علا الشافعى تكتب: 30 يونيو.. حين حطم شعب مصر «أصنام النخب» وكفر بـ«دين الإخوان».. 11 عاما على نسف أكذوبة «حزب الكنبة» والانتصار على ميليشيات الدم والنار فى ميادين الثورة

الأحد، 30 يونيو 2024 11:00 ص
علا الشافعى تكتب: 30 يونيو.. حين حطم شعب مصر «أصنام النخب» وكفر بـ«دين الإخوان».. 11 عاما على نسف أكذوبة «حزب الكنبة» والانتصار على ميليشيات الدم والنار فى ميادين الثورة علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هى ذكرى لاسترجاع الكثير من المشاهد والصور، لنرى كيف كنا وكيف صرنا، ولماذا اتخذنا مسارات محددة فى الحياة، هى مناسبة تذكرنا بأسباب الاختيار ومنهجية القرار، وحدث فارق، يضعنا أمام أسئلة عدة واجابة واحدة: عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ولن يفصلنا عن النور حجاب الجهل، أو ستار زائف باسم الدين، إنها ذكرى 11 عاما على ثورة 30 يونيو.

فى الذكرى الحادية عشرة، نتذكر كيف حطم المصريون أصفاد الخوف، وكيف نسفوا - بإرادة حرة - أكذوبة «حزب الكنبة» رددها البعض ممن لقبوا أنفسهم بـ«النخب» وممن ظننا أن امتهانهم السياسة لعقود كفيل بأن نراهن على قدرتهم على إدارة البلاد فى سنوات الارتباك التى تلت 2011، فإذا بمن نُعتوا بـ«حزب الكنبة» يغيرون مسار الأحداث، ويرسمون بهتافهم ولافتاتهم الصادقة ملامح التاريخ لدولة جديدة، مؤمنة بأهدافها، ومخلصة لقضيتها.


كان الخوف قاسما مشتركا لملايين المصريين الذين هتفوا فى ميادين 30 يونيو، وفزعوا من محاولات اختطاف بلدهم بأشكال مختلفة وفى كل المؤسسات عبر ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها فى مختلف المؤسسات والقطاعات بهدف تغيير هوية هذا البلد.


30 يونيو كان يوما يمتلئ بالكثير من التفاصيل التى آراها أمام عينىّ، أو استرجعها كشريط ممتلئ بالصور بات مرتبطا بالأماكن التى كانت نقاط تحرك للحشود الرافضة لحكم الإخوان، الزمالك، ميدان التحرير، قصر الاتحادية، وغيرها من الأماكن التى كانت تنبض بحيوية لا ينكرها المنظرون، وحماس لا يغفله أهل النخب التى فشلت فى اختبار تلو الآخر، وكانت سببا فى عرقلة مسيرة هذا البلد لسنوات عدة، قبل أن يكتب هذا الشعب، وبدعم من جيشه سطر نهاية الفوضى، ويدشن نقطة انطلاق نحو الجمهورية الجديدة.


أتذكر تلك الجموع التى احتشدت فى هذا اليوم خوفا على مصر وعلى هويتنا، على الكثير من القيم والمعانى التى كنا نراها تكاد تمحو أو تتضاءل من حياتنا، وقتها احتشدنا فى ميدان التحرير، بقى البعض وتحركت مظاهرة أخرى فى طريقها إلى قصر الاتحادية، فى تصميم واضح على استرداد مجتمع وبلد كنا نشعر حينها أنه يسرق منا، لم نشعر بطول المسافة، ولا بتفاصيل الطريق، فقط حشود تسير وتهتف وتنضم إليها جموع أخرى، يقف من يقف أمام منزله، أو فى الشرفات يحيون الجموع، ويهتفون معهم كان التصميم يملأنا وصرخنا حينها بكل ما أوتينا من قوة «تحيا مصر»، وكذبوا علينا باسم الدين لا إخوان ولا مسلمين»، كان الهدف واضحا وماثلا أمام أعيننا لن نعود، ولن نترك مصر.


كانت المطالب واضحة، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة بعد عام وثلاثة أيام فقط من حكم الإخوان المسلمين، كان ذلك اليوم كاشفا لعمق الشخصية المصرية، وذلك المجتمع الذى تذوب فيه كل الخلافات والاختلافات فى أوقات الأزمات الكبرى، تمسك بيد من يجاورك فى المظاهرة وأنت لا تعرفه، يجمعكما شىء واحد، حب هذا البلد والخوف عليه، تطلب زجاجة مياه تناولك أياد كثيرة لتشرب، تقف لتلتقط أنفاسك يلتف حولك الكثيرون ليسألونك إذا كنت بخير.


فى هذه الساعات الحاسمة من عمر هذا البلد، رأينا الإرهاب واضحا، والترويع شاخصا حين استشهد الزميل الحسينى أبوضيف، وحين انتشرت ميليشيات الإخوان فى محاولة أخيرة لكسر صلابة هذا الشعب وإرهابه، إلا أن الهتاف كان واحدا وقويا: «الشعب يريد إسقاط الاخوان».


30 يونيو كان هو يوم الإرادة المصرية الأصلية التى انتصرت لهويتها، وكان تأكيدا شعبيا لصمود الجمهورية ضد التطرف الدينى والجماعة الإرهابية، وضد التدليس الذى مارسته هذه الجماعة على المصريين، كما عكس عمق الروابط التى تجمع بين أبناء الوطن الواحد، الذين كان شعارهم المواطنة أولا وأخيرا.


30 يونيو هو اليوم الذى حطم فيه المصريون أصنام النخب التى وصفت غالبية هذا الشعب بـ«حزب الكنبة»، وتلك الأحزاب والقوى المنتفعة ممن تحالفوا مع الإخوان حينا، وخالفوهم فى أحيان أخرى، فقط من أجل مصالحهم، دون التفات لأحلام هذا الشعب وطموحات هذه الأمة.


30 يونيو هى ذكرى لاسترجاع كيف كنا وكيف أصبحنا، وهى مناسبة تضعنا أمام أسئلة قد تتشابك وربما تتعدد، إلا أن الإجابة دوما كانت مصر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة