يدلى الأوروبيون بأصواتهم بين الخميس والأحد، 6-9 يونيو، عبر بلدان التكتل لتجديد البرلمان الأوروبي فى انتخابات يتوقع أن تكرس صعود اليمين المتطرف والأحزاب القومية، ما قد يعيد رسم توجهات الأجندة السياسية فى بروكسل، وسيختار حوالى 370 مليون ناخب نوابهم الـ720 فى 27 انتخابات وطنية مختلفة ينظمها كل دولة.
وفى ظل التضخم المرتفع ما بعد وباء كورنا والحرب فى أوكرانيا التى أججت أزمة الطاقة ونقاط التوتر التجارية والحرب فى قطاع غزة وغضب المزارعين، تركزت النقاشات حول خيارات الاتحاد الأوروبي الإستراتيجية بمواجهة الصين والولايات المتحدة، ولا سيما مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو معروف بعدم اهتمامه بأوروبا، وتعتبر هذه التحديات الأكثر إلحاحا قبل الانتخابات الأوروبية، بالإضافة إلى أزمة تغير المناخ وتشريعات الميثاق الأخضر الطموحة التى تشكل سوق الكربون والطاقة والنقل وإزالة الغابات وغيرها من القضايا البيئية.
وأظهر التحقيق الذى نشرت نتائجه فى أبريل أن مسائل مكافحة الفقر والصحة العامة ودعم الاقتصاد وكذلك الدفاع والأمن تتصدر مشاغل المواطنين الأوروبيين، متقدمة على البيئة والهجرة التى كانت موضع "ميثاق" أوروبى أقر مؤخرا بعد مفاوضات شاقة.
والبرلمان التى يتخذ مقرا فى ستراسبورج وبروكسل هو المؤسسة الوحيدة المنتخبة فى الاتحاد الأوروبى وهو مكلف التفاوض وإقرار التشريعات بالتنسيق مع مجلس الاتحاد الأوروبى الذى يضم الدول الأعضاء، بناء على اقتراحات المفوضية.
ومن المتوقع أن تبقى الغالبية فى البرلمان المقبل لـ"الائتلاف الكبير" الذى شكلته المجموعات السياسية الثلاث الكبرى، حزب الشعب الأوروبى PPE (يمينى، الكتلة الأولى فى البرلمان الأوروبي) والتحالف التقدمى للاشتراكيين والديموقراطيين S&D وكتلة "تجديد" ("رينيو"، ليبراليون)، من أجل إقرار معظم النصوص المطروحة.
غير أن أحزاب اليمين الراديكالى والأحزاب القومية قد تتخطى حزب الشعب الأوروبى من حيث العدد الإجمالى للنواب الأوروبيين، ما سيمنحها إمكانية التأثير فى ملفات جوهرية مثل الدفاع الأوروبى بمواجهة التوسع الروسى والسياسة الزراعية الجديدة وسبل تحقيق تحييد أثر الكربون وغيرها.
وتتوقع استطلاعات الرأى صعود هذه الأحزاب بعد تقدمها فى عدد من الانتخابات الوطنية ووصولها إلى السلطة مؤخرا فى إيطاليا وهولندا.
واليمين المتطرف منقسم فى البرلمان الأوروبى إلى كتلتين هما كتلة "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" ECR (حزب فراتيلى ديتاليا الإيطالى وحزب العدالة والقانون البولندى حزب فوكس الإسبانى وحزب "استرداد" أو "روكونكيت" الفرنسى وغيرها)، وكتلة "الهوية والديموقراطية" ID (التجمع الوطنى الفرنسى والرابطة الإيطالية والبديل من أجل ألمانيا)، اللتان قد تفوزان معا بحوالى ربع المقاعد.
التصويت يتحول لاستفتاء على شعبية ماكرون وميلونى
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية أن التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبى، مطلع يونيو المقبل، من الممكن أن يتحول إلى استفتاء على شعبية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلونى.
وقال النائب البلجيكى بينوا لوتن، عضو كتلة البرلمان الأوروبى، قوله إنه "فى العديد من البلدان، يتم تحويل الانتخابات الأوروبية نحو قضايا وطنية وغير أوروبية، على سبيل المثال فى فرنسا، حيث يمكن أن يتحول التصويت إلى استفتاء لصالح أو ضد إيمانويل ماكرون، وأضاف أن الأمر ذاته ينطبق على إيطاليا، حيث تخوض رئيسة الحكومة جورجيا ميلونى هذا الاستحقاق الانتخابى، ممثلة لليمين المتطرف، على رأس قائمة حزبها "فراتيلى ديتاليا".
وقال بياتريس كوفاسى، عضو البرلمان الأوروبى الإيطالى وعضو مجموعة الديمقراطيين الاشتراكيين فى البرلمان الأوروبى فى هذا السياق بقوله: "نحن نجازف بإجراء تصويت وطنى على سجل جورجيا ميلونى، وليس على القضايا الأوروبية الكبرى" معتبرًا أن ذلك "أمر مؤسف"
أبرز المرشحين
وتمثل رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلونى أبرز المرشحين لهذا الاستحقاق الانتخابى. وينزل اليمين المتطرف الإيطالى بكامل ثقله من خلال ترشيح رئيسة الحكومة التى قالت إنها تتقدم بمشروع واضح: "افعلوا فى أوروبا ما فعلناه فى إيطاليا".
وفى ألمانيا تمثل رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية أورسولا فوندرلاين الاتحاد الديمقراطى المسيحى، فيما يتقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" (أقصى اليمين) لهذا الموعد الانتخابى بقائمة يرأسها ماكسيمليان كراخ.
فرنسا تقدمت 37 قائمة لهذا الموعد الانتخابى، ويرأس جوردان بارديلا قائمة حزب التجمع الوطنى (أقصى اليمين) للمرة الثانية على التوالى، رغم أنه لا يتجاوز سن 28 عاما، فيما ترأس فاليرى هاير (37 عاما) قائمة الأغلبية الرئاسية، وترفع القائمة شعار "حاجة أوروبا"، ويرأس رافائيل كلوكسمان قائمة الحزب الاشتراكى الفرنسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة