نشاهد اليوم لوحة الشجرة الوحيدة لـ كاسبار ديفيد فريدريش، حيث نرى شجرة بلوط، توحي بالوحدة والقوة والشراسة، ومن بعدها تبدأ اللوحة في كشف نفسها للمشاهد.بعد الشجرة نلاحظ المروج ذات اللون الباستيل والجبال والسماء المتلألئة في الخلفية، بمجرد اعتياد العرض على اللون، يبدأ في التقاط التفاصيل.
وهناك بركة تتخللها كتل من النباتات في المقدمة، والتي تعكس ألوان السماء بألوان أغمق، ثم تأتي المفاجأة: الراعي يميل بالكاد نحو شجرة البلوط ، حيث ترعى أغنامه القريبة.
وفريدريش هو سيد التكوين ، كما يمكن رؤيته على "الشجرة الوحيدة". عادة ، أول ما يجب النظر إليه هو مصادر الضوء للصورة. لكن الأمر مختلف مع هذه اللوحة. هنا يركز على الظلام ، قوي في الوسط. كيف يمكن أن يكون الراعي والمباني الصغيرة غير مكتشفة لفترة طويلة؟ ومثلها مثل غيرها ، فريدريك تمكن من خلق مزاج خاص. هذا المنظر الطبيعي جميل جدًا ومتناسق جدًا ، يمكنك تخيله بدون الشجرة الكبيرة.
الشجرة الوحيدة
وكاسبر ديفيد فريدريش( عاش في الفترة من 5 سبتمبر 1774 – 7 مايو 1840) ، وهو من أهم فناني جيله، ولد الفنان كاسبار فريدريش كاسبار فريدريش في جرايسفالد في العام 1798 ، وطوال حياته كان شخصا متأملا مع شيء من التشاؤم والسوداوية توفيت أمه وهو في السابعة من عمره وبعد ست سنوات توفي شقيقه بينما كان يحاول إنقاذ كاسبار من الغرق هذا الحادث ترك آثرا عميقا على شخصية هذا الفنان الكبير، فظل طوال حياته واقعا تحت هاجس الموت والطبيعة والخالق وفي بقعة منعزلة من الطبيعة الجميلة وجد كاسبار بعض العزاء والإلهام كان يسافر إلى ساحل البلطيق ويزور منطقة الجبال هناك، ويبدو أن تلك المناظر الجليلة وفرت له موضوعات غنية للرسم وخلال أسفاره كان فريديريش يرسم لوحات ذات موتيفات محددة مثل أقواس قزح واشجار السنديان الضخمة الخ وحيث أنه وهب القدرة على ملاحظة الطبيعة وتأملها فقد كان ميالا للتعبير عنها بعيني مؤمن تقي، وهذا التعبير انتج لوحات ذات قوة تعبيرية وروحية هائلة وفي جميع أعماله تقريبا يؤكد فريدريش على أن الموت لا ينتظرنا في المقبرة فقط، انه يترصدنا خلف السحب الداكنة أو أمام قارب اختفى نصفه في السديم أو وراء المدخل المؤدي إلى أعماق الغابة أسهمت لوحات كاسبار فريدريش وموسيقى بيتهوفن معا وبشكل كبير في التعبير العميق عن الرومانتيكية الألمانية.
جلبت أعمال فريدريش الشهرة عليه في وقت مبكر من حياته المهنية، وذكره معاصروه، كالنحات الفرنسي ديفيد د. أنجرز على أنه الرجل الذي اكتشف "تراجيديا المشهد الطبيعي".