يستمر الدعم الأوروبى لقطاع غزة وإدانة المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينين، حيث يرى المسؤولون الأوروبيون أن قطاع غزة يمر بدائرة مستمرة من المعاناة بعد أكثر الأيام دموية منذ حرب إسرائيل ضد الفلسطنيين.
واستنكر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى، جوزيبى بوريل، الهجوم الذى شنه النظام الإسرائيلى، الذى أدى إلى مقتل 40 شخصا كانوا فى مخيم الشاطئ للاجئين فى القطاع، وهو الوضع أيضا الذى أدانه المجتمع الدولى على نطاق واسع، كما دعا بوريل إلى إجراء تحقيق فى القصف الدامى الذى ألحق ضرر بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى غزة.
وكتب بوريل، على منصةX يدين الاتحاد الأوروبى القصف الذى ألحق أضراراً بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى غزة، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات. ثمة حاجة إلى تحقيق مستقل، وينبغى محاسبة المسؤولين عنه".
وقال بوريل إن وصول المساعدات الإنسانية وإيصالها لتخفيف معاناة الفلسطينيين لا يزال يفشل، وشكك فى عدم الاحترام الصارخ لقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة بشأن احترام القانون الدولى، مضيفا، "نحث مرة أخرى جميع الأطراف على إنهاء دائرة المعاناة والدمار هذه".
نقل أطفال غزة وعلاجهم فى دول الاتحاد الأوروبى
وتواصل إسبانيا، دعمها لغزة، وبجانب قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية والانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، فقد اقترحت وزيرة الصحة الإسبانية، مونيكا جارثيا، أن تقوم الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بالتنسيق لجلب وعلاج أطفال غزة المرضى أو المتأثرين بالحرب، حسبما قالت صحيفة الباييس الإسبانية.
وقالت جارثيا لدى وصولها إلى لوكسمبروج "يتعين على جميع البلدان أن تتولى مسؤولية هذا الوضع لأن لدينا القدرة، ولدينا مركز للاستجابة للطوارئ، ومن إسبانيا نريد تعزيز آلية التنسيق بأكملها حتى يتمكن الأطفال من القدوم إلى أوروبا".
وأضافت الوزيرة أن إسبانيا "تضع بالفعل آلية" لإحضار "الفتيان والفتيات المصابين بالسرطان والأضرار الناجمة عن الوضع فى غزة" إلى مستشفياتها، وستسعى للحصول على موافقة الدول الأعضاء الآخرين لوضع آلية لاستقبال هؤلاء الأطفال الذين يعانون من الأمراض الناجمة عن الحرب.
وقالت جارثيا فيما يتعلق بنقطة مناقشة دون التصويت على جدول أعمال الاجتماع الوزارى "هناك بعض الدول الأعضاء التى أبلغتنا بأنها ستنضم ونأمل أن تنضم المزيد من الدول شيئا فشيئا".
وشددت الوزيرة الإسبانية على ضرورة "التنسيق للتمكن من جلب هؤلاء الأطفال ومنحهم الحماية وتنسيق كافة آليات علاجهم"، لمنحهم الرعاية الصحية، وأصرت على أن "لدينا قائمة بالأولاد والبنات الذين لديهم احتياجات طبية لا يتم تغطيتها ونعتقد أنه يتعين علينا أن نتحمل المسؤولية من أوروبا".
وفى نهاية شهر مايو الماضى، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن إسبانيا ستستقبل خلال الأسابيع المقبلة حوالى 30 طفلاً من غزة يعانون من السرطان والصدمات النفسية الشديدة حتى يتمكنوا من تلقى العلاج الآمن.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، قال فى وقت سابق، إنه من الأهمية بمكان أن يمارس المجتمع الدولى "المزيد من الضغوط" على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب فى غزة "بشكل نهائي"، وأضاف أن جنوب أوروبا انضمت إلى القضية التى تروج لها حكومة جنوب إفريقيا لمقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وفى يناير أمرت المحكمة إسرائيل باتخاذ خطوات لمنع وقوع أى أعمال إبادة جماعية فى غزة.
كما قال وزير الخارجية اليونانى، جورج جيرابيتريتيس، إنه يجب على أوروبا استضافة الأطفال المصابين والذين يعانون من صدمات نفسية بسبب الحرب فى قطاع غزة طالما استمر الصراع.
مساعدات أوروبية لفلسطين
وقدمت بعض الدول الأوروبية، على رأسها إيطاليا وإسبانيا، مساعدات للفلسطينين، وقدمت إسبانيا مساعدات إضافية، حيث أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عن تخصيص 60 مليون يورو لدعم فلسطين خلال عام 2024، وقال أن انضمام إسبانيا لدعوة جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لارتكابها جرائم حرب فى قطاع غزة، يأتى اعترافًا بضرورة سيادة القانون.
كما قدمت إيطاليا أيضا مساعدات لفلسطين، وقال وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى أن خمسة ملايين يورو تم تخصيصها لمشاريع الأونروا والباقى لمبادرة "الغذاء من أجل غزة".
وأضاف تاجانى أن إيطاليا ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة فى إطار حزمة مساعدات بقيمة 35 مليون يورو.
وفى الأسابيع الأخيرة، استأنفت عدة دول تمويل الوكالة، وقالت ألمانيا الشهر الماضى إنها ستستأنف التعاون مع الأونروا فى أعقاب تقرير قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا حول إجراءات الأونروا لضمان الالتزام بمبادئ الحياد.
مظاهرات أوروبية تندد بالإبادة الجماعية ضد الفلسطنيين
وشهدت دول أوروبية مظاهرات جديدة لدعم غزة، حيث تظاهر المئات فى شوارع وسط مدينة أوفييدو للمطالبة بوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة وفرض عقوبات على دولة إسرائيل،
وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرات التى دعت إليها منصة أستورياس للتضامن مع فلسطين، بين محطة القطار وساحة الكاتدرائية، ورددوا هتافات "أين العقوبات ضد إسرائيل" و"إنها ليست حرب بل إنها إبادة جماعية"، و"إسرائيل دولة صهوينية ودولة إرهابية، ورفع مشاركون علما فلسطينيا كبيرا طوال المظاهرة.
وشدد على ضرورة "مواصلة النزول إلى الشوارع" حتى يتم إعلان وقف إطلاق النار واحترام حقوق الإنسان لجميع الفلسطينيين.
كما شهدت بعض المدن الأوروبية مظاهرات لدعم غزة أيضا، وخرج الآلاف فى تظاهرات تم تنظيمها فى العاصمة الألمانية برلين، والعاصمة النمساوية فيينا، ومدينة ميلانو الإيطالية، ومالمو السويدية، ومانشستر البريطانية، وآرهوس الدنماركية، دعما للشعب الفلسطينى، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ورفع المشاركون فى التظاهرات الأعلام الفلسطينية، واللافتات المنددة بالجرائم التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق شعب فلسطين.
ودعا المشاركون إلى وقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره ضد الشعب الفلسطينى، خاصة الأطفال، ونددوا بالإبادة الجماعية فى قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة