240 يوما من حرب الإبادة الجماعية التى تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية، برا وبحرا وجوا، على قطاع غزة وتحاصره بشكل كامل وتمنع الماء والغذاء والدواء عن سكان المدينة الفلسطينية، وسط جهود مصرية وقطرية وأمريكية، للتوصل إلى اتفاق ينهى تلك الحرب ويوقف إطلاق النار، وبموجبه يتم تبادل للأسرى والرهائن بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية فى القطاع.
وقد أكد مصدر رفيع المستوى، اليوم الأحد، انتهاء اجتماع ثلاثى بالقاهرة ضم الوفد الأمنى المصرى ووفود الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأضاف المصدر لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن مصر تمسكت بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من الجانب الفلسطينى لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن الوفد الأمنى المصرى أكد مسؤولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأكد المصدر رفيع المستوى، تمسك الوفد المصرى بضرورة العمل الفورى لإدخال ما لا يقل عن 350 شاحنة مساعدات للقطاع يوميا تشمل جميع المواد اللازمة سواء غذائية أو طبية أو وقود.
ومع إصرار الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنامين نتنياهو، على استمرار الحرب والقتال والتخلص التام من حركة "حماس"، ورفض كافة المقترحات الخاصة بوقف إطلاق النار، تشير التوقعات إلى صعوبة تحقيق اتفاق يفضى إلى إنهاء الحرب وإتمام صفقة تبادل بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، للإفراج عن الرهائن المحتجزين فى غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وإطلاق سراح آلاف الفلسطينيين المعتقلين فى سجون "تل أبيب" منذ سنين.
كما أنه من الواضح، أن خطاب الرئيس الأمريكى جو بايدن، والذى كشف فيه عن مقترح إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن، تسبب فى سخط فى الأوساط الإسرائيلية المتطرفة والتى تريد استمرار الحرب وإراقة الدماء، واتهمه أخرين أيضا فى إسرائيل بـ"الاستعراض" حيث وصفها ألون ليل المدير السابق الإسرائيلى لوزارة الخارجية الإسرائيلية بـ"موسيقى موسيقى فى آذان الإسرائيليين الذين يريدون إنهاء الحرب"، كذلك ذلك بالرغم من أن الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس، استقبلت اقتراح "بايدن" واعتبرته "إيجابيًا" ورحب به فى إسرائيل وخاصة عائلات الرهائن المتبقين فى قطاع غزة، بالإضافة إلى العديد من الدول والمنظمات الأممية.
وتأكيدا للتوقعات أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي تعليقا على مقترح الرئيس الأمريكى جو بايدن، بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بيانا قال فيه أن "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهى عبارة عن تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح كافة الرهائن، والضمان بأن غزة لن تشكل تهديداً على إسرائيل".
وأضاف فى البيان، أنه "بموجب المقترح، ستواصل إسرائيل الإصرار على استيفاء هذه الشروط قبل أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. أن فكرة موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل استيفاء هذه الشروط هى فكرة غير مقبولة."
كما نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير قوله "إذا واصل نتنياهو الدفع باتجاه إبرام صفقة فسنحل الحكومة"، ووصف بن غفير الصفقة بأنها "غير مسؤولة وتعنى التخلى عن تدمير حماس وعن استمرار الحرب"، وفق ما نقلته القناة.
من جانبه قال يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلى، اليوم الأحد، أن إسرائيل لن تقبل بأن يبقى حكم حماس بعد انتهاء الحرب، موضحا أن إسرائيل تعمل على تجهيز بديل لذلك.
التصريحات السابقة، تؤكد الخلافات الداخلية الإسرائيلية، وعدم الاتفاق على إنهاء الحرب، والصعوبة فى المفاوضات، فضلا عن وجود خلاف أمريكى – إسرائيلى، حول المقترح المقدم من إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، مع لفت الانتباه إلى أن هذا المقترح مطابق بدرجة كبيرة للمقترح المصرى الذى قدم منذ شهر، قبل أن تنهار المفاوضات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة