كبار السن هم «بركة حياتنا».. أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا الذين نُدين لهم بالفضل فى كل تفاصيل حياتنا، ومثلما اعتنوا بنا فى الصغر، لا بد أن نرد لهم الجميل فى الكبر.
لا يحتاجون فقط لطعام وشراب ونظافة ورعاية صحية بل أيضاً يريدون «ونس وصحبة» وأن يشعروا بحبك واهتمامك.
فى السطور التالية تقدم «اليوم السابع» دليلاً متكاملاً للعناية بصحة كبار السن فى كل المجالات من تغذية ورعاية صحية وأمراض تصيبهم وفحوصات وتجهيز المنزل بطريقة تحميهم من المخاطر، كما نقدم لك نصائح للاستعداد لسن المعاش قبل بلوغ سن الستين.
ومن الحب ما قتل.. كيف نرعاهم؟
«ومن الحب ما قتل».. قد يعتقد البعض أن جزءا من تعبيره عن حبه لكبار السن أن يقوم برعايتهم فى كل كبيرة وصغيرة، لكن هذا فى كثير من الأحيان يأتى بنتيجة عكسية، حيث إن رعاية كبار السن تعتمد على حالتهم الصحية، فالبعض منهم يحتاج لمساعدة فى بعض المهام فى حين أن البعض الآخر لا يحتاج لهذا الأمر وقد يضره أحياناً.
وقالت الدكتورة سامية عبدالرحمن، أستاذ طب المسنين وعلوم الإعمار بكلية الطب جامعة عين شمس، أن رعاية صحة كبار السن لا تعنى أن نقوم بكل شىء بدلاً منهم، و أن الاعتناء بالمسن يختلف حسب حالته فبعض المسنين يحتاجون المساعدة فى الحركة والبعض الآخر يحتاج ألا نشعره بالوحدة.
وأوضحت سامية فى تصريح لـ«اليوم السابع»، أن ترك المسن يعتمد على نفسه فى كثير من الأحيان هو أفضل مساعدة له، فعندما أجعله يعتمد على الآخرين أحرمه من قدرته على العناية بنفسه، وبعد فترة من الوقت يصبح غير قادر على فعل الأشياء التى كان ينجح فى عملها وبمرور الوقت يفقد المخ وظيفة هامة كان يقوم بعملها من قبل.
وأضافت سامية أنه بالنسبة لبعض كبار السن فإنهم يحتاجون لمساعدة إذا كانت حالتهم الصحية تتطلب ذلك، وبجانب مساعدتنا لهم نحاول أن نستعين بأدوات تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم مثل: عكاز أو مشاية بجانب عمل العلاج الطبيعى الذى يحسن حركتهم.
وأشارت سامية إلى أنه بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة من كبار السن مثل: أمراض القلب والضغط والسكرى وارتفاع الكوليسترول يجب أن يأخذ المسن الدواء بنفسه ولا يعتمد على أحد يعطيه له، إلا فى حالات قليلة مثل: إذا كان لديه التهاب فى المفاصل ولا يستطيع أن يمسك حقنة الأنسولين ليعطيها لنفسه أو إذا كان مريض ألزهايمر وحينها يحتاج منك أن تذكره ليأخذ الدواء فى مواعيده.
وأكدت سامية أنه من الأشياء الأساسية أن أى شخص مسن حتى لو صحته جيدة يجب أن يزور طبيب المسنين مرة واحدة على الأقل سنويا لعمل الفحوصات الدورية مع زيارته لطبيب الرمد والأسنان كنوع من الفحوصات السنوية.
وذكرت سامية أن مستويات الرعاية الطبية التى تقدم للشخص المسن عند طبيب المسنين تشمل: الفحص الدورى والاكتشاف المبكر للأمراض والوقاية منها، وعلاج الأمراض التى نكتشفها مبكرا قبل حدوث مضاعفات، وكذلك منع مضاعفات الأمراض أن تؤثر على القدرة الوظيفية لكبار السن.
وعن الدعم النفسى والشعور بالحب والونس، قالت الدكتورة هالة سويد، أستاذ طب المسنين وعلوم الإعمار بكلية الطب بجامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع والتنمية البيئية، أن سن الستين والسبعين هو العمر الذهبى لكل شخص «»Old is gold، مضيفة أن الاهتمام بالصحة النفسية للمسن تجعله يعيش مرحلة كبر السن دون مشاكل نفسية.
وأوضحت هالة أن دور الأبناء والمحيطين بالمسن أن يجعلوه يعيش حياة صحية نشيطة «ِActive live» مع محاولة تخفيف الضغوط النفسية عليه وزيارته باستمرار والسؤال عنه حتى لا يشعر بالانعزال والوحدة.
وأضافت هالة أن المسن يحتاج دائماً لمن يسمعه ويتحدث معه ويزوره، ويحتاج «ونس» لذا يجب أن يقوم بذلك أبناؤه أولاً.
وأشارت هالة إلى أن المسن يحتاج أيضا أن يتواصل مع أصدقائه من حين لآخر أى يحتاج « صُحبة يعجز معاهم»، وهذه الصداقة تجعله يشعر بالتواصل مع الآخرين ولا يشعر بالوحدة وكذلك تحسن صحته العامة، حيث أثبتت الأبحاث أن التواصل الاجتماعى يعزز صحة المخ لدى كبار السن وبشكل خاص مرضى ألزهايمر.
وأكدت هالة أن ملء فراغ كبار السن أيضاً يحسن صحتهم النفسية، مضيفة أنه يمكن ملء فراغهم بممارسة هواية يحبونها أو حل الكلمات المتقاطعة والسودوكو وقراءة الصحف والطبخ، حيث إن كل هذه الأشياء تجعل ذاكرته أفضل وكذلك تقلل شعوره بالوحدة.
واستطردت هالة أنها تنصح مرضاها بحفظ أجزاء من القرآن الكريم لتحسين ذاكرة كبار السن وتقليل فرص الإصابة بألزهايمر وكذلك تعلم اللغات والمهارات، حيث أثبتت الأبحاث أن حفظ وتعلم أشياء جديدة يحسن وظائف المخ ويحمى من الإصابة بألزهايمر.
الجدة «أم منسية»
«أعز الولد ولد الولد».. مقولة شائعة نرددها جميعا، فالجدة تحمل فى قلبها معزة خاصة لأولاد أبنائها، ومثلما تعتنى الجدة بالأحفاد والأبناء يجب أن نرد لها الجميل ونعتنى بصحتها ونسأل عنها.
كيف تعتنى بصحة جدتك وتهتم بها؟.. سؤال يطرحه الكثيرون لمعرفة كيفية رعاية صحة الجدة «الأم المنسية».
وذكر موقع snyderlawpc أن زيارة جدتك المُسنة من حين لآخر من أكثر الأشياء التى تشعرها بالسعادة، وتخفف عنها الشعور بالوحدة، وهذه أيضاً إحدى الطرق التى تظهر لها اهتمامك بها، فهى لا تحب شيئاً أكثر من رؤية أحفادها وأبنائها، وإذا كنت مشغولا يمكنك السؤال عنها فى الهاتف يومياً.
وبحسب الأبحاث فإن مشاركة جدتك تناول الطعام أو طهى وجبة لها بنفسك تبعث فى نفسها شعورا بالسعادة.
وتقدم الأبحاث الكثير من النصائح، منها: اهتم بشؤون جدتك وابحث عن الأشياء التى تنقصها وقم بشرائها لها وإذا وجدت أن هناك شيئاً فى منزلها يحتاج للصيانة والإصلاح يمكنك إصلاحه بنفسك.
يمكنك أن تشترى لها قطعة من الشيكولاتة أو بوكيه ورد بعد عودتك من العمل لتشعرها بالسعادة.
ساعد جدتك فى تنظيف المنزل، حيث إنها تحب شكل المنزل نظيفاً، لذا قم بمساعدتها لتشعر بالامتنان والتقدير أو استأجر لها شركة موثوقة لتأتى وتنظف لها شهريًا.
علم جدتك كيفية استخدام التكنولوجيا، أظهر لها كيفية تحديث هاتفك، أو أعطها فكرة عن وسائل التواصل الاجتماعى، فذلك يساعدها على الاتصال بك وبأطفالك أيضًا.
اذهب مع جدتك فى زيارة للطبيب واجر معها الفحوصات الطبية حتى تشعر بأن هناك من يهتم بها.
لو المسن عنده اكتئاب
وبدوره قال الدكتور محمد محمود حمودة، مدرس واستشارى الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة عند كبار السن، ويزيد بعد سن الـ50 ويسمى «الخرف الكاذب»، حيث إن المريض يعانى من أعراض تشبه الخرف لكن سببها الاكتئاب.
وأوضح حمودة أن أعراض الاكتئاب التى تظهر عند كبار السن تشمل: نسيان الأحداث القريبة والبعيدة، اضطرابات النوم، مزاجه حزين، وغير متفاعل اجتماعياً.
وبحسب موقع «Country living» البريطانى هناك أسباب كثيرة للاكتئاب عند كبار السن منها الوحدة وتدهور الصحة البدنية والفقدان والضغوط المالية.
