تحذير عالمى شديد اللهجة.. ارتفاع الحرارة يؤدى لزيادة الفواتير.. واشنطن بوست: التغيرات المناخية تقفز بأسعار السلع.. خبراء يحذرون: الأسوأ قادم.. وموجات الحر يمكن أن تضيف 1.2% على معدلات التضخم بحلول 2035

الإثنين، 24 يونيو 2024 09:00 م
تحذير عالمى شديد اللهجة.. ارتفاع الحرارة يؤدى لزيادة الفواتير.. واشنطن بوست: التغيرات المناخية تقفز بأسعار السلع.. خبراء يحذرون: الأسوأ قادم.. وموجات الحر يمكن أن تضيف 1.2% على معدلات التضخم بحلول 2035 تغير المناخ
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قلق عالمي متزايد وتحذيرات متتالية يطلقها الخبراء لتداعيات التغيرات المناخية ، والارتفاع المستمر لدرجات الحرارة عالميا، ما يؤدي بدوره لاتساع رقعة التصحر، وخلق بيئة عمل معقدة وأكثر ارهاقاً للأيدي العاملة، وهي الآثار التي تطورت لتطول ـ بحسب صحيفة واشنطن بوست ـ مؤشرات التضخم ووضع الاقتصاد لتؤثر في النهاية علي فواتير المواطنين.

وفي تقرير للصحيفة الأمريكية الإثنين، حذر خبراء من أن تغير المناخ يجعل الفواتير أكثر تكلفة للناس، فى الوقت الذى يتوقع فيه الباحثون أن تزداد مخاطره سواء على الكوكب أو على الاقتصاد.

وتحدثت الصحيفة عن استياء البعض على مواقع التواصل الاجتماعى فى الولايات المتحدة من الارتفاع الحاد فى أسعار زيت الزيتون، وقالت إن الارتفاع فى السعر قد يبدو مثالا آخرا على التضخم الذى يصعب استيعابه. إلا أن خبراء الاقتصاد يقولون إنه قد يكون هناك سببا آخرا وراء ارتفاعات معينة فى الأسعار، وهو السبب الذى سيصبح أكثر تأثيرا فى السنوات المقبلة، وهو تغير المناخ. وهذا هو الحال فى ظل ارتفاع شديد فى درجات الحرارة جعل كل شهر فى هذا العام حتى العام هو الأعلى حرارة على الإطلاق.

ومن المرجح على ما يبدو أن يسجل شهر يونيو، الذى شهد موجة حارة شديدة فى أغلب انحاء الولايات المتحدة، رقما قياسيا آخرا.

فى مارس الماضى، وجد علماء من البنك المركزى الأوروبى ومعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يضيف 1.2 درجة مئوية لمعدل التضخم السنوى بحلول عام 2035. وقد بدات الآثار تتشكل بالفعل، فقد دمر الجفاف فى أوروبا محصول الزيتون، وتسببت الأمطار الشديدة والحرارة القاسية فى غرب أفريقيا فى تعفن نبات الكاكاو. كما أن حرائق الغابات والفيضانات والكوارث المناخية الأكثر تكرارا ترفع تكاليف التأمين أيضا.

وفى ظل الفوضى الكوكبية الناجمة عن انبعاثات الغازات الدفيئة التى يتسبب فيها الإنسان، يتوقع الباحثون مزيد من التأثيرات الاقتصادية، مما يؤدى إلى زيادات مؤقتة فى الأسعار، وارتفاع مخاطر التضخم على المدى الطويل، وتصبح الزيادات أكثر تكرارا.

وتوضح الصحيفة أن ارتفاع درجات الحرارة سيخلق ظروفا لا يمكن تحملها للمحاصيل والعمال، كما أن العواصف الشديدة والجفاف لفترات طويلة سيعيق سلاسل الإمداد ويحدث اضطراب فى تدفق التجارة. وتزيد المخاطر المتصاعدة وحالة عدم اليقين من صعوبة تأمين كل شىء بدءا من المنزل وحتى مشروع تجارى جديد.

ويقول ماكس كوتز، خبير اقتصاد المناخ فى معهد بوتسدام والمؤلف الرئيسى لدراسة مارس، إن هذه آثار كبيرة حقا، وسيزداد الأمر سوءاً، مضيفا أن الطريقة الأكثر وضوحا التى يمكن الحد بها من ذلك هى محاولة الحد من تغير المناخ نفسه.

ويقول الخبراء إنه حتى الآن من الصعب التحديد الدقيق لآثار تغير المناخ خارج عدد معين من السلع.  فهناك الكثير من العوامل الأخرى التى ترفع الأسعار فى الوقت الحالى، بما فى ذلك الحروب وسلاسل الإمداد. لكن لا يوجد كثير من الشك بين خبراء الاقتصاد بأن العالم الأكثر سخونة سيصبح أكثر تكلفة.

فيما يتعلق بالبقالة، سجلت أسعار زيت الزيتون رقما قياسيا غير مسبوق، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولى. ويقول الخبراء أن هذا المؤشر مرتبط ارتباطا وثيقا بأمر آخر غير مرحب به، وهو أن 2023 كان ثانى أكثر الأعوام حرارة فى أوروبا على الإطلاق.

فى بداية عام 2023، تداخلت ظروف الشتاء الدافئ مع قدرة الأشجار على إنتاج الفاكهة. وعندما وصلت درجات الحرارة  فى الصيف إلى 110 درجة فهرنهايت، 43.3 درجة مئوية، سقطت حبات الزيتون القليلة التى نمت فى الكرمة قبل أن تنضج. واستنزف الهواء الحار الرطوبة من النباتات والتربة، مما أدى إلى إغراق جزء كبير من القارة فى الجفاف، وتسبب فى ذبول النباتات وموتها.

وتظهر الدراسات أن درجات الحرارة المرتفعة هذه، والتى كان من الممكن ان تكون مستحلة تقريبا لولا تغير المناخ الذى سببه البشر، قد ساعدت على خفض إنتاج زيت الزيتون حوالى النصف عن المستويات المعتادة، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية. ولأن الاتحاد الأوروبى ينتج أكثر من 60% من زيت الزيتون فى العالم، فإن هذا النقص أصبح محسوسا فى متاجر البقالة فى جميع أنحاء الكوكب.

ويقول كوتز، إنه من بين كل البضائع التى يمكن أن تتأثر بارتفاع أسعار سببه المناخ، فإن الغذاء الأكثر تضررا. فالنباتات تفقد المزيد من الماء عبر أوراقها، وتتوقف عن تكوين الزهور والفاكهة، وفى النهاية تصبح غير قادرة على القيام بعملية التمثيل الضوئى. وتتأثر المحاصيل والماشية ومصايد الأسماك بشدة بالتغييرات فى بيئتها، كما أن الكائنات البحرية تموت حرا فى موجات الحرارة المرتفعة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة