قبل أسبوع من إجراء الانتخابات العامة فى بريطانيا، يتعرض رئيس الوزراء ريشى سوناك لضغوط كبيرة فى ظل اتساع ما أصبح يعرف باسم فضيحة المراهنات فى ويستمنستر، والتى كشفت عن رهان سياسيين محافظين على موعد إجراء الانتخابات، مستغلين إطلاعهم على معلومات مميزة.
وتجرى الشرطة ولجنة ألعاب القمار تحقيقات مع العديد من المرشحين والمسئولين فى حزب المحافظين، بالإضافة إلى أحد عناصر الحماية الشخصية لرئيس الحكومة للاشتباه فى أنهم استغلوا قربهم من ريشى سوناك للمراهنة على الموعد الذى سيحدده للانتخابات العامة.
فى الأسبوع الماضى، استقال رئيس الحملة الانتخابية لحزب المحافظين البريطانى تونى لى قبل بعد ثبوت تورط زوجته فى مراهنات القمار، وشملت الفضيحة أيضا الحارس الشخصى لسوناك.
واعترف وزير الدولة لشئون اسكتلندا اليستر جاك، مساء الثلاثاء، أنه قد وضع ثلاث رهانات على موعد الانتخابات العامة، كان إحداها ناجحا.
ونفى الوزير تقارير سابقة عن أنه قد فاز بـ2100 جنيه استرلينى على الرهان، ورفض التصريحات التى نقلتها بى بى سى باعتبارها مزحة، وقال أن هيئة مراقبة القمار لم تتصل به.
وقال جاء فى بيانه أنه بعد تقارير نشرت الثلاثاء، أراد أن يوضح بشكل تام أنه لم ينتهك أى قواعد للمقامرة، مضيفا أنه وضع رهانين فاشلين على موعد إجراء الانتخابات العامة وأخر ناجحا.
وتابع قائلا: "لقد وضعت رهانين فى شهر مارس بقيمة 5 جنيهات استرلينى لكل منهما لإجراء الانتخابات فى مايو ويونيو على التوالى. وفى إبريل، خصصت 20 جنيه استرلينى بنسبة 5 إلى 1 فى الانتخابات التى تجرى بين يوليو وسبتمبر. ولم يكن لديه علم بموعد الانتخابات حتى تم الإعلان عنها. وأضاف: لم أضع أى رهانات فى شهر مايو، ولست قيد التحقيق من قبل لجنة المقامرة.
وقالت صحيفة تليجراف، إن رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك سيتعرض لضغوط لاتخاذ إجراءات بشأن مقامرة جاك، بصرف النظر عن توقيت الرهانات. وأعلن حزب المحافظين تعليق اثنين من المرشحين على خلفية مزاعم أنهما قد راهنا على موعد الانتخابات، وتعرض سوناك لانتقادات لفشله فى التحرك السريع.
وأصبح راسل جورج، العضو البارز عن المحافظين فى ويلز، خامس شخصية حزبية يتم إعلان اسمها رسميا ضمن التحقيقات المتعلقة بالمقامرة على الانتخابات، وازدادت الفضيحة التى يواجهها حزب المحافظين مع وقف أحد مرشحيه الذى راهن على خسارة مقعده الانتخابى.
وتعد جميع أشكال المراهنات السياسية مسموح بها فى المملكة المتحدة، لكنها تعتبر جريمة جنائية بالنسبة لأولئك الذين يمارسونها مع حيازتهم معلومات مميزة.
وهاجم زعيم حزب العمال المعارض فى بريطانيا كير ستارمر رئيس الحكومة ريشى سوناك، واتهمه بفشل القيادة على خلفية اتساع فضيحة المراهنات التى شملت عدد من المحافظين.
وقالت صحيفة إندبندنت أن السير كير ستارمر اتهم سوناك بالفشل فى التصرف بجرأة وشجاعة وعدم اتخاذ إجراءات كافية للتعامل مع فضيحة رهان سياسيين ومطلعين على موعد إجراء الانتخابات العامة فى بريطانيا. وجاء هجوم ستارمر فى اليوم الذى وافق فيه سوناك أخيرا على وقف المرشحين، بعد أسبوعين من ظهور الفضيحة التى تعمقت بعد أن كشفت سكوتلانديارد مساء الثلاثة أن خمسة ضباط شرطة أخرين قد وضعوا رهانات على توقيت إجراء الانتخابات العامة فى بريطانيا، وقالت الشرطة إنها قدمت معلومات عن المزاعم للجنة المراهنات.
وفى تصريحات لصحيفة إندبندنت، أصر ستارمر أنه فى حال تورط مرشحى حزب العمال فى محاولة مزعومة لاستخدام معلومات داخلية للمراهنة، لكانوا خرجوا مباشرة من الباب، ولم تكن أقدامهم لتلمس الأرض.
وبعد ساعات قليلة من المقابلة، نجح زعيم العمال فى تنفيذ كلماته على حد قول الصحيفة، حيث أوقف المرشح كيفن كريج بعد أن قيل أنه يخضع أيضا للتحقيق من قبل لجنة المقامرة، كما اعاد السير كير تبرع كريج بقيمة 100 ألف جنيه استرلينى للحزب.
وأوضح زعيم العمال أن الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية سيكون متعلقا بالشخصية والقيادة، ومن هو الأفضل لاتخاذ قرارات صعبة فى الحكومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة