الحضن ملجأ وحياة.. خبير نفسى يوضح أضرار حرمان الولد من عناق والديه

الخميس، 20 يونيو 2024 10:00 م
الحضن ملجأ وحياة.. خبير نفسى يوضح أضرار حرمان الولد من عناق والديه حضن الأب لإبنته
كتبت- إيمان حكيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

إننا مختلفون، نحن نختلف فى كل شىء حتى طرق تعبيرنا عن الحب، لكننا جميعا نتوق إلى وجود لمسة رعاية فى حياتنا اليومية نشعر معها بالأمان والراحة، تلك اللحظات القليلة تحمل فى طياتها الكثير من المعانى ولها العديد من الفوائد على الصعيدين العاطفى والبدنى، فيما يتسبب الحرمان منها فى عواقب نفسية جسيمة يوضحها الدكتور محمد مصطفى استشارى علم النفس.

ويقول الدكتور مصطفى: هناك العديد من العلماء اهتموا بنمو الطفل، حتى إن هناك بعض التجارب التى تعد من المحظورات لأنها غير أخلاقية، حاولوا فيها فصل الأمهات عن أبنائهن فنتج عن ذلك أطفال لديها العديد من الاضطرابات النفسية الشديدة، وتشير الأبحاث إلى أن العناق بين الأم والمولود له العديد من الفوائد لصحة الطفل، حيث إن هذا التفاعل العاطفى يسهم فى تقليل مستويات البكاء لدى الرضع، بالإضافة إلى تحسين النوم، كما يساهم هذا العناق فى الحد من القلق لديهم ما يحفز إنتاج هرمون النمو، فيكون هناك تساو بين النمو الجسدى والنفسى، فنجد الأطفال لديهم القدرة على إظهار التعاطف مع الآخرين مع مرور الوقت، وهذا ينعكس فى قدرتهم على إنشاء علاقات اجتماعية سوية.

 

• العناق يجعل الإنسان أكثر ذكاء

يساعد اللمس خلال السنوات الأولى من حياة الطفل فى نمو الدماغ بشكل أكثر صحة، وذلك لأن تلك اللمسة هى أول تحفيز حسى للرضيع، فعندما تتم معانقة الطفل، فإن ملامسة الجلد للجلد تحفز الدماغ وتساعد على تجربة العالم من حوله، فتشير الدراسات التى أجراها الأطباء النفسيون إلى أن الأطفال الذين رعتهم أمهاتهم فى وقت مبكر من حياتهم لديهم حصين أكبر من أولئك الذين لم يتلقوا رعاية جيدة، والحصين هو بنية الدماغ التى تلعب دورا حاسما فى تحسين الذاكرة والتعلم، ونظرا لأن مرحلة الطفولة تتسم بالنمو السريع، فإن العناق العرضى يفعل العجائب فى نمو الطفل وتطوره.

ويبقى السؤال.. لماذا تلك الأهمية للعناق ولماذا تنشأ لدينا العديد من المشاعر الإيجابية بمجرد أن نعانق من نحب؟ لماذا نشعر بتلك الحالة من الاسترخاء والسكينة؟

الإجابة تكمن فى التأثير الفسيولوجى الذى يحدثه العناق فى أجسادنا، فالجسد يفرز هرمون الأوكسيتوسين الذى يلعب دورا بارزا فى تعزيز الترابط الاجتماعى وتعزيز مشاعر التعاطف والحب، كما أنه يفرز الدوبامين والإندروفين المسئولين عن الشعور بالسعادة، فضلا على أن العناق يقلل من مستوى الكورتيزول فى الدم، فارتفاع الكورتيزول يؤدى إلى الشعور بالتوتر والإرهاق، فاللحظات البسيطة تلك التى نتعانق فيها تفعل بأجسادنا العديد من التغيرات التى تخلق حالة من الارتياح والسعادة لدى الفرد.

 

• أنا عاوزه ينشف

وفى المقابل يشير استشارى علم النفس إلى أنه لو لم يقم الأب بعناق ابنه فى صغره بسبب الموروث الثقافى "أنا عاوزه ينشف ويبقى راجل" ينتج عن هذا حالة من الحرمان العاطفى والقسوة، وضعف الثقة بالنفس، وقد يؤدى ببعض الشباب، خاصة فى مرحلة المراهقة، إلى التعامل مع تلك المشاعر السلبية لطريق تناول المواد المخدرة، وتبدأ رحلة من الآلام، فبدلا من إنشاء رجل سوى، يصبح لدينا شاب يعانى من اضطراب مزمن، وفى بعض الحالات قد يعانون من اكتئاب شديد يجعلهم يقدمون على الانتحار.

الأمر مشابه عند الإناث، فالحرمان العاطفى يجعل الفتاة تبحث عن تلك العاطفة الغائبة، تبحث عن تلك اللمسة المفقودة بين الرجال، فنجدها تنخرط فى العديد من العلاقات غير الصحية، لو تعمقنا فى سبب هذا نجد غياب العاطفة والتعبير عن الحب حتى فى أبسط صوره وهو العناق، وبهذا يكون لدينا أنثى لديها العديد من التشوهات فى صورة الذات لديها، فضلا عن العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى.

ويستطرد محمد مصطفى استشارى علم النفس: الحضن حاجة إنسانية لا نستطيع العيش بدونها، فإذا ما شعرنا بأن الطريق الشرعى لتلبية ذلك الاحتياج أغلق، سرعان ما نبحث عن طرق بديلة لإشباع ذلك الاحتياج بطرق غير مشروعة، فعدم إشباع تلك الحاجة المهمة سيجعلنا أمواتا، لكن لديهنا أجسادا على قيد الحياة.

 

• عواقب عدم العناق

يقول مصطفى: "الأشخاص الذين يتم حرمانهم من تلك النعمة الكبيرة نجدهم يعانون حالة من الحزن والعزلة، والكآبة، والإحساس بالرفض، فهناك الكثير من الشباب يأتون إلينا ولديهم قناعات بأنهم مرفوضون من قبل أهاليهم، فقد يكون طوال حياته كلها لم يقم الأب أو الأم بحضن ابنهما، فيعانى هذا الشخص من القسوة والغضب وحالة من الحرمان العاطفى، وهذا الأمر يزيد فى بعض المجتمعات تجاه الذكور، فهم يروا أن العناق قد يجعل منه رجلا ضعيف الشخصية".

 

p.4.5






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة