انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة فيديو يظهر فيه زعنفة كبيرة لأحد الأسماك الضخمة رجح بعضهم انها لسمكة قرش أو دولفين لم يحدد شكلها وذلك فى أحد قرى الساحل الشمالى مما اثار ذعر المواطنين والمصطافين فى القرى السياحية .
وتحركت الجهات المتخصصة منها معهد علوم البحار بالإسكندرية
وكشف المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد عن وجود بلاغ ورد إلى الإدارة العامة لمحميات المنطقة الشمالية بوجود حوت أو دولفين داخل مياه البحر أمام شاطئ قريه ماربيلا بالساحل الشمالى طريق الإسكندرية مطروح الساحلى الكيلو متر 67 وتم ارسال مقطع فيديو مع البلاغ .
وعلى الفور تم تشكيل مجموعات عمل محميات المنطقة الشمالية والمعهد القومى لعلوم البحار ومصائد الأسماك فرع الإسكندرية بالتنسيق مع الدكتورة عبير السحرتى نائب رئيس المعهد حيث تم القيام بعمل مسح من على الشاطئ أمام منطقه البلاغ ولم تشاهد مجموعات العمل اى كائنات بحريه سواء دلافين أو حيتان بمنطقة البلاغ، وتم تكليف فرق العمل بعمل مسح كامل بالشواطئ القريبة من البلاغ فى محيط 5 كم شرقا و10 كم غربا ولم تسفر أعمال المسح عن أى مشاهدات تم التنسيق على استمرار مجموعات العمل فى أعمال الرصد فى منطقه البلاغ ومحيطه مع التنبيه على إدارات القرى السياحية التى تم بها أعمال المسح بتخصيص مراقبين على الشواطئ طوال اليوم لإبلاغنا بأى مشاهدات مدعمة بالصور.
ونظرًا لأن الفيديو المتداول لا يظهر به سوى الزعنفة الظهرية وجزء من الجسم وعدم ظهور منطقه الرأس أو زعنفة الذيل فيصعب تحديد النوع بدقه وقد رجح خبراء المعهد القومى لعلوم البحار مبدئيا طبقا لما هو متاح من الفيديو انه لحوت زعنفى صغير ولكن هذا التصنيف بصورة مبدئية لحين مشاهده أى من فرق العمل للنوع.
ومن جانبه كشف الدكتور عمرو حمودة ممثل مصر باللجنة العلمية للبحر المتوسط (CIESM) ورئيس مركز المخاطر البحرية - أن المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فى مصر بالتعاون مع اللجنة العلمية للبحر المتوسط ((CIESM قام بمراقبة تحركات أسماك القرش عبر الأقمار الصناعية، والتى أثبتت أنها ذات مردود قوى لفهمنا طبيعة حياه تلك المخلوقات الرائعة والحفاظ عليها. حيث أشار حمودة أنه خلال ورشة العمل، التى امتدت لعدة أيام، والتى اجتمع خلالها عدد 12 من الخبراء من دول حوض البحر المتوسط لتبادل المعرفة ومشاركة الخبرات واستكشاف أحدث التطورات فى تكنولوجيا المراقبة عبر الأقمار الصناعية لتتبع تحركات أسماك القرش.
وأوضح أنه كان من بين المشاركين علماء وباحثين ودعاة حماية البيئة وصانعى السياسات الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على أنظمتنا البيئية البحرية، وكانت إحدى النتائج الرئيسية لورشة العمل هى إظهار فعالية أجهزة المستشعرات وربطها بالأقمار الصناعية فى دراسة سلوك أسماك القرش وأنماط هجرتها، من خلال هذه الأدوات المتقدمة، يمكننا الآن جمع بيانات فى الوقت الفعلى عن الحركة، وتفضيلات الموائل، وحتى الظروف البيئية التى تعيشها هذه الحيوانات المفترسة.
وأضاف حمودة أنه تم تنظيم ورشة العمل سهلت جلسات التدريب العملى، حيث تعلم المشاركون كيفية استخدام أجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى تحليل البيانات المجمعة، وقد مكنت التدريبات العملية المشاركين من اكتساب فهم شامل للتقنيات المستخدمة فى مراقبة تحركات أسماك القرش عبر الأقمار الصناعية. علاوة على ذلك، عززت ورشة العمل التعاون وتبادل المعرفة بين المشاركين.
وقد سمح تبادل الأفكار والمنهجيات بفهم أعمق للتحديات والفرص المرتبطة بتتبع تحركات أسماك القرش، ولا شك أن هذا التعاون سيعزز جهودنا الجماعية فى الحفاظ على أسماك القرش ويساهم فى تطوير استراتيجيات الإدارة الفعالة. ومن المتوقع أن يكون لنتائج ورشة العمل التدريبية هذه آثار بعيدة المدى على جهود الحفاظ على أسماك القرش فى المنطقة وخارجها. علاوة على ذلك، سلطت الورشة الضوء على أهمية التعاون الدولى فى الحفاظ على أنواع أسماك القرش المهاجرة.
والجدير بالذكر أن اللجنة العلمية للبحر المتوسط أنشئت فى أوائل القرن الماضى (1919) ومقرها موناكو ورئيسها الشرفى هو أمير موناكو، وتعمل اللجنة على تعزيز البحوث الدولية فى البحر المتوسط والبحر الأسود. حيث يمثل CIESM منتدى لتبادل الأفكار فى خدمة العلم، تنظم اللجنة مؤتمرات وورش عمل بحثية دولية، وتجميع أحدث المعارف العلمية فى شكل دراسات موثوقة وتقارير السياسة البحرية. وبهذه الطريقة تكون قادرة على تقديم مشورة مستقلة ومحايدة بشأن عدد كبير من القضايا الناشئة وفى خدمة المجتمع، تقوم اللجنة بمراقبة علمية لمؤشرات التغيير الرئيسية، مثل اتجاهات ارتفاع درجات الحرارة فى المياه العميقة، أو غزو الأنواع الاستوائية، أو اختفاء أسماك القرش والطيور البحرية.