تحل فى مثل هذه الأيام ذكرى ميلاد الروائي والشاعر الإنجليزي توماس هاردى، إذ ولد في مثل هذا اليوم 2 يونيو 1840، وقد أحدث جدلًا خلال حياته الأدبية، حيث رفضت أول أعماله وقام بتدمير مخطوطاتها خوفًا من عدم نشر أي رواية أخرى له بسبب موقف الرواية السياسي، كما اهتم هاردي بنقد أوضاع المجتمع الفيكتوري، وقد اكتسب شهرته في البداية كروائي أكثر منه كشاعر.
كتب توماس هاردي أو أعماله الأدبية في عام 1867 وكانت رواية تحت عنوان "الرجل البائس والسيدة النبيلة" ولكنه فشل في نشر الرواية لأنه لم يجد ناشر، ثم قام بعرضها على مقربيه وأصدقائه، وجاء رد الروائي الشاعر الفكتروي "جورج ميريديث" أن تلك الرواية قد تتسبب في جدلًا سياسيًا من الممكن أن يكون سبب في عدم نشر أي رواية أخرى لـ هاردي، ولذلك قرر الأخير عدم نشر الرواية وقام بتدمير مخطوطاته التي كتبها بيده لمحتوى هذا العمل.
وفي عام 1871 كتب "هاردي" رواية جديدة بعنوان "العلاجات الميؤوس منها" ثم تبعها برواية أخرى "تحت الشجرة الخضراء" في عام 1872، ونشرت كلاهما تحت اسم مجهول، وفي عام 1873 كتب رواية "زوج من العيون الزرقاء" والتي كانت تصور علاقته مع زوجته الأولى، ونشرت الرواية باسمه هذه المرة، ثم تناول بعدها ولأول مرة فكرة المنطقة الخالية في غرب إنجلترا "ويسكس" في رواية "بعيدًا عن الحشد الصاخب" والتي نشرت عام 1874، حققت هذه الرواية نجاحًا كبيرًا ممكن جعله يتخلى عن عمله كمهندس ويواصل مسيرته الأدبية.
كتب بعد ذلك توماس هاردي ما يزيد عن عشر روايات خلال حوالي 25 عام، وذلك أثناء انتقال عائلته من لندن إلى يوفيل ثم إلى ستورمينستر نيوتن، وهو المكان الذي كتب فيه رواية "عودة المواطن" في عام 1878، وقد كتب القصة الرومانسية "اثنين في البرج" في عام 1882، وفي عام 1885 انتقلت العائلة مرة أخرى إلى ماكس جايت، وكتب هناك ثلاثة روايات "عمدة كاستربريدج" و"أهل الغابات" و"تس من آل دربريل" خلال أعوام 1886 – 1887 – 1891، ولاقت روايته الأخيرة انتقادات كبيرة بسبب تصويرها المتعاطف مع "امرأة ساقطة" حتى أنها قوبلت في البداية بالمنع من النشر، وقوبلت رواية هاردي الأخرى التي نشرت في عام 1895 بعنوان "جود الغامض" بردود أفعال سلبية أكثر من سابقتها بسبب تناولها لمواضيع مثيرة للجدل تخص موضوعات شائكة، حتى أنها أثارت مخاوف زوجة هاردي، إيما، من أن تتم قراءة الرواية كسيرة شخصية لزوجها، اضطر بعض الباعة لبيع الرواية في أكياس ورقية حتى لا يتم التعرف عليها، في حين قام رئيس أساقفة ويكفيلد، ويلسهام هوو، بحرق نسخة من الرواية.
وقد تناول هاردي الحادثة بشكل عفوي سنة 1912 قائلا حول كتابه: "بعد الأحكام الصادرة من الصحافة، كانت محنته اللاحقة هي أن يتم حرقه من طرف رئيس أساقفة، وهذا قد يكون راجعا ليأسه من أن يكون قادرا على حرقي أنا" رغم كل هذه الانتقادات، زادت شهرة هاردي خلال أوائل القرن العشرين، ونشر رواية أخرى تحت عنوان "المحبوب بشكل جيد" سنة 1897.