نواصل سلسلة مقدمات الكتب ونتوقف اليوم مع كتاب قلق السعى إلى المكانة .. الشهور بالرضا أو المهانة تأليف آلان دو بوتون، فما الذى يقوله فى مقدمة الكتاب؟
يقول الكتاب تحت عنوان: تعريفات:
المكانة..
موقع المرء فى المجتمع؛ الكلمة مشتقَّة من الأصل اللاتيني statum أو الوقوف (مصدر من الفعل stare )
يقف..
- بالمعنى الضيِّق، تشير الكلمة إلى موقع المرء قانونيًا ومهنيًا داخل المجتمع (متزوّج، مُلازم في الجيش ... إلخ ). ولكن بالمعنى الأشمل، وهو الأوثق صلةً بموضوعنا هُنا، تشير إلى قيمة المرء وأهميته في أعين الناس.
- تمنحُ المجتمعاتُ المختلفة المكانةَ لمجموعاتٍ مختلفة من الأشخاص : صيّادي الحيوانات، المحاربين، العائلات العريقة، الكهنة، الفرسان، المرأة الوَلود . ومنذ العام 1776 في الغرب (ذلك النطاق الغامض، والمفهوم مع ذلك، والذي نتناوله هنا ) صارت المكانة تُمنَح بناءً على ما يحوزه المرء من المال .
- للمكانة العالية نتائج مُستَحبّة . تتضمن وفرة الموارد، الحرية، الرحابة، الراحة، الوقت، وربما ما لا يقل أهمية، إحساس المرء بأنه موضع اهتمام وتقدير - وهو ما يتم عبر تلقّي الدعوات للمناسبات الاجتماعية والإطراء والضحك (حتى لو كانت النكتة سخيفة ) ، وإبداء الاكتراث والاهتمام .
- كثيرون يعتبرون المكانة العالية من بين أفخر وأثمن الأمتعة الدنيوية، وقليلون مَن يعترفون بذلك صراحةً .
قلق المكانة..
- قلق خبيث إلى حد يجعله قادرًا على إفساد مساحات شاسعة من حياتنا، يساورنا خشية فشلنا في مُجاراة قيم النجاح التي وضعها مجتمعنا، وخشية أن يتم تجريدنا نتيجةً لهذا الفشل من شرف المنزلة والاعتبار؛ قلق من أننا نشغل في الوقت الراهن درجةً بالغة التواضع، ومن أننا قد ننزلُ إلى درجةٍ أدنى عمّا قريب .
- من مثيرات هذا القلق، بين عوامل أخرى، الركود والكساد، العمالة الزائدة على الحاجة، حركة الترقيات، التقاعد، الأحاديث مع زملاء في المجال نفسه، مقالات الصحف التي تقدّم الأصدقاء البارزين والأكثر نجاحًا . على غرار الحَسَد (الملازم لهذا الانفعال ) قد يُعتبر الكشف عن أي قدر من هذا القلق طيشًا اجتماعيًا، وبالتالي فمن النادر ظهور أدلّة على الدراما التي تجري داخل نفوسنا، وغالبًا ما تبقى تلك الأدلّة منحصرة في نظرةٍ مهمومة، أو ابتسامة هشّة، أو وقفة في الحديث طالت أكثر من اللازم بعد أنباء عن إنجازٍ حققه شخصٌ آخر .
- إذا كان موقعنا على درجات السلّم مصدرًا لكل هذا الهمّ، فذلك لأن صورتنا الذاتية تعتمدُ بشدّة على ما يراه الآخرون فينا . وباستثناء أفراد نادرين (سقراط، ويسوع مثلًا فإننا نستند إلى علامات الاحترام مِن الناس لكي نتقبَّل أنفسنا .
- يبقى الأشد مدعاةً للأسف أن تحقيق المكانة مهمة صعبة، والاحتفاظ بها على مدار عمرٍ كامل أشد صعوبة من تحقيقها . فيما عدا بعض المجتمعات التي تتحدد فيها المكانة بحكم المولد، وتكفلها لنا الدماء النبيلة التي تجري في عروقنا، فإن موقعنا يتوقّف على ما نستطيع تحقيقه؛ وقد نفشل بسبب الغباء أو ضعف معرفتنا لذاتنا أو بسبب الحالة الاقتصادية العامة أو المكائد والضغائن .
- ومن الإخفاق سوف تتدفق المهانة : وهي وعيٌ حارقٌ بعجزنا عن إقناع العالم بقيمتنا ومن ثمّ يُحكَم علينا بالنظر إلى الناجحين بمرارة وإلى أنفسنا في خزي .
الفرضية..
- القلق المكانة قدرة استثنائية على توليد الأسف والحسرة .
- مثل كل شهيةٍ أخرى، فإن الجوع للمكانة قد تكون له فوائده: يدفعنا للحُكم بنزاهة على مواهبنا، ويشجعنا على التفوق، ويمنعنا من اتباع سلوكيات متطرفة في غرابتها ويشد أفراد المجتمع معًا حول نظام قيم مشترك. ومع هذا، فمثل كل شهيةٍ أخرى يمكن للإفراط فيه أن يكون قاتلًا أيضًا .
- لعلّ أنجع السُبل لمعالجة المسألة هي محاولة استيعابها والتحدّث عنها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة