سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..30 يونيو 1970.. عبد الناصر يجتمع مع القادة السوفييت في موسكو لطلب أسلحة جديدة استعدادا لمعركة العبور.. والدفاع الجوي يبدأ ملحمة "أسبوع تساقط الطائرات الإسرائيلية"

الأحد، 30 يونيو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..30 يونيو 1970.. عبد الناصر يجتمع مع القادة السوفييت في موسكو لطلب أسلحة جديدة استعدادا لمعركة العبور.. والدفاع الجوي يبدأ ملحمة "أسبوع تساقط الطائرات الإسرائيلية" نصر اكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سافر الرئيس جمال عبد الناصر إلي الاتحاد السوفيتي يوم 29 يونيو 1970، يرافقه وفد مكون من علي صبري مساعد رئيس الجمهورية، والفريق أول محمد فوزي وزير الحربية، ومحمود رياض وزير الخارجية، والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وفي 30 يونيو، مثل هذا اليوم، 1970 بدأت أولي الاجتماعات مع القادة السوفييت، ويصفها محمود رياض في مذكراته " البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط" :"كانت أكثر جولات المباحثات حسما مع الاتحاد السوفيتي"، ويذكر الكاتب الصحفي محمود عوض في كتابه "اليوم السابع، الحرب المستحيلة، حرب الاستنزاف" :"من الجلسة الأولي للمباحثات مع القيادة السوفيتية، كان تركيز جمال عبد الناصر علي الجانب العسكري ،حيث استكملت القوات المسلحة التدريبات اللازمة لعبور القناة".


وفيما كانت موسكو تشهد أول اجتماعات عبدالناصر مع القادة السوفييت خلال هذه الزيارة، كان الجيش المصري يسجل بطولة عسكرية رائعة يذكرها الفريق فوزي في مذكراته "حرب الثلاث سنوات 1967، 1970"، قائلا: "تمكنت الصواريخ من تدمير 8 طائرات قاذفة مقاتلة سكا ي هوك وفانتوم غرب القناة، وأسرت قواتنا 5 طيارين أحياء يوم 30 يونيو 1970، وتوالي تدمير طائرات العدو، ففي 2 يونيو 1970 دمرت الصواريخ طائرتين، وفي 3 يونيو دمرت 3 طائرات، وفي 6 يونيو دمرت طائرتين، وكانت كل هذه الطائرات من نوع الفانتوم ".


كان مجموع الطائرات التي أسقطتها القوات المصرية لإسرائيل 15 طائرة خلال أسبوع واحد وأسرت تسعة طيارين أحياء، وفقا لمحمود عوض، مضيفا: "سمي أسبوع سقوط الطائرات، وسجلت القوات المصرية غرب القناة حوارا باللاسلكي بين طيار إسرائيلي وزميله أثناء فرارهما عائدين بطائرتيهما: إن الصواخ في المنطقة كعش الغراب، كلما ضربنا واحدة ظهرت أخري، إن المصريين زرعوا الأرض بالصواريخ غرب القناة".


جاء هذا التطور كنتيجة مباشرة لإنشاء شبكة الصواريخ المصرية بمساعدة السوفييت، حسب تأكيد انجي محمد جنيدي في كتابها "حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 – 1970"  ، وتضيف، أن مصر قررت القيام باستكمال شبكة الصواريخ بمساعدة السوفييت وبشكل سريع ، من خلال خطة مدروسة عملت فيها علي حماية القائمين بتجهيز المواقع المحصنة والدشم، ثم التقدم علي وثبات متتالية".


تضيف "جنيدي": "بدأت الخطة المصرية في الثامن والعشرين من يونيو 1970 بتجهيز المجموعة الأولي للتحرك للوصول بالصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات المصاحبة لها إلي مواقعها ليلا ثم بدأ التجهيز للاشتباك، ومع صباح التاسع والعشرين من يونيو، كانت هذه الوحدات جاهزة في مواقعها الجديدة، ولم يشعر العدو بهذه القفزة الخطيرة وبالتالي لم يقم بأي رد فعل، وبعد آخر ضوء من نفس اليوم قامت المجموعة الثانية باحتلال مواقعها الجديدة شرق المجموعة الأولي، وصباح الثلاثين من يونيو احتلت المجموعات أماكنها من توفير الحماية علي مسافة ثلاثين كيلو متر غرب القناة"، ويؤكد محمود عوض، أنه في خلال الأيام التالية سوف تصبح القيادات الإسرائيلية في حالة هستيريا بسبب نجاح الشبكة الصاروخية المصرية الجديدة.


هكذا أكد الوضع علي جبهات القتال النقلة العظيمة التي أحدثها سلاح الدفاع الجوي المصري، أما في موسكو ووفقا لفوزي: "عقدت الجلسة الأولي يوم 30 يونيو 1970 مع القادة السوفييت، وكان عرض الموقف العسكري من الرئيس عبد الناصر علي الجبهة يشمل تعرض قواتنا علي الجبهة لغارات كثيفة جدا من طائرات الفانتوم الأمريكية المجهزة بمعدات الكترونية متطورة للغاية، وأن هدف إسرائيل من ذلك كما صرح زعماؤها منع الجيش المصري من استكمال استعداداته الهجومية لتحرير أرضنا المحتلة، وأنه بالرغم من الخسائر الكبيرة في قواتنا علي الجبهة إلا أن روحها المعنوية عالية جدا، وأن لدي قواتنا الثقة الأكيدة في قدراتنا المتزايدة علي إحداث خسائر في القوات الإسرائيلية لا تستطيع تحملها، وأن حجم قواتنا حاليا ثلاثة أرباع مليون مقاتل سوف يصل في آخر 1970 إلي مليون، ولكن المشكلة الراهنة أن الولايات المتحدة تزود إسرائيل بمعدات للحرب الالكترونية ليس لدينا ما يماثلها، كما أن طائرات الميج 21 لا يمكنها البقاء في الجو مدة طويلة مثل طائرات الفانتوم".


يؤكد فوزي، أن الرئيس عبد الناصر أنهي هذه الجلسة بطلبات محددة عن امدادا بأجهزة الحرب الالكترونية المتطورة لرفع كفاءة وقدرة نظامنا الجوي، وامدادنا بطائرة قاذفة ثقيلة لردع إسرائيل في حالة محاولاتها لضرب العمق المصري، واستكمال شبكة الدفاع الجوي بالصواريخ عن باقي صعيد مصر وخاصة منطقة أسوان لوقاية السد العالي، بالإضافة إلي بعض المعدات والتجهيزات الأخرى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة