يعيش مسلمو العالم اليوم آخر أيام عيد الأضحى المبارك، الذى يتزامن مع موسم الحج وزيارة بيت الله الحرام، وعلى إثر ذلك نستعرض معكم بعض الأزمات التي واجهت البيت الحرام على مر التاريخ، فلم تسلم الكعبة المشرفة من محاولات الهدم أو التشويه وكان آخرهم في عام 2014 عندما وقع حريق هائل بالحرم المكي داخل مشروع توسعة الحرم، وكاد الحريق أن يلتهم بيت الله الحرام، لولا تدخل قوات الدفاع المدنى السعودى، الذى استطاع السيطرة على الوضع، بفضل من الله.
وما لا يعلمه الكثير أن الكعبة المشرفة قد تعرضت من قبل للكثير من المحاولات المختلفة سواء للهدم أو الحرق أو الكوارث الطبيعية وغيرها من الحوادث الأخرى، وتأتي أقدم محاولة لهدم الكعبة من قبل أزماع تبع أسعد أبى كرب، وابنه حسان بن أبى كرب، ونقل حجارتها إلى اليمن، ليكون البيت اليمنى الجنوبى كعبة محجوبة للناس بدلاً من كعبة مكة الشمالية، وكان الدافع وراء هذا الفعل هو المصلحة الاقتصادية، فكانوا يريدون أن تنصرف التجارة إليهم، ولكن هذه المحاولات منيت بالفشل، وذلك حسب ما ذكره الكاتب السعودي الراحل عبد القدوس الأنصارى، فى كتابه "التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الإسلام".
وننتقل من هذه المحاولة إلى محاولة أبرهة لهدم الكعبة ونقل شعائر الحج إلى بيت في صنعاء أقامه بنفسه، وقد تقدم نحو الكعبة بالفيل والملك الطويل، وسار قدمًا وقد ذعر أهل الحرم من مقدم هذا الجيش وانزعجت قريش وسيد مكة عبد المطلب ابن هاشم، لكن الله أهلكهم وأرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، كما ذكر فى القرآن الكريم.
ما قبل البعثة النبوية
هُدمت الكعبة بالفعل قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وذلك بعدما أثرت السيول فيها فقامت قريش بهدمها حتى تجدد بناءها.
يزيد بن معاوية
هدمت الكعبة مرة أخرى على يد يزيد بن معاوية فى صفر سنة 64 هـ عندما قام بحصار مكة لتحصن عبد الله بن الزبير فيها، فحاصروا ابن الزبير وقاتلوه ورموه بالمنجنيق، واحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة، وتهدم سقفها، فقام ابن الزبير بعد ذلك بهدمها، وإعادة بنائها من جديد إلا أنه أضاف إليها ستة أذرع وجعل لها بابيْن، وأدخل فيها الحجر، وذلك حسب ما السيوطى.
خلافة "عبد الملك بن مروان" سنة 73هـ
وبعد ذلك فى سنة 73 هـ، خرج الحجاج بن يوسف بجيش لإخضاع أهل مكة لخلافة بن مروان، وأخذوا يرمون بالحجارة والمنجنيق فى كل مكان، فأصابت الكعبة، فتهدم جزء منها، ولم يقصد أهل الشام وأمراؤهم، سواء يزيد أو الحجاج أو حصين بن نمير، الكعبة بعينها وإنما مقصدهم محاربة أهل مكة، وذلك حسب ما ذكر ابن كثير فى البداية والنهاية.
القرامطة سنة 317هـ
وبعدها بمئات السنين نجح القرامطة فى هدم الكعبة، فى موسم الحج لسنة 317 هجرية، حسب ما جاء فى كتاب "تفسير القرآن العظيم لابن كثير العصر العباسى الثانى" للدكتور شوقى ضيف، حيث كانت الطامة الكبرى حين أقدم أبو طاهر سليمان ابن الجنابى وهو من القرامطة، ودخل مكة يوم التروية، وعرى كسوة البيت وأقلع بابها، واقتلع الحجر الأسود، وأخذه معه إلى البحرين حيث كانوا يسيطرون عليها، وتوفى فى رمضان عام 332هـ، ثم تولى بعده أخوه سعيد سليمان بن الجنابى، وهو الذى رد الحجر الأسود إلى العباسيين ونبذ المذهب والعقيدة القرمطية.
سنة 1040 هـ
وتهدمت الكعبة مرة أخرى حين أغرقت السيول مكة سنة 1040 للهجرة فأثّرت كثيرًا على الكعبة المشرّفة، فأمر حاكم مصر محمد على باشا بهدمها، وتجديد بنائها بغرض تقويتها، وجرى العمل على ذلك لمدة تقارب نصف سنة وهو هذا البناء الماثل اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة