ينشر "اليوم السابع" التحقيق الصحفي الفائز بجائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية، كأفضل تحقيق صحفي فى عام 2023، والذى فاز به الزميل الصحفي حسن السعدني الناقد الرياضي باليوم السابع.
وأعلنت الجائزة فوز السعدني بأفضل تحقيق صحفي فى شهر مارس الماضي، وحدد مجلس أمناء الجائزة أمس، الجمعة، لتسليم الجائزة في حفل كبير أقيم في مبني على ومصطفى أمين بمؤسسة أخبار اليوم.
ويمكنكم مطالعة التحقيق الصحفي الفائز ( من هنا ) أو قراءته كالتالي:
الألعاب الإلكترونية والدوبامين.. كيف يتعافى أطفالنا من إدمان "السم المُضيء"؟.. اليوم السابع يفتح تحقيقا فى الظاهرة.. انتحار ومشاكل صحية أخطر تداعياتها.. تهميش الرياضة يدق جرس إنذار.. ومصر الأولى عربيا وأفريقيا
الطب النفسي: مستشفياتنا امتلأت بضحايا المراهنات فى الألعاب الإلكترونية
التعليم: ظاهرة تُنمى كل أشكال العنف والعقاب البدني والتنمر داخل المدارس
"صحة" مجلس الشيوخ: تصيب الأطفال بالسمنة ومتلازمة "المثانة الكسولة"
التضامن الاجتماعي: مجتمعنا مستهدف بألعاب كارثية تكلفتها مليارات الدولارات
دار الإفتاء: الطفل مفطور على المرح.. وألعاب القتال والمقامرات محرمة شرعًا
تقرير "Niko Partners": مصر الأولى عربياً وأفريقياً بواقع 38 مليون لاعب
"نيوزوو" المتخصص: 196.8 مليار دولار إيرادات 2022 عبر 3.1 مليار لاعب
لاعب محترف: الألعاب وسيلة للربح وبها نصب واحتيال وتجارة غير منضبطة
الأطفال: شغف يُنسينا الرياضة.. ونعقد دورات إلكترونية بـ"اشتراك مالي"
من كان يتصور أن تتحول مباهج أطفالنا بالألعاب الإلكترونية إلى كوارث، وهي التي صُنعت أساًسًا للترفيه، قبل أن تتحول إلى دوافع للموت، فننتقل بسببها من سرادق عزاء إلى سرادق آخر، نقطف بأيدينا زهور المستقبل، بعدما قطعنا لهم تذكرة الآخرة مقدمًا، فلا تمر أسابيع حتى يُفجعنا خبر وفاة طفل، إما بسبب ارتفاع فى ضغط الدم نتيجة إدمان تلك الألعاب، أو التقليد الأعمى للألعاب الخطرة منها، بخلاف الأضرار الصحية والنفسية التى تتركها هذه الظاهرة على الأطفال والشباب مستقبلًا.
ويتعامل الأطفال والشباب من الجنسين مع الألعاب الإلكترونية معاملة النداهة، التي يستعصي على أي منهم رفض طلبها، لكن هذه الغواية مرتبطة في الأساس، حسب علم النفس، بـ هرمون "الدوبامين" المسئول عن السعادة داخل جسم الانسان، وهو ما يجعل اللعب أمام الأجهزة الإلكترونية والشاشات، إدمان يرتبط بـ"اللذة"، التى تخلق إشباعًا غير محدود من الإحساس بالذات، حتى لو كان ذلك النصر المبين المُحتفى به، صنيعة "أصابع" تتحرك لبعض دقائق على أجهزة التحكم!
في عام 2020 توفي طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بمحافظة بورسعيد، نتيجة للسكتة القلبية، جراء استمراره فى ممارسة لعبة إلكترونية تختص فى القتال، وفي العام التالي 2021 توفيت الطفلة المصرية "قمر" بالقاهرة في سن 11 عامًا، مشنوقة داخل منزلها بسبب إصابتها باكتئاب نتيجة خسارتها في لعبة إلكترونية، حينما أحضرت حبلا وقامت بتعليقه فى مروحة السقف وشنقت نفسها، وفي الشهر الماضي سبتمبر 2023، لقي طفل صغير من محافظة السويس 12 عامًا مصرعه متأثرًا بإصابته باختناق، جراء تقليده إحدى الألعاب الإلكترونية الشهيرة، كل هذه الحوادث غيض من فيض ما يحدث لأطفالنا جراء إدمان الألعاب الإليكترونية، ومع ذلك تقف المؤسسات المختصة مكتوفة الأيدي، أمام تفشى الظاهرة، وتصاعد عدد ضحاياها، وتزايد الخسائر النفسية والاجتماعية والصحية من ورائها.
