صدر عن "بيت الشعر" في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 58 من مجلة "القوافي" الشهرية، المتخصصة بالشعر الفصيح ونقده، التي تحتفي بالمواضيع ذات الصلة به بلاغةً ولغةً وتراثاً، كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور.
وجاءت افتتاحية العدد بعنوان "الأشكال الشعرية.. كنوز ثمينة القصيدة العربية" وجاء فيها: تختبئ في عوالم الشعر العربي كنوز كثيرة، تغري الباحثين بالغوص في أعماقها، لاستخراج تلك الكنوز الثمينة، التي قد تعيد تشكيل نصوص جديدة، وفق بعض الأشكال التي غابت أو قل استخدامها في مرحلة من مراحل تطور الشعر العربي وسيرورته، حيث إن المتتبّع لمسيرة الشعر العربي، يلمس تحولاته المختلفة، فهو يتفاعل مع الزمان ومعطياته، والمكان واحتياجاته، والإنسان ورغباته، لأن الشعر العربي في أساسه ولد ذاتيّاً وجدانيًا، ولذلك فإعادة بعث أشكاله وتحوّلاته برؤية جديدة، ولغة تتفق مع العصر الذي نعيشه، قد يضيف إلى المكتبة الشعرية نصوصاً فارقة؛ فالرباعيّات والمخمّسات والمسمّطات، وغيرها، جزءٌ أصيلٌ من الشعر العربي".
إطلالة العدد جاءت تحت عنوان ""المصمطات والرباعيات والمخمسات والمزدوج.. فنون شعرية خالدة" وكتبتها الشاعرة الدكتورة حنين عمر.
وفي باب "آفاق" كتب الدكتور سعيد بكّور عن "غرائب الرثاء"، وتضمن العدد حواراً في باب "أوّل السطر" مع الشاعر عبدالنبي عبادي، وحاوره الشاعر أحمد أبو دياب.
واستطلعت الشاعرة إباء الخطيب، رأي مجموعة من الشعراء والنقاد عن موضوع "المسرح الشعري"، وفي باب "مدن القصيدة" كتب الدكتور بوجمعه العوفي، عن مدينة "شفشاون المغربية"، أما في باب "حوار" فقد حاور الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي، الشاعرة التونسية شريفة بدري.
وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و"قالوا في..."، وكتبها الإعلامي فواز الشعار.
وفي باب "مقال" كتب الشاعر حسين الضاهر، عن "الإلقاء.. فن إيصال القصيدة والشاعر"، كما كتبت الدكتورة سماح حمدي، عن "القصيدة الدعدية".
وفي باب "عصور" كتبت الشاعرة أسيل سقلاوي، عن الشاعرة زرقاء اليمامة، وكتب الباحث محمد زين العابدين، في باب "دلالات" عن "القطار.. محطات شعرية تلتقط الصور والقصائد"، وفي "تأويلات" قرأ الشاعر الدكتور محمد طه العثمان، قصيدة "سيرة غير مكتملة" للشاعر يوسف عابد.
كما قرأت الدكتورة صباح الدبي، قصيدة "سيرة بدوي" للشاعر خالد الحسن، وفي باب "استراحة الكتب" تناولت الشاعرة الدكتورة باسلة زعيتر، ديوان "أفٍّ كفاتحة الكتاب" للشاعر تركي المعيني، وفي "نوافذ"، أضاء الناقد د. أحمد شحوري، على موضوع "شعراء وأصحاب مهن".
واحتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية، امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي، بعنوان "القصيدة تختار شاعرها"، وجاء فيه: "لنا أن نحدّد وجهة أشعارنا قبل بدء الكتابة، قبل انطلاق الخطى وهي تبحث عن وردة تتشمّس صبحاً على ضفة الماء، في البيت أو في الحديقة، أو في الطريق، وحول الضفاف أو الأوديةْ؛ وأن هوايتها السير في الفلوات، تطارد فيها الظباء، وتصعد فوق الهضاب، لتبحث عن ظبية شاردةْ، وللشاعر الحقّ في أن يعبّر عن ما يخالجه من شعور، فيأخذ ريشته، ثم يبدأ رسم المشاهد، يذكر ما شاء منها، ويترك ما شاء، يختار مضمون لوحته، ثم يبدأ بالخطّ والمحو والشطب، ثم يلوّنها بالتفاعيل، يبحر فيها، ويُحْضِرُ فرقته كي تجسّد أمواجه، وتردّد ألحانه، ثم تبدأ بالعزف؛ فالأغنيات بألحانها تجذب الذوق، تخرجه من ضجيج الرتابة والنظم، تدهشه بالموسيقا، وتسحره بالمعاني التي تتجمّل من مفردات اللغةْ".