وللتخلص من أعراض الاكتئاب عند كبار السن يمكنك الخروج والتنزه معهم أو طهى الطعام مع كبار السن، فهذا يرفع روحهم المعنوية ويجعلهم يشعرون بالدعم النفسى.
وتواصل معهم دائماً وأخبرهم بأنك موجود دائماً، إذا احتاجوا إليك، يمكن أن يكون هذا ببساطة من خلال مكالمة هاتفية يومية أو أسبوعية، لأن التواصل مع الآخرين يشكل عنصراً حيوياً فى الحفاظ على الصحة العقلية.
نصائح بسيطة للاهتمام بتغذية كبار السن
التغذية جانب أساسى من العناية بصحة كبار السن، ومن خلالها تتحسن صحتهم وذلك جنبا إلى جنب ممارسة الرياضة.
و قالت الدكتورة سمية محمد عبيد أحمد، أستاذ طب وصحة المسنين والتغذية العلاجية بكلية الطب جامعة عين شمس واستشارى التغذية العلاجية وعضو مؤسس رابطة أطباء التغذية العلاجية بنقابة أطباء القاهرة، أن الاهتمام بتغذية كبار السن جزء أساسى من العناية بصحتهم.
وأوضحت سمية أن كبار السن يحتاجون لشرب مقدار كاف من المياه يوميا وهو أمر أساسى للحفاظ على الوظائف الحيوية لديهم، لأن هناك ظاهرة قلة الإحساس بالعطش مع التقدم فى السن.
وأشارت سمية إلى أنه يجب تقييم حالة كبار السن الغذائية سواء فى حالة الصحة أو المرض بمعرفة طبيب بشرى متخصص فى التغذية العلاجية وملم بمتغيرات ومتطلبات كبار السن جيدا تفاديا لحدوث أى أضرار صحية أو مضاعفات نتيجة لأى تدخل غير مناسب.
وشددت سمية على ضرورة تحديد كميات ونوعية الأطعمة المناسبة والتى تختلف من شخص لآخر.
ونصحت سمية بالاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة الطازجة مع الإقلال من السكريات والنشويات البسيطة وتناول كمية مناسبة من البروتين .
وتابعت سمية أنه يجب الاقلال من ملح الطعام والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة المملحة، وأنه من الضرورى تناول الدهون المفيدة والبعد عن نوعية الدهون المصنعة، مشيرة إلى ضرورة طهى الطعام بطرق صحية.
وعن الجانب الرياضى وأهميته لصحة كبار السن أوضحت أستاذ طب المسنين أنه يجب ممارسة النشاط الرياضى بجانب اتباع نظام غذائى صحى للوصول لجودة الحياة، وأن هناك العديد من الأنشطة الرياضية التى يمكن أن يمارسها كبار السن شرط الأخذ باستشارة طبية مختصة لتحديد نوع الرياضة المناسب لكل شخص، مشددة على دور الرياضة فى تحسين الحالة الصحية الجسمانية والنفسية والذهنية لكبار السن.
واستكملت سمية أن تقدم العمر يؤثر على كفاءة الحالة الصحية ومستوى جودة الحياة لدى كبار السن ولكن هذا التأثير يتشكل على مدار أعوام قبل بلوغ سن الستين
وأكملت سمية: يمكننا الحد والتقليل من هذا التأثير السلبى على صحة كبار السن بعدة عوامل منها اتباع نمط حياة صحى والذى يتكون أساسا من الالتزام بنظام غذائى صحى مناسب والاستمرار فى ممارسة النشاط البدنى والرياضة المناسبة لكل فرد على حدة ومتابعة الاندماج فى الحياة الاجتماعية والحصول على قسط كاف من النوم وتجنب الضغوط النفسية قدر الامكان.
إزاى تعتنى بمرضى ألزهايمر؟
ألزهايمر نوع من الخرف ينتج عن ضمور تدريجى فى خلايا المخ ويصيب عادة الناس فوق سن 65 سنة ويؤدى لتدهور تدريجى فى الذاكرة أولا ثم وظائف أخرى مثل التركيز واللغة والقدرة على الحكم على الأمور والقدرة على التعرف على المكان والزمان والأشخاص.
وقالت الدكتورة سامية عبدالرحمن، أستاذ طب المسنين وعلوم الإعمار بكلية الطب بجامعة عين شمس، أن نسيان الأشياء لا يعنى بالضرورة إصابة كبار السن بألزهايمر لكن لو أثر ذلك على حياته اليومية فهناك احتمال كبير أن يكون الزهايمر أو أحد الأنواع الأخرى من الخرف هو السبب لكن كلنا ننسى أحيانا وهذا شىء عادى، لكن من الهام إذا اشتكى الشخص من النسيان أن يذهب فى أقرب فرصة لطبيب المسنين لعمل اختبار للذاكرة والإدراك وعمل الفحوصات الطبية اللازمة للتفرقة بين النسيان العادى وألزهايمر.
وبحسب موقع كليفيلاند كلينيك فإنه لرعاية شخص مصاب بمرض ألزهايمر قد يحتاج أحباؤك إلى المساعدة فى الأنشطة اليومية.
ويؤثر مرض ألزهايمر على ما يقرب من 24 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، ويؤثر عادة على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا.
ويمكن دعم الشخص المصاب بمرض ألزهايمر، من خلال المساعدة فى أنشطة الحياة اليومية، فيحتاج المصابون بألزهايمر إلى المساعدة فى أنشطة الحياة اليومية اعتمادًا على مستوى استقلاليته، وقد يحتاج الشخص العزيز عليك إلى المساعدة فى أنشطة العناية الشخصية، بما فى ذلك الأكل والاستحمام والحلاقة واستخدام المرحاض.
كذلك يمكن إنشاء روتين يومى بجدولة أنشطة العناية الشخصية للمسن فى نفس الوقت ونفس المكان كل يوم، وعلى سبيل المثال، تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد الوجبات أو حدد موعدًا للاستحمام فى الصباح أو المساء اختر الوقت الأكثر استرخاءً فى اليوم للاستحمام والعناية، مع مراعاة احترام خصوصيتهم أثناء الاستحمام.
ويجب غلق الأبواب والستائر والتأكد من تغطية أحبائك بمنشفة أو رداء حمام لمساعدتهم على الشعور براحة أكبر.
ومن المهم تشجيع استقلاليتهم قدر الإمكان وهذا سوف يساعد على تعزيز الشعور بالإنجاز، ويجب أن تضع فى اعتبارك قدراتهم وامنحهم وقتًا كافيًا لإكمال كل مهمة على سبيل المثال، وتنظيف شعرهم أو أسنانهم.
ويجب التشجيع والدعم أثناء إكمال المهام والاعتراف بجهود من تحب، على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: «لقد قمت بعمل جيد فى تمشيط شعرك اليوم».
أخبر كبير السن بما تفعله، تأكد من الحفاظ على خط اتصال مفتوح مع كل نشاط، فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تقول: «سوف أغسل شعرك الآن». كن منتبهًا للنظافة الشخصية لكبار السن وحافظ على نظافة أظافر اليدين والقدمين وقصها بانتظام واهتم باحتياجات نظافة الفم.
خطة الموظفين استعدادا لسن المعاش
تقول الدكتورة سارة العزبى، مدرس واستشارى طب الأسرة بكلية الطب جامعة عين شمس، إن أهم خطوة للاستعداد لسن المعاش هى وضع خطة متكاملة يقوم بها الموظف فى أى عمر خلال حياته المهنية، مضيفة أن خطة الاستعداد لسن المعاش تشمل: الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة ومتابعة الأمراض المزمنة وعلاجها والسيطرة عليها من الآن وتناول الأدوية فى موعدها.
وأوضحت سارة: يجب أن تخصص وقتا لنفسك me time حتى تقوم بتفريغ الضغوط النفسية والقلق ويجب أن تبدأ فى هذا الأمر من الآن ولا تنتظر سن المعاش حتى تقوم به.
وأضافت سارة أنه يجب تحديد نشاط يقوم به الشخص بعد الستين مثل الخدمة المجتمعية، وتمارين رياضية يقوم بها ونشاط ذهنى يشمل هواية أو قراءة أو طهى.
وشددت سارة أيضا على أهمية التواصل الاجتماعى من خلال تحديد أصدقاء يكملون معك مشوار العمر، و أنه يمكن لكبار السن أن يضعوا خطة مالية أو خطة لمشروع تجارى يمكنهم البدء فيه بعد المعاش مع المشاركة فى أنشطة تطوعية أو تعلم لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقية.
وعن دورها كطبيبة أسرة فى إعداد مرضاها لسن المعاش، قالت سارة أن دورها هو دور وقائى، فإذا عرفت أن أحد أفراد عائلة الشخص يعانى من مرض ألزهايمر، تبدأ فى عمل فحوصات من سن مبكر لوقايته مع إعطائه تمارين يومية لتنشيط ذاكرته مع تقديم نظام غذائى صحى متكامل له.
وأضافت سارة أنها تقوم أيضاً بالكشف المبكر عن أى أورام، خاصة إذا كان الشخص لديه تاريخ عائلى للإصابة بالسرطان قبل وصوله لسن المعاش.