ما بين المحبين لا يمكن وصفه بدقة، ولا تقديمة في دراسة عملية واحدة، لكن الباحثين وعلماء النفس يحاولون دائما، ومن ذلك ما قاله كتاب تاب " لماذا نحب؟ طبيعة الحب وكيمياؤه" لـ هيلين فيشر الذي يشير إلى الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.
الاهتمام المُركَّز
الشخص المأسور بالحب يُركِّز تقريبًا كلَّ اهتمامه على المحبوب، حتى ولو أوقع الضرر بكل شيء وكل شخص حوله، بما في ذلك العمل، الأسرة، والأصدقاء.
أورتيجا واي جاسيت، الفيلسوف الإسباني، أسمَى هذه الحال: "الحالة الفائقة من اليقظة والتركيز، تلك التي تحدث في الإنسان العادي"، هذا التركيز الموجَّه لبؤرة بعينها هو إحدى سمات الحب الرومانتيكي.
الرجال والنساء المفتتنون أيضًا يركزون على الأحداث كافة، والأغنيات، والخطابات، وكل الأشياء الصغيرة الأخرى التي تشاركوا فيها مع أحبَّتِهم، اللحظة التي توقَّف فيها في الحديقة ليُريَها بُرعمَ الربيع؛ المساء الذي قذفَت فيه إليه بحبَّات الليمون وهو يُعِدُّ العصائر: "إلى حبيبي مالك مشاعري"، كل تلك اللحظات العفوية العارضة تتنفس.
73 ٪ من الرجال و85٪ من النساء يتذكَّرون تلك الأمور الصغيرة التي فعلها عشَّاقُهم أو قالوها، و83٪ من الرجال و90٪ من النساء يستدعون تلك الحكايات الثمينة في عيون أذهانهم وهم يتذكرون أعزَّتَهم.
بلايين من العشاق الآخرين يشعرون بدفقة من العاطفة الماسَّة حين يتذكرون اللحظات التي قضَوها مع عشَّاقهم، مثال آسيوي مؤثر من هذا يأتينا في قصيدة صينية من القرن التاسع؛ "حصيرة البامبو" ﻟ يوان تشين، تعذَّب تشين قائلًا: "لا أقدر أن أتحمَّل/ أن أُعيدَها إلى مكانها/حصيرة النوم البامبو: تلك الليلة التي أحضرتُكَ فيها إلى البيت/ شاهدتك وأنت تبرمينها".
بالنسبة إلى تشين، أصبح شيئًا عاديًّا يُستعمل يوميًّا، حاملًا طاقة أيقونية سحرية.
حكاية لانسيلوت، التي كتبَتها كريستين دي ترويز في القرن الثاني عشر، تُصوِّر الملمح نفسه من العشق الرومانسي. في هذه الملحمة، يجد لانسيلوت مشطَ الملكة جنيفر واقعًا في الطريق بعدما مرَّ موكبُها وحاشيتُها. عَلِقَت بأسنانه بعضُ شعراتها الذهبية. كتبت دي ترويز: "راح العاشق يتعبَّد الشعيرات، يلمسها مئاتِ الآلاف من المرات بعينَيه وشفتَيه وجبهته، ووجنتَيه."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة