تعيش المدن الأوروبية حالة من الطوارئ بسبب أزمة تغير المناخ، وتخرج مظاهرات حاشدة فى حوالى 113 مدينة أوروبية احتجاجا على تلك الأزمة، مع ظهور العديد من التحديات التى تواجه القارة خاصة فى ظل نقص المياه ، وانخفاض معدل الخزانات ، بالإضافة إلى انتشار الحشرات، وذلك مع الاستعداد للانتخابات الأوروبية فى الفترة من 6- 9 يونيو .
مظاهرات فى 113 مدينة أوروبية
دعا تحالف المناخ إلى تنظيم مظاهرات في ثماني مدن إسبانية للمطالبة بالتفكير في تغير المناخ وأن تكون هذه القضية محورية في المناقشات الأوروبية، والاحتجاجات الموجودة فى جميع أنحاء أوروبا.
ودعت المنظمات غير الحكومية المعنية بالمناخ المتجمعة حول تحالف المناخ إلى مظاهرة حول ساحة بلازا مايور في مدريد تحت شعار "دفاعًا عن العدالة المناخية، لن تمر، وهي واحدة من المسيرات الثمانية (ستكون هناك أيضًا في بلباو، سيوداد ريال) وغرناطة ولوجرونيو ومورسيا وفالنسيا وسرقسطة).
وينضم هذا التركيز إلى الدعوات التي ستتم في نفس اليوم في 113 مدينة أوروبية منتشرة في 13 دولة، ومعهم، تدعو المنظمات المتجمعة حول منصات المناخ الدولية جميع المواطنين الأوروبيين إلى التفكير حتى يتم سماع صوت المدافعين عن البيئة ، فوق الخدع والإنكار، والمطالبة ببناء مستقبل.
وتستهدف المظاهرات الأوروبية التى أطلق عليها "أيام الجمعة من أجل المستقبل" التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2035 ومضاعفة الاستثمار في الطاقات المتجددة والصناعات المحايدة للمناخ.
وفي بيانه، يريد تحالف المناخ من الاتحاد الأوروبي زيادة طموحه المناخي لضمان إزالة الكربون التي تحد من متوسط الزيادة في درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وعلى نحو مماثل، تسعى إلى إلغاء كافة أشكال الدعم، الصريحة أو السرية، لإنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز.
وعلاوة على ذلك، تحث على تطبيق معايير العدالة الدولية، الكمية وغير الكمية، في تمويل مكافحة تغير المناخ، بحيث تتحمل الثروات الكبيرة والبلدان التي كانت انبعاثاتها ولا تزال السبب الرئيسي في ذلك. أسباب تغير المناخ. وبهذا المعنى، فإنها تطلب إعفاء بلدان الجنوب العالمي من حجم الديون وفوائدها، وتوفير الأموال اللازمة لتكيفها مع تغير المناخ مجانا.
وكانت شهدت مدينة برلين الألمانية، خروج حوالى 10 آلاف شخص في العاصمة الألمانية برلين ، من أجل حماية المناخ والديمقراطية، وذلك قبل إجراء الانتخابات الأوروبية، المقرر انعقادها في ألمانيا 9 يونيو المقبل.
وقالت المتحدثة باسم الحركة في برلين فريدة إيجلينج، إنه يتعين على البرلمان الأوروبي الجديد أن يتخذ موقفًا واضحًا لصالح حماية المناخ والديمقراطية.
طوارئ فى إيطاليا
تعانى جزيرة صقلية الإيطالية من الجفاف الشديد، حتى أعلنت الحكومة الطوارئ ، حيث أقل هطول للأمطار خلال الثلاثين عامًا الماضية مخاوف من ثالث أسوأ أزمة مياه فى هذه الجزيرة الإيطالية، حسبما قالت صحيفة المساجيرو الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2023، سقط 150 ملم فقط من الأمطار في صقلية، وهي جزيرة أكبر حتى من بعض البلدان، وبعد بضعة أشهر، أعلنت حكومة المنطقة حالة الطوارئ بسبب الجفاف، وحذر الخبراء من أنها قد تكون ثالث أسوأ أزمة مياه تعاني منها الجزيرة في كل التاريخ.
وبما أن الكثير من سكان المدينة واقتصادها يعتمدون على الزراعة، فإن نقص المياه له عواقب واسعة النطاق، وتغير المناخ يترك العديد من مناطق جنوب أوروبا في حالة جفاف ، ولكن هل هو المسؤول حقاً عن الأزمة في صقلية أم أن المشكلة تكمن في النقص المزمن في التمويل الذي يتلقاه جنوب إيطاليا من الحكومة الوطنية.
وفى إسبانيا ، انتشر الذباب بشكل كبير فى الآونة الأخيرة فى المدن الإسبانية، مما يجعل حياة المواطنين بائسة، وهذا يعود إلى أزمة تغير المناخ التى تهدد العالم، حيث أنه بمجرد ولادتهم وهم يذهبون للبحث عن الطعام فى المنازل ويسببون إزعاج كبير لدى السكان خاصة أنه يصعب خروجهم من المنازل.
كما شهدت مدينة كتالونيا حالة طوارئ جديدة بسبب انخفاض منسوب الخزانات فى البلاد.
اليمين المتطرف
مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، يعكف كثيرون على تقييم الكيفية التي نجحت بها السياسات المختلفة في تحويل الاتحاد الأوروبى على مدى السنوات الخمس الماضية، عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، جلبت القوانين الجديدة التاريخية تغييرات كبيرة مع تدابير تهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 55 % بحلول عام 2030، وهناك مخاوف من فوز اليمين المتطرف الأوروبى على تغير المناخ .
وانتقد المشرعون الديمقراطيون الاشتراكيون صعود الشعبوية اليمينية، وأزمة المناخ، بينما ركز المشرعون اليمينيون والوسط على الحرب الروسية على أوكرانيا وأمن التكتل الأوروبي باعتبارهما الأهم والأبرز.
وقبل خمس سنوات، ساهمت التظاهرات الشبابية من أجل المناخ في فرض موضوع البيئة إذ أدرجته المفوضية الأوروبية في صلب خطتها الواسعة النطاق لإنعاش الاقتصاد بعد جائحة كوفيد، قبل إطلاق رزمة تشريعات "الميثاق الأخضر" الطموحة التي شملت سوق الكربون والطاقة والنقل وإزالة الغابات وغيرها من المسائل البيئية.
غير أن هذا "الميثاق الأخضر" بات مسألة سياسية خلافية بسبب المخاوف من انعكاساته على التنافسية الصناعية والزراعة والقوة الشرائية.