية الحضن".