لم يعد دافئا ممطرا شتاء جافا حارا صيفا.. خبراء بيئة: الطاقة الجديدة والمتجددة الحل لمواجهة تغيرات المناخ.. ومحطات الكهرباء تأثرت بالاحتباس الحرارى ويجب التخفيف.. ومنخفض الهند الموسمى سبب الـ40 درجة

الأربعاء، 26 يونيو 2024 08:00 ص
لم يعد دافئا ممطرا شتاء جافا حارا صيفا.. خبراء بيئة: الطاقة الجديدة والمتجددة الحل لمواجهة تغيرات المناخ.. ومحطات الكهرباء تأثرت بالاحتباس الحرارى ويجب التخفيف.. ومنخفض الهند الموسمى سبب الـ40 درجة المهندس شريف عبد الرحيم رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

شهدت مصر والعديد من الدول العربية موجة شديدة من الحر على مدار الأيام الماضية، وأحدثت جدلا واسعا على مواقع السوشيال ميديا، بين تناول علمى وآخر غير مبرر، بالتوازى مع انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، خلال هذا التقرير نرصد تفاصيل ما يحدث، وماهى العلاقة بين التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وأسباب تخفيف الأحمال، وكيف يصبح المواطن شريكا فى المسؤلية لمواجهة الأزمة العالمية للتغير المناخى.

 

فى البداية قال المهندس شريف عبد الرحيم، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، إن العلاقة بين التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء هى علاقة متشابكة لها أثار سيئة، حيث أن التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة ظاهرة عالمية، تحتاج تدخل من كل دول العالم، وليس دولة بعينها، وتأثيرها يظهر فى العالم أجمع، وهذا هو الغرض الرئيسى لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، وتعد ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة والموجات الحرارية التى تتعرض لها مصر ودول آخرى هى واحدة من آثار التغيرات المناخية".

 

وأوضح المهندس شريف عبد الرحيم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المحطات التى تضخ الكهرباء، شأنها شأن كل المبانى الأخرى، وهو شيء طبيعى، ومايزيد أيضا الأمر سوء أيضا هو أحمال التشغيل لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، بتشغيل التكيفيات والمراوح لتخيف الشعور بدرجة الحرارة المرتفعة، وهو ما يزيد الحمل على الشبكات، والمحطات التى عليها أصل حمل درجة الحرارة العالية، وحين يتم تشغيل التكيفيات، يكون الجو داخل المبنى جيد، لكن فى نفس اللحظة، جهاز التكييف نفسه هو خارج المبنى ويتأثر بدرجة الحرارة الخارجية المرتفعة، فينجم عنه حرارة أيضا.

 

وأضاف المهندس عبد الرحيم، أنه يلجأ الناس للتغلب على ارتفاع درجة الحرارة بالتكيفيات، للتخفيف من الإحساس بها، وهذا حق أصيل لهم، لكن لابد أن يعرفوا أن درجة حرارة الجهاز تزيد أيضا لارتفاع درجة حرارة الجو، وهو ما يؤثر فى العمر الافتراضى للجهاز بسبب تشغيله، وتظهر عقب عملية انقطاع الكهرباء وعودتها، التى قد تؤدى إلى عطل الجهاز، والأصل هنا ليس انقطاع الكهرباء وإنما تشغيل الجهاز بشكل دائم دون توقف.

 

وأشار رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بـ وزارة البيئة، إلى هناك حلول لها فيما يخص تحسين كفاءة الطاقة خاص بالتكنولوجية المستخدمة، وترشيد استخدام الطاقة، حيث أن ترشيد استخدام الطاقة هو سلوك فى المقام الأول، سواء منذ اختيار نوع الجهاز وطريقة تشغيله ومدة استخدامه، واختيار الأفضل بيئيا، والصيانة الدورية لهذه الأجهزة، فمثلا: "لو تم تشغيل لمبه ليد موفرة للطاقة هذا سلوم جديد، لكن لو شغلتها بشكل دائم هذا غير جيد"، السلوك البشرى فى تحسين كفاءة الطاقة وترشيد الاستخدام.

 

وشدد رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، أن الاتجاه للطاقة النظيفة والطاقة الجديدة، حل لا بديل عنه، وهو النقطة الأساسية التى تراعيها خطة الدولة فى مشروعات الطاقة الجيدة والمتجددة لمصر، مؤكدا أن القضية هنا عالمية، درجة حرارة مرتفعة جدا، ومعرفة الفرق الطقس والمناخ يؤثر على درجة حرارة الطقس، ففى السابق كنا نقول: "مناخ مصر حار جاف صيف دفئ ممطر شتاء، وهذا غير حقيقى الآن الصح أنه شديد الحرارة صيفا وغير محدد، وتتفاوت درجة الحرارة حاليا بسبب تغير المناخ فى كل منطقة، ويفرق فيها المناخ عن غيرها من المناطق الأخرى، لكن يظل ارتفاع درجات الحرارة أحد أهم ظواهر التغيرات المناخية فى العالم كله وليس مصر فقط.

 

وأخير نوه رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، أن الآثار للتغيرات المناخية متشابهة فى العالم كله، لكن تختلف مع اختلاف الهشاشة من منطقة لأخرى، ودرجة استيعاب الأشخاص المعرضين لهذه الآثار، ودرجة التعرض لدرجة الحرارة مختلفة من شخص لآخر سواء مسن أو طفل أو سيدة، ودرجة التعرض لدرجة الحرارة والقدرة الشخصية للتكيف تختلف من شخص لآخر.

 

الطاقة الشمسية الحل الأمثل

فيما اكد أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب الدكتور مجدى علام، أن سبب ما يحدث حاليا من ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل الملموس، مؤكدًا أن هناك انحراف واحد على مليون من الثانية فى دوران الأرض حول الشمس، وهو يعتبر انحراف دقيق جدا غير مرأى ولا محسوس بالعين المجردة، وإنما تلتقطه أجهزة عالية الحساسية، وأقمار صناعية، ولا يمكن حساب الحركة السريعة من النجم حول الكواكب، لكننا نتأثر تأثر كبير بهذا الانحراف، ويمكننا التنبوء بالأمر لمدة قد تصل لـ30 يوما على حد أقصى، لكن التنبوء الصحيح والتوقع الأكثر واقعية وصحة ودقيق هو تنبوء من 10 إلى 15 يوما.


وأشار علام، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه يعد ظاهرة كونية، حيث أن الكرة الأرضية عبارة عن إحدى الأراضى التى تربط بالشمس، وأن الأصل فى الموضوع هو أن العالم عبارة عن النجم الشمسى، تأتى خلفها طبقات تدور حولها مجموعة من الكواكب حوالى 12 كوكبا حجريا، التى ذكرها القرآن "أرضينا والسموات السبع"، وهو ما يتفق علميا مع ما أكده العلماء، أن هناك سبع سموات، وهناك سبع أراضى، حيث أن الطبقات الجيولوجية فى الأرض تعد الطبقة السابعة فيها هى نقطة الغليان التى تضم المعادن بأنوعها، مؤكدا أن العالم صنع الأقمار الصناعية من أجزاء فى طبقة الكره الأرضية التى خلقها الله تسمى الكترومغنتك، 7 طبقات أرضية تغطى سبع سموات.

 

وأوضح علام، أن التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة تؤثر بشكل مباشر على انقطاع الكهرباء، رغم أن الكهرباء شبكة طاقة منقولة عبر الأسلاك، حيث أن الوقود يشغل الموتورات الذى يولد كهرباء، ومع وجود خزانات بترول أو غيرها من الوقود، والطاقة شمسية أحد أهم وجوه الطاقة الجديدة والمتجددة وهى الحل الأساسى لمواجهة التغيرات المناخية ولا يمكن معها أن تنقطع الكهرباء.

 

وأضاف علام، أن ما نراه بالطرق الرئيسية من أعمدة تعمل بالطاقة الشمسية، تجمع طاقتها بالنهار من الشمس وتنير ليلا ولا فرصة لانقطاع الكهرباء عنها، فما أحدث التغيرات المناخية منذ الثورة الصناعية، وما حدث من تلوث على مدار الـ500 سنة الماضية، بدأ من الفحم واختراعه، وانتهائا بالبترول واستخدامه، ما حدث فيها من حرق لكل أنواع الوقود المتاحة وقطع تلث أشجار العالم المتاحة، الأمر الذى تسبب فى فقد البشرية والكرة الأرضية تلت المساحة الخضراء، وهى أول وأهم سبب فى تغير المناخ، حيث أن المساحات الخضراء تعتبر رئة الكرة الأرضية والغلاف الجوى، الذى لو تلوث زاد من نسبة الانتشار للأمراض والأمن الغذائى، مؤكدا أن النظام المناخى شديد التعقيد، ومن المستحيل التحكم فى هذا النظام، وأحيانًا تحدث بعض الظواهر المناخية العنيفة التى لا نتوقعها.

 

ونوه علام، إلى أنه لو اتفق العالم أن هناك مثلث بدونه الحياة البشرية لا تتحرك، وهذا المثلث يضم الهواء والمياه والطاقة، وما حدث من تلويثها يجعل الإنسان يتحمل نتائج أفعاله من أمراض، والضلع الثالث هو الطاقة، والتى لا يمكن بدونها أن تستمر أى دولة، حيث أن استخراج الفحم كان أول لحظة للثورة الصناعية، بترول إنجلترا هو سبب نجاحها، مشددا إذا لم يتحول العالم للطاقة الجديدة والمتجددة خلال الفترة الحالية والمقبلة، ستتعرض البشرية لأزمات كبرى، وندعو الله أنه بحلول 2050 لا نتجاوز 1,1 درجة، وأن زادت سيحدث جفاف تتنتشر أنواع كبيرة من الفيروسات وتعود الأمراض بشراسة ورأينا منها كورونا، والتغيرات المناخية تؤثر على خريطة الأمراض.

 

وفى النهاية أكد علام، أن الحل الوحيد لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وارتفاع درجة الحرارة، هو تطبيق الاقتصاد الأخضر، ونحن أول دولة فى المنطقة تنتج هيدروجين أخضر وأزرق وتصدره، حيث أن الاقتصاد الأزرق هو الخطوة الأولى لتحقيق الاقتصاد الأخضر، حيث تم فصل الأكسجين عن الهيدروجين، وتم أخذ الأكسجين لأنابيب الأكسجين للمستشفيات واللحام، وتم أخذ الهيدوجين عملنا منه هيدروجين أخضر كطاقة جديدة ومتجدة نظيفة، يطلقون عليها اسم الهيدروجين الأخضر، لكنه فى الحقيقة هى الهيدروجين الأزرق، لأنها تأتى من المياه الزرقاء، وأخضر لأنها تمدنا بطاقة خضراء نظيفة، ولكنها ليست زراعة، لإنتاج الطاقة من المياه، حيث يتم فصل الأكسجين عن الهيدروجين، من خلال 4 شركات وقعت مع مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

 

3 أسباب لارتفاع درجة الحرارة فى مصر لـ40 درجة

أستاذ كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، الدكتور عبد المسيح سمعان، أكد أيضا أن العلاقة بين الاحتباس الحرارى وتغيرات المناخ ما يسمى بتغير درجات الحرارة وفكرة تخفيف الأحمال الكهربائية، أن درجات الحرارة الآن فى مصر وبعض الدول تعود لسببين أساسيين، "منخفض الهند الموسمى جاء متقدم عن موعدة فى مصر، والمفترض أن يصل لمصر فى شهر 7 و8، وتقدم فى موعده، وهو ما يفسر سبب ارتفاع درجة الحرارة فى مصر لـ40 درجة خلال شهر 6، 5 والسبب الآخر هو ظاهرة النينو التى ظهرت خلال شهر يونيو 2023 ومن المفترض أن تنتهى فى أبريل 2024، ولكن مازالت موجودة ومستمرة، وبالتالى نكون أمام مشكلتين سبب فى زيادة درجات الحرارة على مستوى مناطق متعددة وبالتحديد فى بعض دول مثل مصر والشام والعراق وغيرها.

 

وأضاف الدكتور سمعان، أن هناك "القباب الحرارية"، والمقصود بها وجود مرتفع جوى عادة لا يسمح للهواء الساخن الخارج من الأرض أن يتمدد للفضاء، لمدة يوم أو يومين، لكن ما يحدث حاليا أنه يستمر لأكثر من أسبوع أو عشرة أيام، وهو ما يفسر لنا لماذا درجات الحرارة تصل إلى 44 درجة وتستمر لفترة، وهو ما يدل أن هناك تغيرا فى المناخ بشكل رئيسى فى درجات الحرارة واتجاهات الرياح والمتساقطات، هو ما يسبب المشكلات.


وبالنسبة لانقطاع الكهرباء، أكد الدكتور سمعان، أنه بالنسبة لمحطات الكهرباء التقليدية وتستخدم الوقود التقليدى، حيث أنها تعمل بالفحم، وتحتاج إلى تبريد فى درجة الحرارة العالية، حيث أنها لا تتحمل هذه الحرارة المرتفعة، فيتم عمل تخفيضات للأحمال فى فكرة حين يتم قياس درجة الحرارة للمحطات يتم قياسها فى الظل، وحين يتم قياسها فى ارتفاع درجة الحرارة تزيد خمس درجات، ومهما كان نوع المحطات سواء جيل أول أو ثانى أو رابع لا يمكنها مواجهة هذا الضغط الزائد فى درجة الحرارة ولابد من خفض الأحمال.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة