ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق الذى تشهده العديد من الدول العربية، دفع الحكومات إلى اللجوء لتخفيف الأحمال من خلال فصل التيار الكهربائى عن مواطنيها للحفاظ على سلامة واستقرار الشبكات الكهربائية من التعرض لأعطال فنية، وهو ما جعل دول الكويت وتونس لفصل التيار عن المشتركين بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة.
- الكويت تلجأ لتخفيف الأحمال للحفاظ على الشبكة
ففى الكويت أعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، بدء برنامج لتخفيف أحمال الكهرباء عن المناطق ذات الاستهلاك المرتفع لتغطية النقص الذى حدث فى الإنتاج الكهربائى، وأوضحت الوزارة فى بيان لها بشأن انقطاع التيار الكهربائى عن بعض الأجزاء فى مناطق المحافظات الست أن الانقطاع جاء نتيجة لعدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على تلبية الطلب المتزايد على الأحمال الكهربائية خلال فترة الذروة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالفترات نفسها من الأعوام السابقة.
وأضافت أنه حرصا من الوزارة على حماية استقرار المنظومة الكهربائية، فقد قامت باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية، ومنها القطع المبرمج لمدد تتراوح بين الساعة والساعتين بحد أقصى، ودعت الوزارة العملاء بمختلف فئاتهم إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء فى أوقات الذروة، وذلك من الساعة 11:00 صباحا حتى الساعة 5:00 عصرا بهدف تقليل الأحمال الكهربائية.
- 50% عجز بالشبكة الكهربائية بتونس يدفعها لتخفيف الأحمال
الأمر نفسه اتخذته الحكومة التونسية والتى أعلنت عن رغبتها فى تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء عن مناطق معدودات فى البلاد هذا الصيف بسبب استهلاك كبير للطاقة مما جعل وزارة الكهرباء التونسية تعقد اتفاق مع مجلس الوزراء لتطبيق ما تقوم به مصر، والكويت حتى تحافظ على الطاقة قدر الإمكان، حيث كشف الحكومة التونسية عن وجود مشكلة فى الطاقة والكهرباء، وتخطى العجز فى الطاقة الـ50%، وترغب الدولة فى تحقيق معادلة صعبة وهى الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة.
- الكهرباء والبترول يعلنان اتخاذ إجراءات عاجلة لاستيراد كميات إضافية من الوقود
الأمر يختلف فى مصر ممثلة فى نقص بإمدادات الوقود، خاصة وأن قدرة الشبكة القومية للكهرباء تبلغ 56 ألف ميجا وات فى حين أن احتياجات المواطنين فى أوقات الذروة لا تتعدى الـ35 ألف ميجا وات، ويوجد بالشبكة احتياطى يومى يصل إلى 20 ألف ميجا وات.
وأعلنت وزارتا الكهرباء والبترول بإتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لاستيراد وضخ شحنات وكميات إضافية من الغاز والمازوت لمجابهة الاستهلاك المتزايد فى ظل استمرار الموجة الحارة المبكرة، وتعكس هذه الإجراءات حرص الدولة المصرية على سرعة انهاء الأزمة.
وأوضحت الوزارتان فى بيان لهما : "أنه وعلى الرغم من الخطط الموضوعة مسبقا بالتنسيق بين الوزارتين لتحديد الكميات الإضافية المطلوبة من الوقود اللازم لمجابهة زيادة الاستهلاك فى أشهر الصيف، والتى قامت وزارة البترول بالفعل بالتعاقد على هذه الكميات منذ فترة واستلامها طبقا للتوقيتات المخططة.
إلا أنه فى ظل استمرار الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية لهذه الفترة والذى تعانى منه العديد من دول المنطقة، فإن هذا يتطلب استمرار خطة تخفيف الأحمال التى بدأ تطبيقها منذ أمس بمقدار ساعة إضافية، وذلك حتى نهاية الأسبوع الحالى للحفاظ على التشغيل الآمن والمستقر لشبكة الغاز ومحطات انتاج الكهرباء.
- الطاقة المتجددة تجنب مصر اللجوء لفصل التيار لأكثر من 5 ساعات
ومن جانبه قال الدكتور حافظ سلماوى، الخبير فى مجال الطاقة ورئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء الأسبق، إن التوسعات التى نفذتها الدولة المصرية فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة خلال السنوات الـ10 الماضية تلعب حاليا دورا هاما فى أزمة تخفيف الأحمال الناتج عن نقص الوقود.
وأوضح سلماوى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن نسبة مشاركة الطاقة الجديدة والمتجددة بلغت ما يقرب من 13% من إجمالى قدرة الشبكة القومية للكهرباء، موضحا أن هذه النسبة لو لم تكن موجودة على الشبكة كان من الممكن أن تصل مدة تخفيف الأحمال إلى 5 ساعات بدلا من ساعتين يوميًا.
ويرى سلماوى، أن مصر فى عام 2021 كانت وصلت إلى التوازن فى الدعم والتكلفة الفعلية، ولكن نتيجة للأزمة الأقتصادية التى شهدها العالم بداية من عام 2022 وتثبيت أسعار الكهرباء فى مصر حتى يناير 2024 حدثت الفجوة المالية الضخمة بين سعر البيع والتكلفة الفعلية للكيلو وات ساعة من الكهرباء الأمر الذى جعل تخفيف الأحمال هو الملجأ الوحيد للدولة لعدم تحميل المواطن أعباء مالية إضافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة