دعا المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة يوم الجمعة المقبل 28 يونيو، إلى تجنب التصريحات التي تفرح العدو.
جاءت هذه التصريحات خلال لقاء جمعه برئيس وأعضاء كبار في السلطة القضائية الإيرانية، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وقال خامنئي: "نصيحتي هي أن المناقشات التي يجريها المرشحون على التلفزيون أو التصريحات التي يدلون بها في مجموعاتهم أو بشكل فردي، يجب ألا تدفع مرشحًا إلى قول شيء يُسعد عدونا للتغلب على منافسه."
وأضاف بوضوح للمرشحين الستة للانتخابات الرئاسية المقبلة أن "الكلمات المعادية غير مسموح بها"، و"يجب ألا تُسعد التصريحات العدو للبلاد، العدو للأمة، العدو للنظام".
وحتى الآن، تم عقد 3 جولات من المناظرات بين المرشحين الستة، وتم بث برامجهم الفردية مع الخبراء وبعض أفراد عائلاتهم على التلفزيون الإيراني، وقد تعرضت معظم هذه البرامج للنقد.
وجاءت أبرز وعود المرشحين، بين القضاء على الفقر المتفشي فى إيران، وإقرار العدالة الاجتماعية فى توزيع الدعم، والسعي لرفع العقوبات التى أضرت كثيرا بالبلاد، واحداث انعاش اقتصادى والوصول بحجم استثمارات 8%، وحل قضية العنف ضد المرأة لاسيما فى فرض الحجاب.
من جانبه أكد كل من المرشحين المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، والنائب الإصلاحي والوزير الأسبق مسعود بزشكيان، ووزير الداخلية السابق مصطفى بور محمدي، إعطاء الأولوية لرفع العقوبات. بينما قلل المرشحون المحافظون الآخرون من أهمية تأثير العقوبات على الاقتصاد الوطني، مؤكدين أن ثروات البلاد وطاقاتها أكبر من أن تتأثر بالعقوبات الغربية.
أما بشأن المصادقة على قوانين مجموعة العمل المالي FATF المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، فقد تباين موقف المرشحين بين بزشكيان وبور محمدي اللذين وعدا بالعمل على إزاحة عقبة هذه القوانين، وبين المحافظين قاليباف وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي الذين عارضوا التوجه الأول.
كما اختلف المرشحون الستة، بشأن المفاوضات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، حيث يؤكد قاليباف أنه يؤمن بالتفاوض مع القوى الغربية، بينما يعد كل من بزشكيان وبور محمدي بالعمل على تعزيز علاقة بلادهما مع كل دول العالم ما عدا إسرائيل.
المناظرات الثلاث الماضية أيضا كشفت عن واقع اقتصادى متدهور داخل المجتمع الإيرانى، أدى لانتشار كبير للفقر، حيث أكد المرشحون على ما اصطلح عليه داخل إيران وهو "انكماش موائد الإيرانيين"، ويواجه الإيرانيون البالغ عددهم نحو 85 مليون نسمة تضخماً مرتفعاً للغاية يصل إلى 40%، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاضاً قياسياً في قيمة الريال مقابل الدولار، وتشيد الحكومة بنسبة النمو الجيدة التي بلغت 5.7% خلال 12 شهراً المنتهية في مارس الماضي، وتتوقع تسجيل 8% لهذا العام بفضل زيادة صادرات المحروقات.
كما رفض المرشح الإصلاحي العنف ضد المرأة وإجبارها على ارتداء الحجاب، و هاجم ممارسة العنف ضد النساء الإيرانيات لإجبارهن على الحجاب. قائلا "هل يجب التصدي لكل امرأة لاتريد ارتداء الشادور؟! .. لايمكن أن نجعل النساء يرتدين الحجاب والشادور بالعنف.. لا يمكن تغيير سلوك النساء بالعنف وبوضع القوانين. وأكد بزشكيان: أنا أخجل من بعض التصرفات مع النساء.. يجب تغيير نظرتنا حيال النساء.. أن نتصور أنهن في المرتبة الثانية وخُلقن من أجل العائلة.. فهذا تصور خاطئ.
وبالنسبة للانترنت، فقد هاجم 3 مرشحين سياسة الحجب المفروضة على الإنترنت داخل إيران، والسرعات الضعيفة. وقال المرشح المحافظ ووزير الداخلية السابق، مصطفى بورمحمدي: "كان الحجب على الإنترنت قراراً صحيحاً ومبرراً في وقت ما، لكن استمراره مقلق.. لقد أفرغت مافيا الـ VPN (برامج كسر الحجب) جيوب المواطنين وأبطأت سرعة الإنترنت"، ودعا بورمحمدى لإنشاء تطبيقات محلية للمراسلة.
كما قال على باقر قاليباف، المرشح الأصولى: "أعارض فرض سياسة الحجب على الإنترنت، لأن ذلك تسبب فى الفساد.. الفضاء الافتراضي فرصة لنا.. الآن بسرعة الإنترنت البطىء فى البلاد، وممارسة الحجب، بدلًا من حماية أبنائنا، قمنا بزيادة المخاطر، لقد رأينا أضرارًا مالية وأضرارًا معنوية".
وطالب بالمساواة فى التعليم من المدرسة ورياض الأطفال.. وأكد: "المواجهات الحالية مع النساء لا يمكن أن تحل المشكلات".
وبخلاف الوعود أظهرت جولات المناظرات انقسام كبير فى المعسكر المحافظ، بين المرشحين الـ 5 الذين ينتمون للمعسكر المحافظ بما فيه التيار الأصولى، وهم : سعيد جليلى المفاوض النووى السابق (محافظ متشدد)، محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإسلامي (أصولي تقليدي)، على رضا زاكانى عمدة طهران (محافظ متشدد)، مصطفى بور محمدى (محافظ)، وأمير حسين قاضى زاده هاشمي رئيس مؤسسة الشهيد (أصولى).
فيما أجرت مؤسسة استطلاع رأي التابعة لمركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني، استطلاعا توقع ان تتجاوز نسبة مشاركة الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية 45%، ووفقا لوسائل اعلام إيرانية، فإن 45.5% قالوا انهم سيدلوا بصوتهم في هذا الاستحقاق، و 31.8% كانوا مترددين في التصويت، و 21.4% اكدوا عدم مشاركتهم في الانتخابات.
ووفقا لاستطلاع الرأي، فإن 20.7% ممن سيشاركون في الانتخابات سيصوتوا للمرشح الاصولي محمد باقر قاليباف، و18.9% لمسعود بزشكيان المرشح الاصلاحي، و18.2% للمرشح المتشدد سعيد جليلي.
ويترقب الايرانييون الجولة الرابعة من المناظرة الرئاسية الليلة، بين المرشحين الست والتى ستبدأ فى تمام الساعة 7 ونصف بتوقيت مصر، وتتناول موضوع السياسة الخارجية لإيران.