يتعرض تطبيق التواصل الاجتماعى الشهير "تيك توك" لضغوط كبيرة فى الولايات المتحدة، فى ظل مساعى من الكونجرس لحظر التطبيق أو إجبار الشركة الصينية المالكة له على بيعه. ورغم ذلك، فإن هذا التطبيق الذى يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة، لا غنى عنه فى عالم السياسة لمخاطبة تلك الفئة، ويزداد الأمر أهمية بالتأكيد فى عام الانتخابات الرئاسية.
فبعد موقف سابق معادى للتطبيق أثناء توليه الرئاسة، ومحاولته حظر تيك توك لأسباب تتعلق بالأمن القومى انضم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، مؤخرا إلى المنصة الشهيرة وتجاوز عدد متابعيه المليونين بعد ساعات فقط من انضمامه. وكان القضاء الأمريكي قد عرقل مساعى ترامب لحظر تيك توك أثناء وجوده فى البيت الأبيض.
وبمجرد انضمامه إلى تيك توك، نشر ترامب مقطعا مصورا على حسابه على تيك توك وحصل على أكثر من 34 مليون مشاهدة. وظهر ترامب في المقطع وهو يحيي الجماهير في مباراة ضمن بطولة في رياضة فنون القتال في نيوارك بولاية نيوجيرسي.
وعلق ستيفن تشيونج، المتحدث باسم حملة ترامب، على هذه الخطوة وقال إن الحملة لن تترك جبهة إلا وستطرقها للتنافس وذلك في إطار جهودها للتواصل مع الناخبين الشبان.
ورجح الخبراء أن الخطوة التي اتخذها ترامب ستساعده في الوصول إلى الناخبين الشبان خلال محاولته الثالثة للفوز بالرئاسة فى منافسه ضد بايدن.
من ناحية أخرى، تملك حملة بايدن الانتخابية حسابا بالفعل على تيك توك ويصل عدد متابعيها إلى 336 ألفا، وذلك على الرغم من توقيع بايدن مشروع قانون من شأنه حظر التطبيق إذا لم تسحب شركة بايت دانس الصينية المالكة للتطبيق استثماراتها منه. ويستخدم نحو 170 مليون أمريكي التطبيق.
وتخوض بايت دانس معركة قضائية ضد قانون أمريكي يلزمها ببيع تيك توك بحلول يناير أو مواجهة الحظر. وحظى مشروع القانون بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومرره مجلس النواب بأغلبية 360-58 ومجلس الشيوخ بـ79-18. وسيحظر التطبيق إذا لم تقوم شركة بايت دانس المالكة له ببيعه بحلول 19 يناير 2025، وهو الموعد النهائي الذي يمكن للرئيس تمديده لمدة 90 يومًا.
بدورها، تعهدت الشركة الصينية بعدم بيع عملياتها في الولايات المتحدة ورفعت هذا الأسبوع دعوى قضائية اتحادية تهدف إلى وقف التشريع.
ويقول البيت الأبيض إنه يريد إنهاء ملكية الشركة للمنصة لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وتقول منصة تيك توك إنها لن تشارك بيانات المستخدمين الأمريكيين مع الحكومة الصينية وإنها تتخذ إجراءات قوية لحماية خصوصية مستخدميها.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد قالت فى تقرير لها فى مايو الماضى إن هذا التشريع الأمريكي يمكن أن يضر بمصلحة بايدن في مساعيه للفوز بولاية رئاسية ثانية.
وأظهر استطلاع نشرته رويترز أن نصف الأمريكيين يؤيدون حظر التطبيق بينما يعرض 32% الفكرة، بينما يعارض 50% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عام، ومع ذلك، مع انتشار أخبار الحظر المحتمل عبر المنصة، يميل الجزء الأكبر من المنشورات إلى التشكيك في بايدن والديمقراطيين، الذين يعتمد ائتلافهم الانتخابي بشكل على الناخبين الشباب.
كما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد هارفارد للسياسة مؤخرًا للأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا أن بايدن يتقدم بأكثر من 20 نقطة على ترامب لكن أقل من النصف يعتزم فعلا التصويت هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي تودد إلى شخصيات معروفة على تيك توك، ودعاهم إلى البيت الأبيض وجمع التبرعات لحملته التي انضمت إلى التطبيق في وقت سابق من هذا العام للوصول إلى الناخبين الشباب، لكن متابعيها لا يزالون قليلين، وغالبًا ما تمتلئ الردود على منشوراتها بردود فعل غاضبة.
