هنا قرية الهمامية التابعة لمركز البداري جنوب شرق محافظة أسيوط، هنا قتلت البراءة لتتشح القرية والقري المجاورة بالسواد، عقب اكتشاف جريمة القتل البشعة التي نفذها 3 أشقاء أشقياء في أحد أقاربهم الطفل محمد عصام، صاحب الـ 8 سنوات بسبب خرافات التنقيب عن الأثار، حيث قاموا باستدراجه وذبحه وقطع يديه لتقديمها لدجال لفتح مقبرة أثرية.
لحظات مرعبة تحبس الأنفاس، وقف الشيطان عاجزا عما دبر وخطط له هؤلاء القتلة الذين عمى الطمع أعينهم وانساقوا وراء كلام مشعوذ.
كالعادة خرج الطفل "محمد" ابن الـ 8 سنوات من منزله إلى الشارع، وعيناه مليئة بالسعادة للهو واللعب مع أبناء سنه فى ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ولا يعلم أن المكر وخديعة الأقارب في انتظاره، فمجرد مشاهدة أحد القتلة للطفل ارتدى قناع الخديعة ليخفى ما يضمره من شر حيث استدراجه إلى حظيرة مواشي بعيدة عن القرية بحجة شراء الحلوى، وما أن دخل به إلى الحظيرة ودخل المتهم الثانى خلفهم واستل السكين أصيب الطفل بحالة فزع من هول النظرات الإجرامية التي كانت في عيوان القتلة.
داخل حظيرة المواشي في الزراعات بأطراف قرية الهمامية كانت في تلك اللحظات الشيطان يوزع أدوار الشر على المتهمين، فقام الأول بشل حركة الطفل وهم الثاني لذبحه بكل وحشية، والثالث كان في الخارج يراقب الطريق، والأرض تهتز من هول الجريمة وتكاد جدران الحظيرة تنطق من هول ما حدث بداخلها.
دموع الطفل خرجت وقت معرفته بالخيانة، حاول يطلق استغاثته الأخيرة على والديه وجسمه يرتجف، لكن السكين كانت أسرع إلى رقبته فتم نحرها بدم بارد لتخرج روح "محمد" إلى بارئها لتشكوا غدر الأقارب.
لم يكتف قتلة "محمد" بذبحه، فقد هم أحدهم بقطع كفيه كما هو متفق عليه لبيعها لأحد الدجالين الراغبين في التنقيب على الآثار، وبعد الانتهاء من التمثيل بالجثة فكروا كيف يوارون سواءة الطفل الصغير، فاهتدوا إلى التخلص من الجثمان بوضعه داخل جوال وإلقائه في أحد الحقول الزراعية، واخفاء يدي الضحية تمهيدا لبيعها.
نترك مكان تنفيذ الجريمة وننتقل لوسط القرية حيث يسكن أهل الطفل الضحية، فخرج والده وأهله يبحثون عنه في كل مكان، بدء القلق يسيطر عليهم كلما مر الوقت ولم يجدوا الصغير الذى أحبه كل أهل القرية أقاربه من الجناة، الام تبكي وبدأت تشعر بأن مكروه حصل لفلذة كبدها، الأب حاول أن يتماسك وقلبة يتقطع حزنا على فقدان ابنه الحبيب.
والد الطفل
بكلمات تغلفها نبرات الحصرة على فقدان نجله، قال عصام مهران والد الطفل، إنه يوجد متهمين أخرين في القضية، وأنه على ثقه أن حق أبنه سيعود، وأنه والدة المتهمين الثلاثة وزوجها متورطين في واقعة قتل نجله.
وتابع: والدة المتهمين كانت تراقب منزلنا منذ فترة، وأنه يوجد متهمين أخرين في واقعة التنقيب عن الآثار وقتل ابنى، ومش حسيب حق ابنى، اللى اتخطف غدر.
على قلب رجل واحد تجمع أهل القرية وقاموا بالبحث عن الطفل في الحقول وفى المصارف لعلهم يجدوا الطفل الصغير، المئات من أهل القرية بدأوا البحث عن الطفل، وعمه يسأل عنه هنا وهناك ولكن دون جدوي، فأربع أيام من العذاب عاشها أهل الطفل قبل أن يصلهم الخبر المفجع، ويشاهد أحد الجيران بالقرية جثة الطفل في حقله.
الصدمة أصبحت مرسومة على وجوه أهل مركز البداري خاصة وكل من سمع بقصة "محمد" عامة، بعد العثور على الجثة قبض على المتهمين الثلاثة ليعترفوا بجريمتهم النكراء، وأنهم قتلوا البراءة من أجل تقديم كفي الطفل لدجال للتنقيب عن الأثار.
النيابة العامة وهي الحصن المنيع لرد الحقوق لأصحابها أصدرت، بيانا بشأن التحقيقات التي تجريها في القضيَّة رقم 3316 لسنة 2024 إداري مركز البداري بشأن العثور على جُثمان طفل يبلغ من العمر ثمانية أعوام ملقى بإحدى الأراضي الزراعية؛ فقد أسفرت معاينة النيابة العامة لمكان الحادث عن وجود جثمان المجني عليه بأرضٍ زراعية مترامية الأطراف، في حالة تعفن، كما تبين وجود آثار ذبح برقبته وخلو جسده من كفيْه، والتحقيقات تؤكد عدم العثور على اليدين حتى الآن.
الطفل الضحية
وبطلب تحريات الشرطة توصلت إلى أن مرتكبي الواقعة -ثلاثة أشقاء- وبضبطهم واستجوابهم، أقر الأول والثاني بارتكابهم إياها باتفاق مع أحد المنقبين عن الآثار، بغرض الحصول على كفيْ يديْ القتيل واستخدامهما في أعمال التنقيب، مقابل مبالغ مالية.
ونفاذًا لذلك استدرجوا الطفل إلى حظيرة للماشية، وظل أحدهم بالخارج يراقب الطريق، في حين أمسك به الأول، وذبحه الثاني بسكينه وبتر به كفيْه، ولفوا جثمانه بجوال من البلاستيك وألقوه في ذلك الموضع الذي عثر عليه به، بينما دفنوا الكفيْن لحين بيعهما، هذا وقد عثرت النيابة العامة على السلاح المستخدم في الواقعة، ولم يعثر حتى الآن على كفيْ يديْ القتيل.