اتسمت المناظرة التى جمعت اليوم الجمعة بين الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن وخصمه الرئيس السابق دونالد ترامب بالمشاحنات وتبادل الإهانات وتراشق الاتهامات، رغم محاولات مذيعى السى إن إن جيك تابر ودانا داش السيطرة على مجريات المناظرة التى تمت دون جمهور، حيث سمح لكل مرشح بالتحدث دقيقتين عند سؤاله من قبل المذيعين، والرد فى دقيقة على تصريحات الخصم.
وبدأت المناظرة بشكل محموم، حيث استهل الرئيس الديمقراطى حديثه بالهجوم على سياسات الرئيس السابق ترامب، واصفا اقتصاد أمريكا تحت رئاسة ترامب بالـ"أسوأ" منذ عقود، وتطرق بايدن أيضا إلى سياسات ترامب خلال أزمة جائحة كوفيد-19، وأطلق عليها السياسات الـ"كارثية".
وجاء رد ترامب سريعا حين قال إن سياساته الاقتصادية كانت الأفضل فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى حقيقة تسليمه اقتصاد بنسبة "صفر" تضخم للرئيس الحالى جو بايدن، إلا أنه انتقد الأخير حينما قال إن نسبة التضخم ارتفعت بشكل كبير خلال رئاسته.
وانتقد ترامب خروج بايدن من أفغانستان، مردفا أنه كان يخطط للخروج بشكل قوى ومخطط عكس الخروج الذى وصفه بالـ"مذل" فى عهد الرئيس بايدن.
وأضاف ترامب أنه لم يحصل على التقدير الكافى لسياساته الاقتصادية الناجحة بسبب أزمة وباء كوفيد 19، بينما جاء رد بايدن لينتقد خمصه الرئاسى، ليقول إن القوات الأمريكية كانت تواجه الموت بشكل معتاد فى شتى بقاع الأرض وأولها أفغانستان.
وانتقد الرئيس الأمريكى السابق خصمه السياسى جو بايدن حينما قال إن التضخم يمثل عبئا ثقيلا على عاتق الاقتصاد الأمريكى، مؤكدا حديثه بجملته: "التضخم يقتلنا"، وأضاف ترامب أن بايدن لم يوفر فرص عمل حقيقية سوى للمهاجرين غير الشرعيين، زاعما أنهم -المهاجرين- ضموا الكثير من الإرهابيين والمساجين والمرضى العقليين الذين يشكلون خطرا على أمن المواطنين الأمريكيين.
وأنكر بايدن مزاعم خصمه السياسى، واصفا إياها بالـ"كذب"، حيث لم تشر أى سجلات لدخول إرهابيين أو مساجين إلى الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته التى بدأت فى عام 2020.
حرص الرئيس الأمريكى جو بايدن على انتقاد خصمه السياسى ترامب عندما تطرقت أسئلة محاورى قناة سى إن إن إلى إيران، حيث زعم ترامب أن سياساته أدت إلى إفلاس الجمهورية الإيرانية، وهو التصريح الذى وصفه بايدن بالـ"كذب"، مدعيا تورط طهران فى مقتل العديد من الأمريكيين فى أفغانستان، والعديد من المناطق الأخرى دون رد فعل من إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.
أما فيما يتعلق بغزة، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إنه قدم مقترحا لإيقاف الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة جراء هجوم السابع من أكتوبر، زاعما أن المقترح حظى بموافقة مجلس الأمن والإدارة الإسرائيلية، إلا أن حماس هى من تعترض على تنفيذ المقترح.
وأضاف بايدن أن مقترحه يتضمن ثلاث مراحل، أولها إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ثم توقف إطلاق النار، يتبعه توقف تام للحرب التى تشنها إسرائيل، واتبع بايدن حديثه بقوله أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل بل و"تنقذها"، مؤكدا أنه لن يسمح لبقاء حماس فى حكم القطاع، حيث سيتم التعامل معها كما تعاملت القوات الأمريكية مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وأضاف بايدن أن خطوة التخلص من حماس يجب أن تضع المدنيين الفلسطينيين فى الحسبان حتى لا يسقط المزيد منهم ضحايا للحرب، بينما رد الرئيس السابق دونالد ترامب بأن على أمريكا السماح لإسرائيل بالاستمرار فى حربها للتخلص من حماس، واصفا خمصه بايدن بالـ"ضعيف"، حيث شبه خصمه بفلسطين، مدعيا أن بايدن ضعيف مثل دولة "فلسطين".
وتفادى ترامب سؤالا وجه إليه عن أحداث اقتحام الكابيتول في عام 2021، منتقلا إلى شأن آخر وهو توفيره عناصر الحرس الوطنى لمساعدة عناصر الشرطة المحلية في مدينة "مينيابوليس" بولاية مينيسوتا بعد تفجر المظاهرات إثر مقتل المواطن الأمريكي الأسود "جورج فلويد" على يد الشرطة الأمريكية.
وقال ترامب: "إذا لم استخدم الحرس الوطنى كانت المدينة ستدمر بشكل كامل"، مصرا على تفادى الإجابة عن السؤال المتعلق بأحداث 6 يناير، لينتقل إلى أزمة الحدود الأمريكية، زاعما أن حال الحدود الأمريكية هو الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
عند سؤاله عن إداناته الجنائية، لم يرد ترامب مباشرة بل أشار إلى الإدانات الجنائية لهانتر بايدن، مستهدفًا المشاكل القانونية لابن الرئيس الحالى، هانتر بايدن، الذى يواجه تهم تتعلق بحيازته لسلاح نارى دون ترخيص.
وأضاف ترامب- متحدثا عن خصمه جو بايدن- أن الرئيس الحالى قد يكون "مجرما مدانا" فى حال خروجه من البيت الأبيض.
وادعى ترامب أن زعماء العالم مثل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس كوريا الشمالية "كيم جونج أون" لا يكنوا أى احترام للرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن.
وأضاف ترامب أن سياسات خصمه السياسى سوف تؤدى إلى حرب عالمية ثالثة، مردفًا أن روسيا لم تغزو أى أراضى عند فترة توليه الرئاسة بين عامى 2016 و2020، مضيفا أن سبب دخوله سباق الانتخابات الرئاسية هو الأداء المريع لخصمه السياسى فى الأمور المحلية والساحة الدولية.
واختلف الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مع سلفه دونالد ترامب بشأن الإجهاض، إذ انتقد الأول دور الثاني في قرار المحكمة العليا الذي ألغى قضية "رو ضد وايد"، والسماح للولايات بحظر الإجراء.
وقال بايدن لـ "ترامب"، إن ما فعله في تلك القضية "كان أمرًا فظيعًا"، في إشارة إلى تعيين ترامب ثلاثة من القضاة الذين أيدوا القرار.
وعندما اقتربت المناظرة من نهايتها، تناول المرشحان السؤال الحساس حول العمر. وتذكر بايدن أنه كان في السابق أصغر رجل في السياسة، وانتقل للحديث عن إنجازاته كرئيس كدليل على أنه قادر على أداء المهمة.
واستذكر ترامب الاختبارات المعرفية التي أجراها كرئيس وتحدى بايدن للقيام بنفس الشيء. ثم تحدث المرشحان عن صفاتهما البدنية والرياضية وتجادلا حول من لديه مهارات أفضل في لعبة الجولف. وأخيرًا قال ترامب: "لنكن ناضجين"، فرد عليه بايدن: "أنت طفل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة