هدى شعراوى بدأت نشاطها العام بسن الـ20 وأصبحت علامة فى تاريخ الحركة النسائية

الأحد، 23 يونيو 2024 06:00 م
هدى شعراوى بدأت نشاطها العام بسن الـ20 وأصبحت علامة فى تاريخ الحركة النسائية هدى شعراوى
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هدى شعراوى.. من أشهر الشخصيات المصرية وواحدة من أبرز الرموز دفاعًا عن حقوق المرأة المصرية اللاتى شكلن تاريخ الحركة النسوية فى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وفى ذكرى ميلادها  في مثل هذا الشهر من عام 1879، نستعرض لمحة من مسيرته عبر السطور المقبلة.

ولدت هدى محمد سلطان فى 1879، وتوفى والدها وهى فى الثامنة من عمرها، واشتهرت باسم زوجها على شعراوى أحد الثلاثة الذين توجهوا إلى المعتمد البريطانى يوم 13 نوفمبر 1918م للمطالبة بإلغاء الأحكام العرفية فى مصر عقب الحرب العالمية الأولى.
وقد كان والدها رجلاً عصاميًا كافح حتى حصل على لقب الباشوية، بسبب كفاءته ونشاطه، وأصبح رئيس مجلس النواب فى عهد الخديو توفيق، وأحد قادة الإصلاح فى القرن التاسع عشر، وفقًا لموقع  الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، ضمن مشروع حكاية شارع.

بدأت هدى شعراوى نشاطها العام فى العشرين من عمرها عندما شاركت فى الجهود الأهلية لمقاومة الوباء الأصفر الذى اجتاح البلاد، وفى سنة 1907 دعت لجمع تبرعات لإنشاء جمعية رعاية الطفل وتحمس الناس لها، لكن الحكومة أوقفت المشروع، وفى سنة 1908 بدأت الدعوة لمحاضرات ثقافية للسيدات فى قاعة من قاعات الجامعة الأهلية، ووافق الأمير أحمد فؤاد فى عام 1909م على تخصيص قاعة لمحاضرات السيدات يوم الجمعة من كل أسبوع.

عندما قامت ثورة 1919 اجتمعت سيدات من مصر فى 16 مارس 1919 فى الكنيسة المرقسية، وتم انتخاب اللجنة التنفيذية للنساء الوفديات برئاسة هدى شعراوي، ونظمت اللجنة التنفيذية لنساء الوفد مظاهرة ضد الاحتلال، وأعلنت هدى شعراوى شهيدات الثورة، وهن "شفيقة محمد، فهيمة رياض، عائشة عمر، حميدة خليل، وغيرهن مجهولات".
واستمر نشاط هدى شعراوى إبان الثورة فعقدت اجتماعًا فى 13 ديسمبر 1919 فى كنيسة الأقباط الكبرى، وقررن تأييد مقاطعة لجنة ملنر والإصرار على التمسك باستقلال مصر التام، وفى 16 يناير 1920 قامت بعض السيدات المصريات بمظاهرة فى ميدان المحطة إلى لوكاندة شبرد، وهتفن للوفد المصرى وللاستقلال التام.

أيدت هدى شعراوى مواقف سعد زغلول، وذلك لتأييد سعد لحركة المرأة المصرية، ولكنها كانت أكثر وضوحًا فى معارضة مصطفى النحاس وخاصة بعد معاهدة 1936، ووجدت فى انقسام أحمد ماهر والنقراشى عام 1937 فرصة لتبرير معارضتها للنحاس باشا، وتأييدها للهيئة السعدية، ومع بداية الأربعينيات أخذت هدى شعراوى تقترب أكثر من دوائر القصر، وأصبح موقفها شبيهًا بموقف نبوية موسى المؤيدة بصراحة للملك ولسياسة القصر.

اهتمت بالصحافة اهتمامًا واضحًا، وأسست مجلة "المصرية" باللغة الفرنسية عام 1925، ورأست تحريرها سيزا نبراوي، ثم أصدرتها بالعربية، واهتمت هذه المجلة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وقد تعدت شهرة هى شعراوى حدود مصر إلى البلاد العربية.
وفى سنة 1909م بدأت المحاضرات فى القسم النسائى التابع للجامعة المصرية، واستمرت حتى عام 1912م، وقد جاء إنشاء هذا الفرع نتيجة لمطالب الجمعية الأدبية التى رأستها هدى شعراوي.

وفى عام 1920 وجهت الدعوة إلى هدى شعراوى للمشاركة فى المؤتمر النسائى الدولى كممثلة لمصر، فشكلت وفدًا من لجنة سيدات الوفد تحت رئاستها للسفر إلى المؤتمر، لكن أزواج عضوات الوفد منعوهن من السفر.

وفى 16 مارس 1923 أسست هدى شعراوى الاتحاد النسائى المصرى فى ذكرى أول مظاهرة نسائية فى ثورة 1919. وقد تولت رئاسة الاتحاد حتى وفاتها 12 ديسمبر 1947م.

تولت هدى شعراوى رئاسة الاتحاد النسائى العربى الذى لعبت دورًا رئيسيًا فى تأسيسه سنة 1944م، واستمرت تشغل منصب الرئاسة فيه حتى وفاتها، وشاركت طوال نضالها السياسى الممتد من مارس 1919 حتى ديسمبر 1947م فى عديد من الأنشطة المصرية والعربية والدولية دفاعًا عن القضايا الوطنية والقومية، ودفاعًا عن حقوق المرأة، ونظمت أول مؤتمر للدفاع عن فلسطين عام 1938م.

لم يقتصر نشاط هدى شعراوى على دورها فى الحركة النسائية أو الحركة الوطنية العامة، بل لعبت كذلك دورًا بارزًا فى الحياة الثقافية من خلال مشاركتها فى أنشطة عدد من الجمعيات الفنية والثقافية فى مصر ورعايتها للفنون الجميلة، فقد كانت عضوة بارزة فى الجمعية المصرية للفنون ثم فى جمعية محبى الفنون الجميلة، وأسست وترأست جمعية أصدقاء مختار عقب وفاة مثال مصر الأول محمود مختار فى مارس 1934، ورحلت هدى شعراوى فى 13 من ديسمبر 1947، بعد رحلة طويلة جعلتها علامة فى تاريخ الحركة النسائية المصرية والعربية بل وفى مصر كلها،

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة