فى مؤتمر المطورين العالمى (WWDC) 2024 الأخير، كشفت أبل عن مجموعة من الميزات المستندة إلى الذكاء الاصطناعى لأجهزتها، بما فى ذلك أداة التنظيف الجديدة لتطبيق الصور، وتتيح هذه الأداة للمستخدمين إزالة الأشياء أو الأشخاص غير المرغوب فيهم من صورهم بمجرد تمييزهم، ومن المثير للاهتمام أن أداة أبل Clean Up الخاصة بالذكاء الاصطناعى تشبه بشكل لافت للنظر تلك المتوفرة بالفعل على الهواتف المنافسة، مثل "Magic Eraser" من جوجل.
أبل ليست أول من يقدم أداة لتحرير الصور مشابهة لتلك التى تقدمها جوجل، قامت Samsung وحتى OnePlus مؤخرًا بطرح أدوات AI Eraser لمستخدميها، بينما نرى شركات تصنيع الهواتف المحمولة هذه تزود هواتفها بقدرات الذكاء الاصطناعى، ما هى المشكلة الكبيرة فى محايات الذكاء الاصطناعى هذه؟
بدأ هذا الاتجاه باستخدام أداة Magic Eraser من جوجل، وهى أداة لتحرير الصور ضمن صور جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعى لإزالة عناصر التشتيت من الصور تلقائيًا، تم إطلاق الأداة مع هاتف Pixel 6، وكانت فى البداية حصرية لهواتف Pixel، ثم أصبحت متاحة من خلال اشتراك جوجل One المدفوع.
كما قامت جوجل مؤخرًا بتوسيع نطاق توفر Magic Eraser، مما جعله مجانيًا لمزيد من مستخدمى Android، إنها ميزة سهلة الاستخدام لتحرير الصور وتتطلب بضع نقرات فقط أو دائرة بسيطة حول العنصر غير المرغوب فيه حتى يتمكن الذكاء الاصطناعى من القيام بالمهمة الثقيلة، سواء أكان ذلك مفخخًا ضوئيًا مزعجًا أو عمود هاتف ضالًا، يبدو أن أدوات الذكاء الاصطناعى هذه يمكنها مسحها وملء المساحة الفارغة بسلاسة،
وبعد جوجل، تابعت سامسونج أيضًا إطلاق سلسلة Galaxy S24 فى وقت سابق من هذا العام، والتى تتميز بالعديد من إمكانيات الذكاء الاصطناعى، تستخدم أداة سامسونج، المسماة Geneative Edit، الذكاء الاصطناعى لحذف أو نقل الكائنات داخل الصور، مما يضمن ملء الخلفية بشكل طبيعى، فى الشهر الماضى، انضمت OnePlus أيضًا إلى ثورة الذكاء الاصطناعى من خلال أداة AI Eraser، وفى الآونة الأخيرة، طرحت شركة أبل أداة التنظيف الخاصة بها، والتى تحاكى وظيفة Magic Eraser من جوجل، يفتح المستخدمون تطبيق الصور، ويحددون صورة، ويضعون دائرة أو يسلطون الضوء على الكائن أو الشخص غير المرغوب فيه، تقوم الأداة بعد ذلك بإزالة العنصر المميز، مما يجعل التعديل غير ملحوظ تقريبًا.
فى حين أن أداة Magic Eraser هى ميزة رائعة لتنظيف الصور، فإن السؤال هو، لماذا تحرص شركات الهاتف على تقديم هذه الميزة؟
من المحتمل أن يكون هناك عدة أسباب، أصبح الذكاء الاصطناعى التوليدى، وهو التكنولوجيا التى تقف وراء هذه الأدوات، ذو شعبية متزايدة، ويتوق المستخدمون إلى وضع أيديهم على الهواتف الذكية المزودة بأدوات الذكاء الاصطناعى، توفر أداة تحرير الصور مثل هذه طريقة سريعة لتحرير الصور دون الاعتماد على برامج ثقيلة مثل Photoshop.
بالنسبة للشركات، فإن دمج أدوات ممحاة الذكاء الاصطناعى يخدم أغراضًا متعددة، أولًا، كما ذكرت، فهو يعزز تجربة المستخدم، مما يجعل أجهزتهم أكثر جاذبية وتنافسية، فى سوق أصبحت فيه جودة الكاميرا من أهم نقاط البيع، يمكن أن تكون إمكانات تحرير الصور المتقدمة عاملًا حاسمًا بالنسبة للمستهلكين، ثانيًا، تعد هذه الأدوات بمثابة خطوة نحو مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعى، حتى أداة التحرير البسيطة تمنح المستخدمين ضمانًا بأن شركتهم تدخل أيضًا فى تحول الذكاء الاصطناعى، وتعرض براعة الذكاء الاصطناعى للشركات وتعزز سمعتها كقادة فى مجال الابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تهدف هذه الميزات إلى تشجيع المستخدمين على التفاعل بشكل أعمق مع أنظمتهم البيئية، مما قد يؤدى إلى زيادة الاشتراكات والمزيد من عمليات الشراء، على سبيل المثال، يتم الآن تقديم Magic Eraser من جوجل، والذى كان مرتبطًا فى البداية باشتراك جوجل One، مجانًا لمجموعة واسعة من مستخدمى Android، وهذا لا يعزز مشاركة المستخدم فحسب، بل يضع جوجل أيضًا كعلامة تجارية أكثر شمولًا وسهولة فى الاستخدام.
على الرغم من أن تقنية تحرير الصور هذه لا تزال قيد التطوير، إلا أنها علامة وأضحة على الاتجاه الذى يتجه إليه مستقبل التصوير الفوتوغرافى بالهواتف الذكية، مع انضمام شركة أبل إلى الطاولة، ستصبح المنافسة أكثر شراسة، مما سيفيد المستخدمين فى النهاية من خلال أدوات تحرير أكثر قوة وسهلة الاستخدام متاحة بسهولة على هواتفهم الذكية.