تستعد فرنسا لـ انتخابات برلمانية مبكرة في 30 يونيو ، ولذلك فقد يرى الخبراء إنها السبب في إغراق البلاد في حالة من الإرباك السياسى الشديد ، في ظل توقعات بفوز اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان مما يؤدى إلى حالة إرباك وتوتر لدى الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
تقدم اليمين المتطرف و انقسام بسبب أزمة المناخ
وقبل يومين من التصويت البرلماني في فرنسا ، تسود حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل السياسى في البلاد ، وذلك مع صعود اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي ، هذا بالإضافة إلى أن أزمة المناخ التى تقسم الأحزاب الكبرى المشاركة في الانتخابات الفرنسية ، حيث أن العديد من مقترحاتها تعارض بشكل جذري التحول المناخي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين قد يمنحون حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان أكثر من 32% من الدعم، بينما يصل تأييد تحالف اليسار إلى 30 % ، ومن المتوقع في جميع هذه الاستطلاعات ارتفاع ملحوظ في المشاركة فيما يتعلق بانتخابات 2022، حيث ذهب في الجولة الأولى 47.5 % من المسجلين في القوائم الانتخابية إلى صناديق الاقتراع، والآن تقدر مراكز الاقتراع أن النسبة ستتراوح بين 63% و66%.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف لا يتفق مع أي من الإجراءات التقييدية المطبقة لمعالجة تغير المناخ، وخاصة تلك التي يقولون إنها "تعاقب" الفرنسيين، كما أعطى الحزب الأولوية للطاقة النووية في بيانه، مع التركيز على الاستثمار فيها على حساب مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الرياح.
وقال ألكسندر لوبيه، من المجموعة الوطنية: "ما نريده هو ببساطة وقف بناء توربينات الرياح الجديدة لإعادة إطلاق الطاقة النووية مرة أخرى ووضع حد لهذه الطاقات المتقطعة التي لا تنتج ما يكفي من الكهرباء للمواطنين"
.
وأضاف : "نحن بحاجة إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا، وهذا يعني الطاقة المتجددة على نطاق واسع، لأن هذا هو ما نحتاجه الآن، والطاقة النووية، لأن التحول البيئي لا يتوقف في غضون 5 أو 10 أو 15 عاما".
وتأتي معالجة تغير المناخ على رأس جدول أعماله، مع بيان يدعو إلى قانون جديد للطاقة والمناخ من شأنه أن يجعل الإبادة البيئية جريمة.
حرب أهلية
وقال ماكرون، إن البرامج الانتخابية التي يقدمها اليمين المتطرف واليسار المتطرف، قد تؤدي إلى حرب أهلية في فرنسا،. مشيرا إلى أن الانقسام يعمل يدفع نحو حرب أهلية"، مضيفا أن حزب "فرنسا الأبية" (أقصى اليسار) يقترح "شكلا من أشكال الطائفية"، معتبرا أن هذه الأمور تتسبب أيضا في حرب أهلية.
4 سيناريوهات أمام المشهد السياسى في فرنسا:
السيناريو الأول هو : تشكيل حكومة لوبان من حزب الجبهة الوطنية ولكن بدون الأغلبية المطلقة، وفي هذه الحالة، يتوقعون رد فعل سلبي أولي من السوق، مع تحرك فروق الأسعار الفرنسية إلى 90-100 نقطة أساس فوق السندات الحكومية ومعاناة الشركات الفرنسية.
ويفترض السيناريو الثاني، "الأسوأ قليلاً من السيناريو الأول بالنسبة للسوق"، أن تحظى حكومة حزب الجمهوريين بأغلبية مطلقة، وهو ما قد يمنح المزيد من الحرية لتنفيذ سياسات اليمين المتطرف. "سيزيد ذلك من فرص الصدامات مع الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن فرنسا قد تم وضعها بالفعل تحت إجراء عجز مفرط.
وفي الوقت نفسه، يتضمن السيناريو الثالث تشكيل حكومة يسارية متطرفة. وفي رأي الخبراء ، ستكون هذه النتيجة الأسوأ بالنسبة للأسواق، حيث أن "أجندة أقصى اليسار يمكن أن تشهد اتساع العجز أكثر من المستويات المرتفعة الحالية.
ومع خضوع فرنسا بالفعل لإجراءات العجز المفرط، يمكن أن تشهد زيادة في الصدامات مع الاتحاد الأوروبي وقد يؤدي هذا السيناريو إلى وصول فروق الأسعار في فرنسا إلى أرقام ثلاثية، ومن المحتمل أن تصل إلى 110-120 نقطة أساس."
والسيناريو الرابع يتمثل في الشلل السياسي، دون حكومة واضحة، مع إمكانية إجراء انتخابات جديدة. ومع هذا السيناريو، فإنهم يعتقدون أن الأسواق لن تكون متأكدة من كيفية التعامل مع حالة عدم اليقين، فقد يرى الخبراء أن هناك اتساعًا في فروق الأسعار.
الاستقالة ..فرضية رفضها ماكرون
وكانت هناك بعض التوقعات بأن الرئيس ماكرون من الممكن أن يلجأ إلى الاستقالة حال الهزيمة ، وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال أن ماكرون أنه مهما كانت النتيجة" فإنه سيواصل ولايته
في هذه الأثناء، يتساءل داخل صفوف حزب النهضة الحاكم، وحلفائه، عما إذا كان حل الجمعية الوطنية صحيحا، وهو البند الذي يدافع عنه ماكرون، والذي أعاد للشعب حقه في الاختيار.
الانتخابات الفرنسية وأكرانيا
أثارت مارين لوبان ، زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا ، جدلا واسعا بعد تصريحاتها الأخيرة حول الانتخابات الفرنسية، حيث أنها قالت إنه حال فوزها في الانتخابات المقرر 30 يونيو ، فإنها ستتمكن من رفض إرسال قوات إلى أوكرانيا ، وهو الأمر الذى تجنب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون استبعاده.
وشددت المرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية 2027 مارين لوبان، على أن "رئيس الوزراء هو الذي يتولى دفتر الشيكات"، ولهذا السبب، في رأيه، "لن يتمكن الرئيس من إرسال قوات إلى أوكرانيا".
وسينتقل منصب رئيس الوزراء إلى حزب اليمين المتطرف إذا حصل على الأغلبية المطلقة في الجمعية في نهاية الانتخابات المقررة في 30 يونيو و7 يوليو.
ويعتبر فرانسوا بايرو، رئيس حزب "المودم" الوسطي والحليف الوثيق لرئيس الدولة، أن مارين لوبان "تحدت الدستور بشدة" بهذا التصريح "الخطير للغاية".
وأضاف وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي جان نويل بارو: "عندما اكتسبت الأحزاب القومية والشعبوية السلطة في جميع أنحاء أوروبا، طبقت استراتيجية منهجية لانتحال صلاحيات كاملة لنفسها".