كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنه بينما تسجل أمريكا ثالث حالة إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور، يحذر مسئولو الصحة في المملكة المتحدة من أن "واحدًا من كل 20" من واردات الحليب الملوث التي تحمل الفيروس يمكن أن تصيب بريطانيًا.
تمويل لقاح جديد ضد انفلونزا الطيور
وقال مسئولو الصحة العامة أن المخاطر المحتملة من المكملات الرياضية المسحوقة، مع انتقال أنفلونزا الطيور إلى الإنسان من بقرة للمرة الثالثة فى أمريكا، وهى الأحدث فى سلسلة من هذه الحالات فى الأسابيع الأخيرة، قال خبراء الصحة العامة أن بريطانيا يجب أن تستعد لتفشى المرض.
ويأتى تحذيرهم فى الوقت الذى كشفت فيه إدارة بايدن أنها تتوسط فى صفقة من شأنها أن تسمح بإعطاء الأولوية لجرعات لقاح أنفلونزا الطيور بالنسبة للولايات المتحدة. وقالت لجنة من الخبراء المعينين من قبل حكومة المملكة المتحدة، أن الوضع فى أمريكا "غير مسبوق"، حيث شق الفيروس طريقه إلى الماشية، وعزز فرص انتقال العدوى من إنسان إلى آخر إلى ما يصل إلى 35 %، مقارنة بـ 5 % سابقا. وما زالوا يقيمون المخاطر الإجمالية الحالية على أنها "منخفضة جدًا" بالنسبة لبريطانيا، لكنهم حذروا من أن منتجات الألبان الخام الملوثة من الولايات المتحدة، والتى تمت الموافقة على استيرادها حاليًا، يمكن نظريًا أن تحتوى على الفيروس وتنقله إلى المملكة المتحدة.
وقدّروا أن هناك فرصة تصل إلى واحد من كل 20 لإصابة بريطانى بالعدوى عن طريق مثل هذه المنتجات فى الأشهر الستة المقبلة، وحذروا أيضًا من أن بريطانيا ستحتاج إلى تكثيف جهود المراقبة فى سبتمبر عندما تعبر الطيور من الولايات المتحدة، التى يحتمل أن تحمل الفيروس، المحيط الأطلسى كجزء من هجراتها السنوية.
وتقول وكالة الأمن الصحى فى المملكة المتحدة (UKHSA) أن هناك فرصة واحدة من كل 5 لإصابة الماشية البريطانية بفيروس أنفلونزا الطيور عبر هذا الطريق فى الأشهر الستة المقبلة، وإذا حدث ذلك، فقد قدر مسؤولو الصحة أن هناك فرصة تتراوح بين 40 إلى 50% لإصابة الشخص بعد ذلك بأنفلونزا الطيور.
لقاح انفلونزا الطيور
وقال خبراء مستقلون إن الخطر الحقيقي المتمثل في خطر حدوث جائحة جديدة بسبب أنفلونزا الطيور "لا يمكن استبعاده"، حتى أن البعض حذروا من أن الدول الأخرى قد ترغب في النظر في ترتيبات مماثلة للقاح أنفلونزا الطيور كتلك التي تجري في الولايات المتحدة.
كل ما تحتاج إلى معرفته عن تفشي أنفلونزا الطيور؟
أنفلونزا الطيور هي نوع معدي من الأنفلونزا ينتشر بين الطيور، وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتقل إلى الإنسان من خلال الاتصال الوثيق بطائر مصاب ميت أو حي.
ويشمل ذلك لمس الطيور المصابة أو فضلاتها أو الفراش، ويمكن أن يصاب الأشخاص أيضًا بأنفلونزا الطيور إذا قاموا بقتل أو إعدام الدواجن المصابة لتناولها.
الطيور البرية هي الناقلات، وخاصة عن طريق الهجرة، وبينما تتجمع هذه الكائنات معًا للتكاثر، ينتشر الفيروس بسرعة ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من العالم، تميل السلالات الجديدة إلى الظهور أولاً في آسيا، حيث يتوجه أكثر من 60 نوعًا من طيور الشاطئ والطيور المائية إلى ألاسكا للتكاثر والاختلاط مع الطيور المهاجرة من الولايات المتحدة، ويتجه البعض الآخر غربًا ويصيب الأنواع الأوروبية.
ما السلالات التي تنتشر حاليا؟
H5N1 وH3N8 وحتى الآن تم اكتشاف فيروس H5N1 في حوالي 80 مليون طائر ودواجن على مستوى العالم منذ سبتمبر 2021، وهو ضعف الرقم القياسي السابق في العام السابق، لا ينتشر الفيروس بسرعة فحسب، بل إنه يقتل أيضًا بمستوى غير مسبوق، مما دفع بعض الخبراء إلى القول إن هذا هو النوع الأكثر فتكًا حتى الآن.
الجائحة
تم إعدام الملايين من الدجاج والديوك الرومية في المملكة المتحدة أو إغلاقها. ولكن في وقت سابق من هذا العام، في 27 مارس، أُبلغت منظمة الصحة العالمية أيضًا بأن امرأة صينية أصبحت أول شخص يموت على الإطلاق بسبب سلالة H3N8.
وكانت المرأة البالغة من العمر 56 عامًا من مقاطعة قوانجدونج الجنوبية هي الشخص الثالث المعروف أنه مصاب بالنوع الفرعي H3N8 من أنفلونزا الطيور، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وعلى الرغم من ندرة الإصابة بفيروس H3N8 بين البشر، إلا أنه شائع في الطيور، لكنه لا يسبب سوى القليل من علامات المرض أو لا يسبب أي علامة على الإطلاق، كما أنها أصابت ثدييات أخرى.
انتقال انفلونزا الطيور للبن البقر واصابة شخص ثالث
هل يمكن أن تصيب أنفلونزا الطيور البشر؟
نعم، ولكن تم الإبلاغ عن 873 حالة إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور إلى منظمة الصحة العالمية منذ عام 2003، تم اعتبار المخاطر على الناس "منخفضة". لكن يتم حث الناس بشدة على عدم لمس الطيور المريضة أو النافقة لأن الفيروس قاتل، حيث يقتل 56% من الأشخاص الذين يتمكن من نقل العدوى لهم.
أشار تقييم حكومي لمخاطر أنفلونزا الطيور، نشرته وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة UKHSA ، إلى أن اللبن البقري الخام وهو مصطلح يشير إلى الحليب الذي يتم إنتاجه بعد فترة قصيرة من الولادة، باعتباره مصدر قلق كبير، وجاء في التقرير أن "واردات اللبن تستخدم في علف الحيوانات والاستهلاك البشري".
غالبًا ما يضاف اللبن البقري إلى علف العجول من قبل المزارعين في المملكة المتحدة خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياتهم، ومن المعروف أن مصادر هذه الإمدادات تأتي من الولايات المتحدة.
وحذر خبراء وكالة الأمن الصحى بالمملكة المتحدة، " UKHSA "، من أن البسترة، وهي العملية التي يتم من خلالها تسخين منتجات مثل الحليب لقتل مسببات الأمراض، قد لا تكون كافية لقتل أنفلونزا الطيور، بسبب المحتوى العالي من الدهون والبروتين في السائل الذي يحمي الفيروس.
يستخدم اللبن البقري "اللبن بعد الولادة أو ما يطلق عليه لبن السرسوب" في بعض مكملات البروتين المسحوقة المخصصة للاستهلاك البشري المتوفرة في المملكة المتحدة.
وأضافت وكالة الأمن الصحى في المملكة المتحدة، أنه من غير المعروف أيضًا ما إذا كانت عملية التجميد والتجفيف لإنتاج الحليب المجفف تعمل على تعطيل الفيروس بشكل كافٍ" موضحة أن المخاطر التي تشكلها واردات منتجات الألبان الخام من الولايات المتحدة يتم "دراستها" بشكل نشط من قبل مسؤولي الاستيراد وسلامة الأغذية في المملكة المتحدة، موضحة، إن هناك خطرا آخر معروف يتمثل في عادة بعض الركاب القادمين من الولايات المتحدة جلب منتجات الألبان، مثل منتجات الألبان غير المبسترة، إلى المملكة المتحدة بما يتعارض مع اللوائح، وقالت أيضًا إن علماء بريطانيين يعملون حاليًا على اختبار مدى فعالية تقنيات البسترة المختلفة في القضاء على أنفلونزا الطيور.
ويأتي تقييم UKHSA وكالة الامن الصحى بالمملكة المتحدة، إنه بعد أيام فقط من دراسة أشارت إلى أن أنفلونزا الطيور يمكن أن تنجو بالفعل من عمليات البسترة القياسية ومن المحتمل أن تسبب العدوى، والطريق المحتمل الآخر لتوغل أنفلونزا الطيور في المحيط الأطلسي هو الطيور المصابة بهذه السلالة الجديدة من أنفلونزا الطيور التي تشق طريقها عبر المحيط الأطلسي.
تقوم العديد من أنواع الطيور بهذه الرحلة إلى المملكة المتحدة اعتبارًا من سبتمبر فصاعدًا، وقال الخبراء إن مراقبة السلالات الجديدة من أنفلونزا الطيور، مثل تلك المنتشرة في الولايات المتحدة، سيكون أمرًا مهمًا.
أوصى خبراء وكالة الامن الصحى بالمملكة المتحدة، بأن يراقب الأطباء البيطريون عن كثب حالة الماشية في مزارع الألبان في المملكة المتحدة بحثًا عن أي علامات غير مبررة لمرض الحليب من الحيوانات ليتم إرسالها لأخذ العينات، كما تم نصحهم بالإبلاغ عن أي حالات وفاة أو أعراض غير عادية في الحيوانات الأخرى، سواء المنزلية أو البرية، في مزارع الألبان وكذلك تشجيع استخدام معدات الوقاية الشخصية بين العمال.
وقد نُصح مسؤولو الصحة بتحذير الجمهور من مخاطر استهلاك منتجات الألبان الخام و"النظر في التحقيق والاختبار السريع لعمال المزارع أو عمال الألبان الذين يعانون من أعراض تنفسية أو أعراض متوافقة" .
وقال البروفيسور بول هانتر، خبير الأمراض المعدية الشهير من جامعة إيست أنجليا، إن الوضع الحالي في الولايات المتحدة مثير للقلق مضيفا، إنه من المفترض أن الفيروس تطور ليصبح أفضل في الماشية، وبالتالي في الثدييات"، موضحا ، إن البشر هم ثدييات، وبالتالي فإن العدوى التي يتم التقاطها من الماشية يجب أن تكون أكثر قدرة على الانتشار بين البشر. وقال، إن القلق هو أنه إذا تطور الفيروس أكثر ليكون أكثر قدرة على الانتشار بين البشر، فسنكون معرضين لخطر جائحة آخر، لا يوجد دليل على ذلك في الوقت الحاضر، ولكن لا يمكن استبعاد مثل هذا التحول في المستقبل.
وأضاف أنه على الرغم من اتفاقه مع تقييم وكالة الأمن الصحى بالمملكة المتحدة، بشأن "المخاطر المنخفضة للغاية"، إلا أنه أضاف: "هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نستعد لأنفسنا". وقال: "لحسن الحظ، مع الأنفلونزا، نحن قادرون بالفعل على تعديل اللقاحات الحالية بسرعة إلى حد ما للمتغيرات الجديدة، بسرعة أكبر مما تمكنا من التعامل مع كورونا، إذا بدأ الفيروس في الانتشار بين البشر، فسيتعين علينا تكثيف إنتاج اللقاح.
واستطرد البروفيسور لورانس يونج، عالم الفيروسات في جامعة وارويك، إن المملكة المتحدة لا ينبغي أن تشعر بالأمان من عدم انتقال الفيروس إليها، مضيفا، نحن حقا بحاجة إلى مراقبة أنفلونزا الطيور في المملكة المتحدة. مؤكدا أنه لا يوجد ما يشير إلى انتقال العدوى من شخص لآخر في الوقت الحاضر، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نكون راضين عن أنفسنا". وأضاف أن التحرك الأمريكي بشأن لقاحات أنفلونزا الطيور كان بمثابة "إجراء احترازي معقول للغاية".
وأضاف البروفيسور فرانسوا بالوكس، خبير الأمراض المعدية في جامعة كوليدج لندن ، إن الوضع الحالي المتمثل في انتقال أنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة بشكل متكرر إلى البشر "بعيد عن المثالية"، مؤكدا، إن هذا مصدر قلق جدي وأعتقد أنه يجب معالجته بشكل عاجل أكثر من قبل السلطات الأمريكية. متابعا: أنه "من المنطقي بالنسبة للولايات المتحدة أن تخطط لمد خط أنابيب محتمل لإمدادات لقاح أنفلونزا الطيور، وقد ترغب دول أخرى في النظر في هذا الأمر أيضًا". إن أحدث حالة بشرية في الولايات المتحدة ، كانت لعامل مزرعة ألبان في ميشيجان، وشهدت المريض يعاني من أعراض تشبه أعراض البرد مثل السعال بالإضافة إلى إفرازات مائية من عيونه.
في حين أن الحالتين السابقتين أبلغتا أيضًا عن وجود عيون دامعة، فإن السعال هو المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن هذا العرض فيما يتعلق بالتفشي الحالي.
وأصر المسؤولون الأمريكيون، مثل نظرائهم في المملكة المتحدة، على أن الخطر على الجمهور لا يزال "منخفضا" وأنه لا يوجد ما يشير إلى أن الفيروس قد انتشر من شخص إلى آخر، وتأتي الحالة الأخيرة في أعقاب تسجيل حالتي إصابة أخريين بين عمال مزارع الألبان – واحدة في تكساس والثانية في ميشيجان الأسبوع الماضي، ولا توجد روابط بين الحالتين، حيث يشتبه في إصابة كل منهما عن طريق حالة منفصلة من انتقال الفيروس إلى البشر، ويشعر العديد من خبراء الصحة بالقلق إزاء نجاح الفيروس في القفز بين أنواع متعددة.
ويرى الخبراء أنه كلما زاد عدد الطفرات التي يكتسبها الفيروس، كلما زاد خطر تطوره لينتشر بشكل فعال بين الناس، وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص، حيث أن سلالات H5N1، تاريخياً، قتلت حوالي 50% من البشر الذين أصابتهم بالعدوى.
واستجابة للحالات والمخاوف المستمرة، تتطلع إدارة بايدن الآن إلى تمويل شركة موديرنا، صاحبة شهرة لقاح كورونا، لتطوير لقاح ضد المرض، وفي عملية مماثلة أدت إلى تسريع إنتاج لقاحات كورونا، تتطلع حكومة الولايات المتحدة إلى تمويل تجربة مرحلة متأخرة لجرعات من اللقاح تعتمد على تقنية mRNA، والتي تستهدف على وجه التحديد سلالة H5N1 التي تنتشر حاليًا في الولايات المتحدة، ولم يتم الكشف عن تكلفة الصفقة ولكن من المتوقع أن تصل إلى الملايين، ولكن في المقابل ستحصل الولايات المتحدة على الأولوية في الجرعات.