في الوقت الذي يبدأ الطلاب فى دول العالم امتحانات نهائية العام الدراسي الحالي 2023 -2024، يعاني طلاب فلسطين من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.
الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 260 يوماً، حرمت 39 ألف طالب وطالبة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، إما بسبب سقوط المئات منهم شهداء في العدوان أو لانقطاعهم عن التعليم بفعل الحرب وما تسببت به من تدمير شامل لبنية العملية التربوية.
أطفال أمام مدرسة مدمرة
وكان من المقرر، أن يبدأ اليوم السبت، نحو 89 ألفاً من طلبة فلسطين امتحان الثانوية العامة في دورته الأولى للعام الدراسي 2023 - 2024، إلا أن نسبة من سيتقدمون لاجتياز الاختبارات تصل إلى نحو 56% فقط.
ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، فإن 430 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استشهد في الضفة الغربية 20 آخرون، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر أغسطس المنصرم.
وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هنالك ما لا يقل عن 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، عدا عن المفقودين، وهنالك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.
مدارس غزة المدمرة
الدمار في المدارس
وأوضح الوكيل المساعد للشؤون الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي، الناطق باسم الوزارة صادق الخضور، في تصريحات تلفزيونية، أن في قطاع غزة 307 مبنى مدرسي حكومي، 286 منها تعرضت لأضرار تتراوح بين البالغة والطفيفة، وطال الهدم الكامل عدداً يقدر بالعشرات.
وذكر الخضور أن هذه الإحصائيات القابلة للارتفاع مع مضي الاحتلال في حربه على قطاع غزة، تعبر عن أضرار كمية قابلة للإحصاء، وتقابلها أضرار نوعية لا ترصدها التقارير، وأهمها الفاقد التعليمي المتصل بعدم توجه الطلبة لمدارسهم لتعطل العام الدراسي.
وأكد أن أضرار البنية التحتية لا تقتصر على الأبنية، فهناك التدمير الذي طال شبكات الاتصالات والكهرباء، وبالتالي صعوبة تبني فكرة التوجه للتعليم الالكتروني على المدى القريب حتى بعد انتهاء العدوان.
طالب في مدرسة مدمرة
وقال الخضور: "يجب أولاً أن يتوقف العدوان والمجازر حتى نبدأ بتطبيق الخطط التي وضعتها الوزارة، وتم اعتمادها من مجلس الوزراء، لنتمكن من تجميع الطلبة وإعطاء المادة التعليمية بشكل مكثف لفترة من الزمن، ومن ثم التفكير بتحديد موعد لعقد الامتحان الخاص بطلبة التوجيهي".
وأشار إلى أن الخطوط العامة للخطة تقوم أولاً على تنفيذ مسح شامل للوقوف على حجم الخسائر وطبيعة الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية الناجمة عن العدوان، واستيضاح أماكن تجمع المواطنين لإقامة وحدات صفية بديلة عن تلك المهدمة تراعي التوزيع الديمغرافي.
ونوه في ذات السياق، إلى أن التقديرات تشير إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى 4500 غرفة صفية على الأقل، تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومة في قطاع غزة، فإن دمر الاحتلال دمر قرابة 110 مدارس وجامعة بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وارتفع عدد المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" المخصصة كمراكز إيواء واستهدفها الاحتلال بالقصف، إلى نحو 150 مدرسة، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.
وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم التزامها الكامل إزاء طلبة "التوجيهي" من أبناء قطاع غزة، وأقل ذلك عقد دورة خاصة لهم لتقديم الامتحانات حال توفر الظروف الموضوعية والوصول للحد الأدنى من المادة التي يجب أن يمتحنوا فيها.
ووضعت الوزارة خططاً لإنقاذ العام الدراسي بالوسائل المتاحة لكافة المراحل التعليمية، والتي يتطلب الشروع بتنفيذها وقف العدوان.
ويعاني 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من حرمانهم من حقهم في التعليم منذ السابع من أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل في بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.
وفي أبريل الماضي، أكد 19 خبيرا ومقررا أمميا أن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.
مدارس تتحول إلى ملاجئ
وأكد الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".
وجاء في البيان أن "الهجمات القاسية المستمرة" على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، مما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".
من جانبها دعت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، إلى ضرورة تواجد طلبة الثانوية العامة الفلسطينية المتواجدين في جمهورية مصر العربية، لحضور الامتحانات بدء من اليوم السبت في مقر مدرسة "تحيا مصر ٢" الكائنة في منطقة الأسمرات بحي المقطم بمدينة القاهرة؛ وذلك في تمام الساعة الثامنة والربع صباحا.
وأعربت السفارة عن خالص شكرها وتقديرها للدولة المصرية ممثلة بقيادتها وشعبها وأجهزتها العاملة على كافة المستويات والتي لم تتوانَ عن بذل كافة الجهود للتيسير على أبناء شعبنا الفلسطيني، ودفع المسيرة التعليمية والأكاديمية بعد ما تعرض له قطاع التعليم من تدمير وإبادة، كما ثمّنت السفارة دور القيادة والحكومة الفلسطينية وحرصها على بذل كافة المساعي لدعم ومساندة أبنائنا الطلبة في بناء مستقبلهم العلمي والعملي، في مواجهة حرب الإبادة الممنهجة التي يشنها الاحتلال على شعبنا.