القطن المصرى بعد محمد على باشا.. ازدهر أم تراجع؟

الجمعة، 21 يونيو 2024 09:00 م
القطن المصرى بعد محمد على باشا.. ازدهر أم تراجع؟ القطن
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أدخل محمد على باشا زراعة القطن إلى مصر وجعله منافسا قويا لتجارة القطن على مستوى العالم، لكن ماذا بعد محمد على، هل استمر النمو أم تراجع المحصول؟

يقول كتاب "بنوك وبشوات" لـ دافيد س. لاندز، تحت عنوان ثورة على ضفاف النيل

بموت محمد على عام 1849م بدأت فترة جديدة من النهوض بمحصول القطن، فلم يكن لدى عباس (1849–1854م) طموح سلفه أو أحلامه.

وإذ تخلى عباس عن مشروعات جَدِّه الباهظة التكاليف، وخفَّض قوات الجيش والبحرية إلى جزء من حجمها السابق؛ استطاع أن يخفض العبء المالى على الفلاحين، وأن يعيد عشرات الألوف من الرجال إلى الأرض.

وارتفع محصول القطن من 119965 هندروديت عام 1848م إلى 670129 عام 1852م، واستقر فى حدود نصف مليون بقية العقد.

ويرجع إلى سعيد (1854–1863م) — عم عباس وابن محمد على — الفضل فى تحويل الزراعة من الشكل الحكومى إلى الزراعة الحرة نسبيًّا، ومن نظام السوق المقفلة إلى نظام السوق المفتوحة للقطن.

ومن الصعب تبيُّن ظروف هذا التحول؛ إذ أن المصادر الأوروبية تميل من ناحية إلى الخلط بين السياسة غير الرسمية والاصلاحات الدستورية، ومن ناحية أخرى كان أغلب هذه المصادر — وعلى وجه الخصوص الفرنسيون — صاحبة مصلحة فى تقديم سعيد وعهده فى أجمل صورة.

ومع ذلك فإن النتائج تبدو واضحة، وتحت تأثير اقتناعه جزئيًّا وتأثير ضغط الأجانب من الأوروبيين عليه، سمح سعيد للتجار الأجانب أن يتعاملوا مباشرة مع ملاك الأرض والفلاحين — نظريًّا وواقعيًّا — وبالتالى سمح للفلاحين بأن يزرعوا ويشتروا ويبيعوا ما لهم وأينما شاءوا.

وأخيرًا أُلغى مبدأ التضامن فى تحمل الضرائب، وأُلغيت الديون المتأخرة على الفلاحين، التى أصبح من المستحيل دفعها.

وكانت النتيجة هى زيادة العائد من الزراعة المعتنى بها، وفتح الأبواب القوية فى الربح فى المستقبل.

وعندما حلت مجاعة القطن العالمية كانت الزراعة المصرية مستعدةً لها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة