مقدمات الكتب.. ما قاله خالد السعيد في "حرق الكتب"

السبت، 29 يونيو 2024 07:00 ص
مقدمات الكتب.. ما قاله خالد السعيد في "حرق الكتب" حرق الكتب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نواصل سلسلة مقدمات الكتب ونتوقف اليوم مع كتاب "حرق الكتب.. تاريخ إتلاف الكتب والمكتبات" لـ خالد السعيد، فما الذي قاله في مقدمة الكتاب؟

لم يحتو الكتاب على مقدمة لكن كان به تمهيد:

تمهيد

يعد هذا الكتاب الذي بين يديك امتدادًا وإضافة إلى ما كتبه زميل القلم المتألق الأستاذ ناصر الحزيمي صاحب الكتاب الشهير (حرق الكتب في التراث العربي قبل نحو خمسة عشر عاما). وأذكر أني حينما فرغت من قراءة كتاب الحزيمي قبل ما يقرب من ثمانية أعوام، قلت في نفسي، وقد استهواني الكتاب وأعجبتني فكرته: لماذا لا أضع كتابا على تلك الشاكلة؟ وظلت هذه الفكرة معي أمدًا طويلاً، تطفو قليلاً، وتغفو كثيرًا، تقترب مني مرة، وتبتعد عني مرات، ولما كانت بداية هذا العام الميلادي، عام2017 ، عزمت على تحويل هذه الفكرة المجردة إلى واقع ملموس.

وكما يعلم كل من قرأ كتاب حرق الكتب في التراث العربي، فإنه يسلّط الضوء على كثير من حوادث إتلاف الكتب، على يد مؤلفيها أو على يد السلطة، خلال قرون الإسلام الأولى، وحتى لا يبقى كتابي هذا مجرد تكرار عمل واجترار مسف لكتاب الأستاذ ناصر الحزيمي، فقد أخذت على نفسي تعقب حوادث إتلاف الكتب منذ إشراقة شمس الإسلام وحتى يومنا هذا، ثم عزمت، بما أني سأتحدث عن حرق الكتب على يد أصحابها أو أعدائها، أن أتحدث عن حرق المكتبات في ديار الإسلام في الماضي والحاضر، حتى تكتمل الفائدة ويعم النفع، وحتى لا يبقى الكلام محصورا على المسلمين دون غيرهم من الأمم، فقد سحت في مشارق الأرض ومغاربها ألاحق محارق الكتب والمكتبات هنا وهناك، تلك التي جرت في الماضي البعيد أو في الحاضر القريب.

ومن المهم أن يدرك القارئ الكريم أني لا أنوي تتبع كل حوادث إتلاف الكتب والمكتبات وحصرها، سواء أعندنا نحن المسلمين أم عند غيرنا من الأقوام الأخرى، لثلاثة أسباب أولها، أنه يتعذر على الباحث مهما تجرد لهذه المهمة وتفرغ لها أن يمسك بناصية كل حادثة جرت عندنا وعندهم على مر السنين، وأما السبب الثاني، فهو أن الحرص على حصر كافة الحوادث يستغرق وقتا طويلاً وجهدًا عظيما وتكلفة مبالغ فيها لا تبرر المنافع المرجو تحصيلها.
وأما آخر الأسباب، فهو أنه لو قيض لي جمع كل حوادث إتلاف الكتب والمكتبات لتضخم الكتاب وانتفخ بشدة؛ الأمر الذي سينفر القارئ منه ويصرفه عن قراءته.

ستتناول في هذا الكتاب حكايات عدة لكتب أتلفها أصحابها بأيديهم لأسباب، أبرزها شعورهم بالإحباط من مجتمعاتهم التي تجاهلتهم وربما حاربتهم ولم تمنحهم ما يستحقونه من التقدير المعنوي والمادي وهناك كتب يتعذر حصرها قامت السلطة السياسية أو الدينية، وفي أغلب الأحيان كلاهما معا، بملاحقتها وإتلافها أينما وجدت لما فيها من أفكار تناهض الحاكم وتؤلب العامة عليه، أو أفكار تخالف السائد من المعتقدات الدينية بين الناس. وبالمثل، سنتناول بعض ما لحق بالمكتبات من مصائب ونوائب مثل ما حصل لمكتبة آشور بانيبال ومكتبة القسطنطينية، ومكتبة الإسكندرية ودار العلم، وبيت الحكمة، ومكتبة الموصل، وغيرها كثير.

ولعلك ستلاحظ حينما تمر بتلك المكتبات المنكوبة أن الجاني عادة ما يكون غازيا أتى من وراء الحدود لكي يحتل أرض خصمه. وبما أن المكتبات تشكل ذاكرة لأهالي تلك البلاد المغلوبة فلا عجب بعد هذا لو قام الغازي المحتل بإضرام النار فيها حتى يحرق ذاكرة عدوه ويذيب هويته.

حرق الكتب
 

 

الكتاب عامة ينقسم إلى بابين، وكل باب ينقسم بدوره إلى فصلين.
يتناول الفصل الأول من الباب الأول صورًا من كتب جرى حرقها في بلاد الإسلام بعضها على أيدي أصحابها وأغلبها على أيدي الخصوم من أهل السياسة أو أهل الدين، وأما الفصل الثاني فيتجول بك بين مكتبات الإسلام والتي اندرست واحترقت على مر أكثر من ألف عام، وينثر الفصل الأول من الباب الثاني بعض الضوء على حوادث إحراق الكتب عند غير المسلمين بدءًا من عصور ما قبل الميلاد وانتهاء بأيامنا هذه.
وأما الفصل الثاني والأخير منه فيتنقل بين محطات الزمن ليمر بك على مشاهد احتراق المكتبات عند الأمم الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها.


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة