بدأ العد التنازلي للمناظرة الرئاسية الأولية في انتخابات الرئاسة الامريكية 2024 بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، حيث من المقرر عقدها الخميس المقبل 27 يونيو على شبكة سي ان ان ومن المفترض ان تستمر لمدة 90 دقيقة يتخللها فاصلين من الإعلانات.
تناولت الشبكة الامريكية استعداد المنافسين حيث قام احدهما بعزل نفسه في منتجع على سفح الجبل مع دائرة ضيقة من المستشارين، وينكب على قراءة الملفات الموجزة، ويشحذ خطوط الهجوم، ويستعد للتشهير الشخصي، والآخر يصب اهتمامه على صياغة الردود مع المرشحين لمنصب نائب الرئيس وصقل خطوط السياسة مع العمل على كبح جماح خطابه الذي وصفته وسائل الاعلام الامريكية بالمنمق.
يصف مساعدو الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب أهدافًا مماثلة قبل المناظرة الرئاسية يوم الخميس المقبل حيث يسعى كل منهم لتصوير الاخر على انه يرأس الفوضى وغير صالح لمنصب الرئيس، ويقول المسؤولون في كلتا الحملتين إن كلا المرشحين يدركان المخاطر، حيث يجتمعان مع فريقيهما للتحضير للهجمات، وتشكيل الدفوع، وتحديد خيار انتخابات نوفمبر
وأمضى كلا الفريقين الأسابيع الماضية في العمل على تحسين رسالتهما بشأن مجموعة من القضايا، من الاقتصاد إلى الشؤون الخارجية إلى مدى ملاءمة منافسهما للمنصب. ووجد كل منهما نفسه مشتتا بطريقة ما: ترامب بسبب المحاكمة الجنائية ، وبايدن بسبب رحلة مكثفة إلى الخارج وملحمة قانونية مؤلمة لعائلته بعد ادانه نجله هانتر بايدن في قضية حيازة سلاح ناري.
بايدن يدخل معسكر المناظرة الجبلي
سيجمع بايدن مساعدين موثوقين هذا الأسبوع في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي الواقع على سفح الجبل، لعدة أيام من المناقشات والتحضيرات المكثفة. وقد ساعد المجمع المنعزل في ولاية ماريلاند، في الماضي، على تركيز بايدن وفريقه قبل لحظات مهمة مثل خطابات حالة الاتحاد.
ومن المتوقع أن تتقدم الاستعدادات على مدى سلسلة من الأيام، بدءًا من المناقشات غير الرسمية حول المواضيع والأسئلة والإجابات المحتملة، وتبلغ ذروتها في مناقشات صورية أكثر رسمية مدتها 90 دقيقة، ويحتفظ البيت الأبيض بإمكانية سفر الرئيس وفريقه إلى أتلانتا مباشرة من كامب ديفيد، اعتمادًا على مقدار التدريبات المتبقية.
وقال مسؤول في حملة بايدن لشبكة CNN إن رون كلاين، كبير موظفي بايدن السابق، يتولى زمام المبادرة لمساعدة الرئيس على الاستعداد لمناظرة ترامب. بالإضافة إلى معرفته وعمل لصالح بايدن لعقود من الزمن، يعد كلاين المدرب الأكثر خبرة في المناظرات في الحزب، حيث عمل مع المرشحين الديمقراطيين في كل سباق رئاسي تقريبًا على مدار العقود الثلاثة الماضية.
وتم تكليف بروس ريد، وهو مساعد آخر منذ فترة طويلة والذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس أركان بايدن، بغربلة رزم من المواد وساعات من ظهور ترامب السابق تحضيرا لجلسات التدريب. وقال مصدران إن المحامي الشخصي لبايدن، بوب باور، من المرجح أن يعيد دوره كممثل لترامب في جلسات المناظرة الوهمية.
ويشارك أيضًا في الاستعدادات كبار المستشارين المقربين لبايدن، بما في ذلك رئيس الأركان جيف زينتس وكبار مستشاري البيت الأبيض أنيتا دن ومايك دونيلون وسيدريك ريتشموند.
ويخطط معسكر بايدن للاعتماد بشكل كبير على تعليقات ترامب السابقة التي – على الرغم من تغطيتها وسائل الإعلام السياسية على نطاق واسع – ربما لم يتم تسجيلها على رادارات الناخب العادي، وفقًا لمصادر مشاركة في المناقشات وفي حين أن قائمة تلك "النزعات الترامبية" لا تزال قيد التصميم، فمن المؤكد أن هناك واحدة ستظهر، وفقا لأحد المصادر: اقتراح ترامب في ديسمبر 2023 بأنه لن يحكم مثل الديكتاتور "فيما عدا اليوم الأول".
جلسات ترامب السياسية
وفي الوقت نفسه، استعان ترامب ببعض كبار منافسيه على منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ وخبراء السياسة والحلفاء الخارجيين بالاضافة الى نوابه الثلاثة المحتملين، للمساعدة في إطلاعه قبل مناظرة الأسبوع المقبل. وفي الأسابيع الأخيرة، شارك ترامب في ما يقرب من اثنتي عشرة من هذه الاجتماعات الخاصة، التي وصفتها حملته بأنها "مناقشات سياسية" غير رسمية
وتراوحت موضوعات الاجتماعات بين رسائله بشأن الاقتصاد والحدود والجريمة، إلى وجهات نظره بشأن الإجهاض والحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وكيفية صياغة أفضل إطار لإدانته في 30 مايو بشأن 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري في قضية الممثلة الإباحية المعروفة إعلاميا بأموال الصمت
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع ترامب مع سناتور ولاية أوهايو جي دي فانس وأعضاء من طاقم الرئيس السابق في مارالاجو للحصول على مثل هذه الإحاطة، وفقًا لمصدرين على علم مباشر بالاجتماع. ركزت الجلسة غير الرسمية على الرسائل حول الاقتصاد، بما في ذلك أفضل السبل لمهاجمة بايدن بشأن التضخم وهي قضية تقول حملة ترامب إنها مصدر القلق الأكبر للناخبين.
وشارك ترامب في مناقشة سياسية مماثلة مع السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا وإريك شميت من ميسوري في مقر اللجنة الوطنية الجمهورية في واشنطن العاصمة، الأسبوع الماضي، بعد اجتماعه مع الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ في الكابيتول هيل ومن بين المواضيع التي تمت مناقشتها الديمقراطية وكيفية الرد على الأسئلة المتعلقة بـ اقتحام الكونجرس في 6 يناير 2021
وعقدت اجتماعات أخرى مع كبار مستشاريه كيليان كونواي وستيفن ميلر، بالإضافة إلى القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية السابق ريتشارد جرينيل.
