قال اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن الجهاز يؤدي دوراً هام وفعال باعتباره المسئول عن توفير الإحصاءات الرسمية للدولة في كافة المجالات الاقتصادية والديموجرافية والاجتماعية والبيئية، وذلك من خلال نظام إحصائي متكامل يباشر مهمة جمع ونشر البيانات الإحصائية المتعلقة بمختلف جوانب الحياة للسكان وأنشطتهم وبنوعية حياتهم وتطورها، وبأداء الاقتصاد الوطني، بما يتيح رصد الواقع وما تحقق من ثمار لجهود التنمية على المستوى الوطني استنادًا إلى مؤشرات لقياس التقدم والنمو.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده الجهاز اليوم، حفل إطلاق تقرير الطلب على العمالة اليوم، إن إطلاق التقرير الأول " الطلب على العمالة واحتياجات سوق العمل من المهارات"، جاء بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ومنظمة العمل الدولية، والذي يأتي في ظل التحول الكبير الذي تشهده الدولة المصرية نحو اقتصاد أكثر تنوعاً يشهد القطاع الخاص فيه نمواً ملحوظاً.
وأوضح أن التقرير يساهم وجود نظام معلومات لسوق العمل في المساعدة على اتخاذ القرارات الخاصة بسوق العمل وخلق فرص عمل جديدة والتعرف على حالة ومؤشرات العرض والطلب بسوق العمل بالإضافة الى ربط مخرجات التعليم والتدريب بسوق العمل وبمنظومة التوظيف واستخدام عناصر الجودة في التعامل مع منظومة التوظف في مصر، ويعد تحليل احتياجات سوق العمل أداة قوية لاتخاذ قرارات استراتيجية في مجال التوظيف وإدارة الموارد البشرية، مما يسهم في تحديد الاحتياجات والتوجهات المستقبلية للشركات والمؤسسات.
وأشار بركات إلى إنه من المهم اعداد كوادر فنية قادرة على المنافسة العالمية في سوق العمل لتلبية احتياجات العالم الخارجي، لافتا إلى أن سوق العمل في مصر يحظى باهتمام خاص في ضوء التغيّرات العالمية والتي جاءت في مقدمتها التقدُّم التكنولوجي الذي يشهده العالم والذي يُطلق عليه مصطلح الثورة الصناعية الرابعة، والذي يتميٍّز بالابتكار المتسارع وتبنّي تقنيات متطورة، والتي تُعد مزيجًا من التقدُّم في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمنصّات الرقمية، ... وغيرها من التقنيات التي تُشكِّل العديد من المنتجات والخدمات التي أصبحت لا غِنى عنها في الوقت الحالي والمستقبلي.
واعتبر بركات أن تلك التطورات اصبحت متطلبات جوهرية في أنماط العمل والتشغيل، وبلا شك سيتبعها ظهور وظائف جديدة كالتي تتعلق بالبيانات الضخمة وأنظمة الذكاء الاصطناعي وكذلك في المقابل اختفاء العديد من الوظائف الشائعة، وأنه تم عرض نتائج دراسة " الطلب على العمالة واحتياجات سوق العمل من المهارات " والتي استطاعت تحديد المهارات المطلوبة للعاملين بالقطاع العام والخاص، للمساهمة في دعم الخطط والمشروعات القومية التي تتبناها الدولة، ولعل هذا التقرير الذى اعده الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء بالتعاون مع منظمة العمل الدولية بمثابة دعم نحو الجمهورية الجديدة، وخاصة في ظل عصر تقوده التقنيات الرقمية الامر الذى يتطلب عمالة ذات مواصفات خاصة تتسم بقدرتهم على خلق الافكار والابتكارات الجديدة للمستقبل، في ضوء استراتيجية الدولة لمكافحة البطالة وزيادة معدلات التشغيل، وذلك بهدف توثيق سياسات سوق العمل، وتقديم خدمات ومحفزات التشغيل، وتوفير المعلومات الحقيقية، والمشاركة بشكل أوسع في القضاء على البطالة، وتوحيد خطط وبرامج الدولة في استراتيجية موحدة، للخروج بوثيقة معلوماتية وخدمية تتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلى والدولي.
وقال رئيس جهاز الإحصاء ، إن الاستثمار في التعليم والتدريب للإسراع من وتيرة التحول التكنولوجي هي السبيل الوحيد نحو تنفيذ الأساليب الاستراتيجية التي ستتبناها استراتيجية التشغيل نحو تطوير القوى العاملة، وضرورة تحديث منظومة التعليم بالتكنولوجيات الحديثة وتنمية المهارات المعرفية والفكرية التي اتفق العالم على أنها الأهم في الفترة الحالية، والاهتمام بالفئات الأكثر احتياجا ً بسوق العمل خاصة فئتي النساء والشباب والذي يسعى العالم على دمجهما ضمن برامج خاصة للتنوع، والشمول والمساواة كأولوية قصوى.
واضاف رئيس الجهاز أن هذه الدراسة تسعى إلى رصد وتحليل احتياجات سوق العمل المصري من تعليم ومهارات طبقا للقطاع والمهن المختلفة، مع التركيز على المهارات الأكثر طلبا لسوق العمل المصري، من خلال تحليل المهارات المطلوبة للمهن الحالية والوظائف الشاغرة.