مخاطر الألعاب الإلكترونية على العقل البشري هو ما يدفعنا لمناقشة هذه القضية بأبعادها المختلفة، بعد ثبوت تورطها فى التأثير السلبي على الصحة النفسية والبدنية لمدمنيها، وتأثيرها فى الحالة الاقتصادية للشعوب، وانعكاساتها البشعة على تدنى مستوى التعليم والثقافة، واستخدامها في أغراض أخرى خبيثة، مثل المراهنات التي أدت في بعض الحالات إلى قدوم الخاسرين منها على الانتحار.
الطب النفسي: الألعاب الإلكترونية تأكل الخلايا العصبية
الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي وصاحب النظريات العميقة فى تحليل الشخصيات، يرى أن هناك تأثيرات سلبية للألعاب الإلكترونية على العين والمخ والجسد معًا، موضحا أن أضرار هذه الألعاب على المخ أنها تعمل على تآكل الخلايا العصبية الطرفية، بسبب الموجات الكهرومغناطيسية لهذه الألعاب، وهو ما يؤثر على التركيز والانتباه والتذكر نظرا للإجهاد الكبير الذي يؤذى القشرة المخية وعدم القيام بالوظائف المعرفية.
وقال فرويز فى تصريحات لليوم السابع، "هناك تأثيرات سلبية على العين أيضا تتمثل في ضعف العصب البصري، كما أن الجلوس لساعات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية يسبب الإصابة بالفقرات العنقية والفقرات القطنية، وأمراض السمنة، لأنها للأسف حلت محل الرياضة الحقيقة، وهو ما تلاحظ في زيادة الإصابات العصبية لفئة الشباب بشكل أكبر، وللأسف الأمر وصل إلى تشخيص في الطب النفسي يسمى إدمان الإنترنت".
مخاطر الألعاب الإلكترونية
وتطرق أستاذ الطب النفسي إلى مسألة خطيرة وهى دخول عشرات الأشخاص مستشفيات نفسية نتيجة استخدام هذه الألعاب فى المراهنات، والتي استنزفت أموالا طائلة لأشخاص يصعب الكشف عن هويتهم احترامًا للمهنة، ولكنها حالات عايشتها بنفسي، موضحا أن الدولة والأسرة عليها دور كبير في إيجاد البدائل التي تساعد مدمني الألعاب الإلكترونية على التعافي، والحلول هنا يجب أن تناسب طبيعة المدن، سواء كانت ألعاب ترفيهية، أو ألعاب ميكانيكية، أو ألعاب رياضية، لأن سيكولوجية التعافي تختلف من شخص لأخر.
واعترف فرويز بصعوبة تحديد نسب حقيقية لأعمار مدمني الألعاب الإلكترونية قائلا: "للأسف لا توجد نسب محددة لأعمار معينة، ولكنها متزايدة بصورة طردية مخيفة، والأغرب من ذلك أن "السيبرز" تتعامل كوسيط لتربية وتشجيع المراهقين على إدمان الألعاب، استغلالا لحب الظهور والتأهيل بين اقرانهم، مما يزيد من سرقة الأطفال بالذات لذويهم، للحصول على مبالغ تغطي تلك الألعاب".
إحصائية مخيفة.. 38 مليون مصرى يدمنون الألعاب الإلكترونية
التصريحات التي تناولها استاذ الطب النفسي، أكدها تقرير شركة الأبحاث العالمية المتخصصة (Niko Partners)، أن مصر من أكثر الدول في العالم، والأولى عربيا وأفريقيا، التي تملك أشخاصاً يدمنون الألعاب الإلكترونية، بواقع أكثر من 30 مليوناً يدمنون الألعاب مختلفة أشهرها البلايستيشن، ومع هذا الانتشار ما زالت مصر بعيدة تماما من استغلال ذلك في مواكبة هذه الصناعة وتصديرها للعالم، بعدما تجاوزت إيراداتها 200 مليار دولار.
وذكر تقرير الشركة المتخصصة بدراسات صناعة الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط، الصادر في 2022، أن عدد اللاعبين النشطين فى مصر يصل إلى 38.3 مليون لاعب، من بين 65.32 مليون لاعب نشط في ثلاث دول الأعلى في هذا الشأن وهي (الإمارات والسعودية ومصر) عام 2021، بنسبة 58.7%. من إجمالي النشطين في هذه الألعاب، وتوقع التقرير أن يرتفع عدد اللاعبين في دول الدراسة عام 2025 إلى 85.76 مليون لاعب، وذلك يعني أن عدد اللاعبين في مصر سيتجاوز 50 مليون شخص إذا احتفظت بنسبتها الحالية.
وبحسب موقع "نيوزوو" المتخصص في بيانات ألعاب الفيديو الإلكترونية، بلغت إيرادات هذه الصناعة العام الماضي 2022 نحو 196.8 مليار دولار عبر 3.1 مليار لاعب حول العالم. يوجد 1.7 مليار لاعب في قارة آسيا أنفقوا 95.6 مليار دولار يليها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بـ 488 مليون لاعب بإنفاق 7.1 مليار دولار، وفي أوروبا 430 مليون لاعب دفعوا 34.1 مليار دولار، وأمريكا اللاتينية 315 مليون لاعب أنفقوا 8.7 مليار دولار، وفي أمريكا الشمالية 219 مليون لاعب أنفقوا 51 مليار دولار.
التعليم: الألعاب الإلكترونية وسيلة للتنمر داخل المدارس
من جانبه يرى أيمن موسى، وكيل أول وزارة التعليم ومدير عموم الإدارات التعليمية، في تصريحات لليوم السابع، ضرورة وجود خطة لمجابهة ظاهرة الألعاب الإلكترونية داخل المدارس، لافتًا إلى أن خطورة هذه الألعاب ليس فقط أنها تدفع الطلاب للغياب عن الدراسة وإهمال دروسهم، بل أثرها الواضح في تغذية التنمر، مطالبا بمنع كافة أشكال العنف والعقاب البدني. والتنمر داخل المدارس. وتطبيق لائحة الانضباط المدرسي. وحظر استخدام أجهزة الهاتف المحمول للطلاب والطالبات والمعلمين.
وقال موسى لليوم السابع: "دورنا أن ننمي اهتمام الطالب بالأنشطة الرياضية الحقيقية التي ترتقي بالجسم والعقل، وبالفعل عقدنا العديد من اللقاءات والندوات للتوعية بهذا الأمر مع الإدارات التعليمية والمدارس ومسئولي الأنشطة والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين ومجالس أمناء الآباء والمعلمين. وتحذير الطلاب من خطورة تلك الألعاب. والتأكيد على عدم ممارستها حرصا على سلامتهم. مع التأكيد على الاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تلائم مع كل مرحلة من مراحل التعليم المختلفة.
وأكد مدير تعليم القاهرة، إلى أن الألعاب الإلكترونية والمتداولة تمثل خطورة بالغة علي حياة أبنائنا الطلاب شباب مصر ومستقبلها، مشددًا على أهمية وجود رقابة من ولي الأمر لحماية الأبناء من ممارسة الألعاب العنيفة التي من الممكن أن تؤثر على شخصيتهم فيما بعد، ووقوعهم فريسة لإدمان هذه الألعاب الإلكترونية الخطيرة.
الأطفال: شغف يُنسينا الرياضة.. ونعقد دورات باشتراك مالي
لا يرى الطفل معتز نادر (15 سنة)، في مقابلة من اليوم السابع، أي خطورة من الألعاب الإليكترونية، رغم أنه يقضي عليها من ساعتين إلى ثلاثة يوميًا، خاصة أنه يقسم أوقاته بين الدراسة والمذاكرة والنوم، لكنه اعترف بأنه لم يعد يمارس أي نوع من الرياضة الحركية، لأنه -حسب تعبيره- يأخذ كل ما يحتاجه من متعة أمام أجهزة الكومبيوتر موضحا أنه يجد التنافس والمتعة والشغف والتحدي وكل ما كان يبحث عن في مباراة كرة قدم بأحد ملاعب الخماسي.
طفل آخر هو كريم سيد (14 سنة) يعترف لليوم السابع، أنه أجبر أسرته على الغاء رحلة المصيف هذا العام لأنه يرتبط بـ"دورة بلايستيشن" مع عدد كبير من الأطفال يصل عددهم 64 طفلا في أحد مراكز الألعاب بمدينة نصر، ويلعب مباراة كل يومين نظام دور المجموعات ويتأهل طفلان من كل مجموعة ويبدأ مرحلة إقصاء المغلوب من دور الـ32 موضحا أن رسم الاشتراك في هذه الدورة 50 جنيهًا، ويحصل الطفل الفائز بالدورة على 2000 جنيها بينما يحصل الوصيف على 1000 جنيه فقط، ما يعنى أن رسوم الاشتراك هي نفسها الجوائز التي توزع على الفائزين، بينما يستفيد صاحب المركز من الوقت الذي يقضيه هؤلاء الأطفال بواقع 60 جنيها لكل جهاز في الساعة الواحدة.
التضامن: مجتمعنا مستهدف بألعاب كارثية تكلفتها مليارات الدولارات
وترى الدكتورة رشا إسحاق، أمين سر لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، أن الألعاب الاليكترونية كارثة على المجتمع المصري، لأنها تستهدف قطاع الأطفال بشكل أكبر، وتصيبهم بالتوحد وغيرها من الأمراض النفسية، قائلة: "طالبنا في آخر دورة انعقاد من الجهات المختصة بوضع رقابة على هذه الألعاب، وعقدنا أكثر من جلسة مع وزير الاتصال، طالبناه فيها بضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، التي يصرف على ترويجها في مجتمعنا مليارات الدولارات بهدف إفساد الجيل الصاعد من الأطفال والشباب.
وأضاف أمين سر لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي لليوم السابع: "حالات الانتحار المعلنة لأطفال تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالألعاب الإلكترونية وما تحتوي عليه من سموم نفسية أقل بكثير من أضرار الألعاب الحقيقة التي تصيب الأطفال بالتوحد، وزير الاتصالات وعدنا كـ مهتمين ومهمومين بهذه الظاهرة، بالحد من انتشارها، مبررًا بطيء الرقابة على الألعاب الإليكترونية، بوجود مواقع لهذه الألعاب خارجية ومجهولة المصدر، وأوصى بضرورة تفعيل الرقابة من الأسرة في المقام الأول".
"صحة" مجلس الشيوخ: تصيب الأطفال بالسمنة ومتلازمة "المثانة الكسولة"
من جانبه شدد الدكتور محمد البدري عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ على أن الألعاب الإلكترونية باتت معضلة كبيرة في مجتمعنا قائلا: "ظاهرة سلبية نعانى منها جميعا، وأنا شخصيا أقع ضحية لها، وتسبب لي ازعاج كبير مع أطفالي، ومشكلتها انها تسبب العزلة وتقلل مستوى الذكاء، لأن الطفل يغوص بكل جوارحه داخل "لعبة"، ويتوحد معها ناسيًا ما حوله، حتى في الأندية ومراكز الشباب، نجد كل طفل جالس على كرسيه مندمج في لعبة ما، رغم أن هذه الأماكن مصممة للأنشطة الاجتماعية والرياضية وليس للعزلة والوحدة.
وتابع البدري في تصريحاته لليوم السابع: " من الناحية الطبية، الألعاب لها تأثير ثابت على صحة الأطفال، ولو تحدثت عن تخصص واحد فقط لا ينتبه له الكثيرون، نجد انعكاساتها السلبية على المسالك البولية، لأن اندماج الطفل مع اللعبة تدفعه لتأجيل التبول ما يعمل على تكوين مشكلة الاحتباس البولى وأضراره الخطيرة على الأطفال وهو مرض انتشر في الفترة الأخيرة يسمى "متلازمة المثانة الكسولة" وتحدث في سن من 3 إلى 7 سنوات وتسبب خطورة كبيرة عليهم مع النضج والتقدم في السن.
وطالب عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، من وزارة الشباب والرياضة، صياغة بروتوكولات تعاون مع مراكز الشباب والأندية ووزارة التربية والتعليم، لعمل مشاريع لتشجيع الأطفال على الرياضة واكتشاف مواهبهم، على غرار كابيتانو مصر، موضحا أن الأطفال ثروة في بلد تعداده السكاني كبير مثل مصر، يمثل فيه الموهوبين كنز يجب الاستفادة منه.
نصب واحتيال وتجارة غير منضبطة
محمد حكيم (33 سنة) من القاهرة، أحد الناشطين في مختلف ألعاب "الجيمز" أكد أن الألعاب الإليكترونية لها مكاسب مادية كبيرة لبعض الأشخاص، موضحا أن لعبة "فيفا" بالذات، تتسم بالانتشار الكبير، خاصة في مصر التي تمتلك أشخاص مصنفين في اللعبة عالميا، ويتقاضون مقابل من ذلك ألاف الدولارات، موضحا أن التربح من هذه الألعاب، يتم من خلال عملات الإليكترونية "كوينز" حيث يتم تجميع الكوينز وبيعها (كل مليون كوين يتم بيعهم بألف جنيه للاعب أخر يريد شراء لاعبين في اللعبة".
وأوضح حكيم لليوم السابع، أن هناك تربح يتم من خلال "الإنفلونسر" المتخصصين في هذه الألعاب، موضحا أن المجتمع الخاص بالألعاب له محتوى على اليوتيوب وباقي منصات التواصل الاجتماعي، وهذا المحتوى يحقق مشاهدات بالملايين، وبالتالي تدر عليهم أرباحا طائلة (تقريبًا ألف دولار مقابل المليون مشاهدة)، مستغلين في ذلك أن الألعاب لا يوجد لها حقوق تمنع استخدامها في الفيديوهات والمحتوى المرئي عموما".
وأشار حكيم إلى مكمن الخطورة في هذه الألعاب من وجهة نظره قائًلا: "أخطر ما في هذه الظاهرة، أن هناك عمليات نصب واحتيال تتم على بعض المبتدئين فيها، من خلال تبادل الحسابات الشخصية والكوينز، خاصة أن كل لاعب له حساب يكتسب خبرة ووقت، يكون له سعر أعلى، ومن خلال بيع هذه الحسابات، يتم النصب على المشتري ببيع الحساب بشكل وهمي ثم استرداده وتغيير كلمات السر بعد الحصول على المقابل المادي الذي يستهدفه من خلال هذه العملية والاتفاق المبرم بين صاحب الحساب والضحية".
وختم حكيم تصريحات أن هناك إشكالية تشهد انقسامًا بين بعض اللاعبين الذين لهم خلفيات دينية، وفي نفس الوقت لهم شغف كبير باللعبة، حيث ينقسمون بين مؤيد ومعارض لفكرة بيع الكوينز من خلال الألعاب الإلكترونية، ومدى دخول ذلك في دائرة "الحرام والحلال"، لأن الفيفا تمنع تبادل الكوينز، وعملية البيع والشراء تتم بين طرفين بشكل تجاري غير محكوم بالقوانين".
دار الإفتاء: ألعاب القتال والمقامرات والإباحية محرمة شرعًا
التصريحات التي أنهى بها محمد حكيم تصريحاته، وجهة معالجتنا للظاهرة، إلى شق كنا نجهله عند تناول أضرار الألعاب الاليكترونية، وهو الشق الشرعي والديني، وبالفعل تواصلنا مع الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور خالد عمران أمين عام دار الإفتاء، وجاءت إجابتهما على قضيتنا، أن الألعاب مباحة إذا كانت خالية من أيِّ محظور شرعي وأخلاقي، ولا تعود بالسلب على الإنسان نفسيًّا أو أخلاقيًّا، ولا تأخذ وقته كاملًا، وإذا مناسبة للمرحلة العمرية للطفل.
وترى دار الإفتاء أن نفسية الطفل مفطورة على الميل إلى اللعب والمرح، والشرع الشريف أجاز اللعب الذي فيه فائدة تربوية تعود بالنفع على الطفل، لكن الألعاب الإلكترونية أو ألعاب الفيديو، يختلف تصنيفها لأنها أصبحت من أهم أنواع الألعاب بالنسبة للأطفال والمراهقين في كثير من البيئات، حتَّى جعلها الأطباء النفسيون عاملًا رئيسيًّا في تشخيص بعض الأمراض النفسية لدى الأطفال، وعنصرًا أساسيًّا في تحديد سلوكياتهم، موكدًا على تحريم هذه الألعاب خاصة التي لها تأثير سلبيٌّ وضرر بالغ على سلوك الأطفال وتصرفاتهم، وكذلك على صحتهم وأبدانهم؛ كألعاب القتال والمقامرات والتي تدعو للإباحية، وكذلك التي تورث لدى الطفل العنف والصراع والعدوانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة