نشاهد اليوم واحدة من اللوحات الشهيرة تعود للقرن الـ 19، وهي لوحة جزيرة الموت للفنان السويسرى أرنولد بوكلين، حيث إن الموت من أشهر الموضوعات التي يناقشها الفنان في لوحاته.
وكان مصدر إلهام أرنولد بوكلين المحزن هو فقدانه لـ ثمانية من أطفاله الأربعة عشر، وقد نجا أربعة منها.
ورسم بوكلين بين سنتي 1880 و1886م خمسَ صيغ من هذا الموضوع الذي أضحى، في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، من الموضوعات المحبّذة في ألمانيا.
وهذه اللّوحة هي الصيغة الثانية. وقد طلبتها ماري برنا التي رأت الصيغة الأولى (توجد الآن في متحف الفن بمدينة بازل) ولمّا تكتمل بعد على حاملة اللّوحات في ورشة بوكلين بلورنتان وذلك في شهر أبريل من سنة 1880م.
وقد أضاف، بطلب منها، زورقَ تجذيفٍ يحمل أرملةً بلباس أبيض وتابوتًا مغلّفًا بقماش أخضر نحو جزيرة صخريّة ذات منحدرات حُفرت فيها أضرحة. إنها إشارة إلى موت زوج السيّدة بارنا الذي وافاه الأجل المحتوم قبل سنوات خلت.
وأبدع بوكلين النسخة الثالثة الأكثر شعبية بعد ثلاث سنوات لـ فريتز جورليت، في عام 1936 ، تم شراء هذه اللوحة من قبل أدولف هتلر وتعليقها في بيرجوف في أوبيرسالزبرج ومستشفى الرايخ الجديد. ومن المفارقات ، تم تدمير النسخة الرابعة في غارة قصف في الحرب العالمية الثانية.
وصنع النسخة الخامسة والأخيرة لمتحف الفنون الجميلة في لايبزيغ في عام 1886، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تشهد تغيرات كبيرة بسبب التصنيع.
وبالتالي فإن فكرة جزيرة الموتى تُفسر أيضًا على أنها وداع للثقافة الأوروبية، ويرى المشاهد شخصية محجبة من الإناث على ما يبدو يتم إحضارها إلى جزيرة مع نعش محجوب أيضًا، بينما البحر هادئ ، لكن السماء غائمة، وهي جزء لا يتجزأ من غرف الدفن في صخور الجزيرة، وتبرز أشجار السرو بين الصخور ، والتي كانت في الأساطير القديمة تعني الموت والحداد.
جزيرة الموتى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة