نجح مركز بحوث الصحراء بعد عامين من العمل فى زراعة الكسافا لخفض الفجوة من دقيق القمح، حيث أطلق عليه محصول القرن الواحد والعشرين بسبب القدرة العالية على تحمل الحرارة العالية فضلا عن كونه ذو احتياجات سمادية منخفضة مما يجعله جذابًا لدى المزارعين والمستثمرين.
وعلى مدار عامين تم تنفيذ برنامج بحثى متخصص للوقوف على مدى نجاح زراعة الكسافا فى مصر تحت عنوان: "التنمية المستدامة لمحصول الكسافا غير التقليدى كبديل للمحاصيل الاستراتيجيه "القمح" باستخدام التكنولوجية الحديثة تحت ظروف الوادى الجديد.
وتعتبر الكاسافا محصول غير تقليدى من الممكن أن يلعب دورا هاما فى توفير الأمن الغذائي فى مصر فى ظل التغيرات المناخية الحالية، وبالتالى يمكن زراعته بالأراضى المستصلحة والهامشية بحيث لا ينافس القمح كمحصول غذائى استراتيجى.
قال الدكتور أحمد جمال، رئيس البرنامج البحثى، إن البرنامج تناول الإهتمام بهذا المحصول من عدة اتجاهات وهي: توفير الشتلات وزراعتها، وعقد ندوات إرشادية للتعريف بالمحصول واحتياجاته البيئية والسمادية المختلفة، كما تناول عملية الإكثار سواء الخضرى بالعقلة أو من خلال زراعة الأنسجة للوصول إلى أفضل الطرق التى تضمن الحصول على أعلى إنتاجية ممكنة وأعلى صفات جودة للدقيق المستخرج والمنتجات الثانوية الآخرى والتى من أهمها النشا.
كما تناول البرنامج البحثى الاهتمام بدوره المرأة الريفية ودمجها فى محاور التنمية الزراعية من خلال التدريب العملى لعدد من السيدات والذى تضمن الطريقة المثلى والمراحل المختلفة للحصول على الدقيق والنشا الناتجين من نبات الكاسافا حتى يتثنى الوصول إلى أفضل نسبة للخلط وأعلى جودة ممكنة أملا فى تحقيق الأمن الغذائي.
ويوضح الخبراء، أن محصول القرن الحادى والعشرين نبات ” الكسافا ” cassava plants ” أو ما يطلق عليه "المنيهوت " أو "محصول الفقراء " اسمه العلمى ” Manihot esculenta " وينتمى إلى فصيلة ” Euphorbiaceae " وهو من النباتات التى لا يعرفها الكثيرون منا، وهو من الشجيرات المعمرة المستديمة الخضرة، والتى تتميز بإحتواء جذوره "الدرنية A manioc tuber " الضخمة والمنتفخة والطويلة على محتوى مرتفع جدا من "النشاء والدقيق".
وتعتبر جنوب القارة الأفريقية الموطن الأصلى لهذه النباتات ولكنه ينمو فى كل من "الأمريكتين وآسيا وأفريقيا " كما يُزرع نبات الكسافا المتنوّع المزايا والخصائص على أيدى صغار المزارعين العديد من الدول، حيث توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “FAO” بأن يكون هذا النبات هو محصول ” القرن الحادى والعشرين ” فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار الحبوب خاصة القمح، وإمكانية تحويله لدقيق عال الجودة.
و يعتبر محصول "الكاسافا " من المحاصيل الضرورية لتحقيق كل من الأمن الغذائى والطاقة المأمونة، والاستفادة البيئية فى التوسع فى زراعته فى مواجهة انبعاث كميات إضافية من عوادم الغازات المسبِّبة للاحتباس الحرارى والمسئولة عن تغير المناخ.
يأتى نبات الكسافا بعد الذرة الصفراء كمصدر جيد للدقيق وللنشاء حيث تعتبر الأصناف المطورة حديثًا من نباتات "الكسافا" ذات نوعية ممتازة من النشاء يتزايد الطلب عليها من قبل الجهات الصناعية لجودتها.
و يعتبر محصول الكسافا من المحاصيل الواعدة لإنتاج الوقود الحيوى صديق البيئة وهو "الإيثانول"، ويوجد العديد من المصانع المنتجة للإيثانول الحيوى المستخرجة من درنات نباتات الكسافا فى العديد من دول العالم وخاصة فى جنوب الصين حيث يمثل الوقود الحيوى من الكسافا حوالى 20% من نسبة الوقود الكلى بها ويتم الحصول على الوقود الحيوى من جذور الكسافا التى تحتوى بطبيعتها على الكربون وعند تعريضها لعملية تخمير بكائنات معينة فإنها تتحول إلى "إيثانول".
و يمتلك محصول "الكسافا " قدرات تحمل ومرونة عاليتين ضمن المحاصيل الأساسية الكبرى فى أفريقيا، ومن المتوقع أن يكون من بين أقلها تضررًا جراء التغير المتواصل فى المناخ.
ويستخدم بقايا المحصول كعلف للحيوان بعد تحضيرها إذ وجِد أن الماشية المربّاة على الكسافا تتمتع بمقاومة جيّدة للأمراض وتنخفض معدلات نفوقها.
وتستخدم أيضا أوراق بعض أصناف نبات ” الكسافا ” فى اعداد الطعام فى بعض الدول الافريقية، حيث أن جذور "الكاسافا" غنية بالكربوهيدرات وأوراقها ليّنة يصل محتواها البروتينى إلى 25%، بالإضافة إلى غناها بعنصرى الحديد والكلسيوم، وفيتامين “أ” و“ج”.
ويعتبر نبات الكاسافا من النباتات التى يمكن تطويرها بواسطة برامج التقانة الحيوية والممارسات المحسّنة، وعلى سبيل الذكر وفى تجارب ميدانية أجريت بفيتنام تم رفع إنتاجية الكسافا من 8.5 طنّ إلى 36 طنّا، أى ما يعادل زيادة تتجاوز 400%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة